الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاشقة الشمس والرمال

عاشقة الشمس والرمال
11 مايو 2008 00:28
تهوى بعض النباتات بيئة الصحراء الجافة وحرارة الطقس، فتزهر في شهر مايو وتنتعش أكثر في شهور الصيف، كشجيرة الثدّاء التي تسمى لدى العامة ''ثندة'' وتوجد بكثرة في المناطق الصحراوية والمزارع وحول مداخل إمارات الدولة· والثدّاء كما يقول المهندس الزراعي عبدالرحمن السرحان: ''من الشجيرات الصيفية التي تنبت في الرمل وموطنها صحارى الدولة ومنطقة الخليج· وهي شجيرة معمرة من العائلة البقلية، يصل ارتفاعها أحياناً إلى 65 سم، ويتجدد نموها في نهاية الربيع ويستمر خلال أشهر الصيف، لونها أخضر جميل ولها زهر مثل نور الخطمي الأبيض، تميل في بداية ظهورها إلى الحُمرة وتنبت من سيقانها أوراق كقضبان طويلة دقيقة تبدو قاسية من منابتها ثم تلين وترق''· وعن استخداماتها يقول السرحان: ''تستفيد منها جميع الكائنات الحية، إذ يعدّ الثداء نبات رعوي مهم للإبل والمواشي· وهي تساعد التربة باختلاف أنواعها على التثبيت، كما استخدمها أهل المنطقة قديماً لصنع ألياف الغسيل والحبال والأكياس البسيطة''· ورد ذكر ''الثدّاء'' في عدة كتب قديمة، إذ جاء في كتاب ''لسان العرب'' لابن منظور: ''الثداء، شجيرة لها ورق كأنه الكراث وقضبان طوال تدقها الناس، وهي رطبة يتخذون منها أَرشية يسقون بها، ينتج عنها المُصاص الذي ينبت خيطاناً دقاقاً، غير أَن لها ليناً ومتانة، ربما خُرز بها، فتؤخذ وتدق على الفرازيم حتى تلين· والمصاص هو يبيس الثدّاء، تهواه المواشي وتلوكه بعد أن تصبح له قشور كثيرة يابسة''· كما في قول الشاعر: أَودى بليلى كلّ تيازٍ شول صاحب علقى ومُصاص وعبل كذلك ورد ذكرها في وصف أَبي حنيفة الدينوري، حيث نقرأ: ''الثدّاء شجيرة خضراء طويلة الأوراق، تنبت في أصلها الطّراثيث، وللينها يخرز بها، وهي تعد مرعى، فقد قال عنها مُرّة: هي نبت تزهر في البوادي وتزيد، دقيق طويل محدد الأطراف كأنه الأسل تتخذ منه الحصر الدقاق، فيه اخضرار دائم في الجدب والخصب''· أما الشاعر ذو الرمة فقال فيها: مكوراً وبذراً من رخامى وخلفة وما اهتز من ثُدّائه المتربل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©