الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلوى العُمانية.. سرٌ يفضحه اللسان

الحلوى العُمانية.. سرٌ يفضحه اللسان
22 يونيو 2009 23:31
من يزور صلالة سيتمسك باللبان كأبرز هدية تذكارية يعود بها إلى وطنه.. ومن يزور بقية ولايات ُعمان فلن يجد أكثر شهرة وأطيب مذاقاً من الحلوى العمانية ليأخذها هديةً إلى أهله وأصدقائه. يعرف سكان الخليج نكهتها الشهية جيداً لأنهم تذوقوها، بينما يفوته سر مذاقها من لم يتذوقها.. فقد غزت الحلوى العمانية جميع بلدان الخليج، محتفظة باسمها، حتى وإن تخلى صانعوها عن صنعتهم، ووضعوها بين أيدي العمالة الآسيوية كمنتج عُماني معروف تركه أهله للقادمين من الغرب الآسيوي يعبثون بجودته، لكنهم يجدون فيه لقمة عيش أخذوها من فم أصحابها عن رضا منهم. «المرجل» و»السمر» في بعض المواقع الشهيرة بصناعة الحلوى يقف ابن المكان يحافظ على صناعته معززاً وجودها، وفي فصل الصيف يكون تقليب الحلوى عملية شاقة حيث يستدعي «طبخها» مواجهة «المرجل» وهو يغلي فوق حطب «السمر» المشتعل بنار يجب ألا تهدأ قبل أن ينضج المزيج المكون من السكر الأحمر والنشاء والسمن مع إضافات لا بد منها كالزعفران والهيل، وهو ما يمنح الحلوى؛ الجودة والسعر المرتفع. حمود بن سالم الرحبي أحد الأسماء المعروفة في صناعة الحلوى بالمنطقة الداخلية، ولقبه (الطوقي)، ترك محله الشهير -وفق ما يقول- لإدارة ابنه «يشرف على مصنع الحلوى ويتولى أمر صناعتها وبيعها، مع مواجهة العملية الصعبة لصناعة مرجل من المزيج الكافي لملء عدة «دسوت» لكنها حالياً توضع فور انتهائها في أوانٍ بلاستيكية متخلية عن أهم ركن في صناعتها». منتج أصيل فيما تحاول مصانع معروفة في عمان الحفاظ على النكهة المعروفة للحلوى العمانية وبقائها كمنتج أصيل بعيداً عن أيدي العابثين، ويفضلون حطب أشجار «السمر» على النار المشتغلة بفعل الغاز، ويقولون إن «النكهة يجب ألا يخالطها إلا النار الطبيعية لأن الغاز يصل إلى الحلوى». ويتحدث كبار السن أنهم «كانوا قديماً يتحرزون على الحلوى بعيداً عن كل خادش لنكهتها». وعلى الرغم من صناعتها قديماً بالسمن البلدي إلا أنهم يضعونها في أوانٍ سعفية تساعد على نفاذ الدهون منها لتبقى الحلوى خالية منها قدر الإمكان. وتعمل المصانع المعروفة على تقديم الحلوى حسب الطلب، فهناك النوع المصنوع من السمن البلدي الطبيعي وليس بالزيت، وهناك النوع المستخدم فيه التمر بدلاً من السكر وتسمى «حلوى التمر» أو «حلوى الكبش» أي تصنع من كبش صغير وهذه تقدم سعرات حرارية عالية يمكن لآكلها أن يتصبب عرقاً في عز الشتاء. حلوى المناسبات خلال المهرجانات، خاصة «مهرجان مسقط» يتم بيع الحلوى العمانية للزوار وهي ساخنة حيث تصنع مباشرة في «مراجل» ضخمة، ويتعرف الزائر إلى طريقة صناعتها، ويتذوقها فوراً، لكنها من النوع الرخيص المفتقد لدقة الصناعة والمكسرات التي تعطي الطعم مذاقاً فريداً، خاصة إذا اختلطت مع الزعفران وماء الورد الجبلي (نسبة للجبل الأخضر) وحبات الهيل. يقول أحمد الرحبي: «بعد تخرجي في الثانوية العامة بحثت كثيراً عن وظيفة لكن لم أكن أظن أن الوظيفة قريبة مني! لم التفت إليها على الرغم من كونها مجزية مادياً». ويضيف: «الإقبال على طلب الحلوى يشتد في المناسبات وأيام الأعياد، ويقوم الناس بحجز احتياجاتهم قبل 15 يوماً تقريباً، وفي المتوسط فإن كل شخص يشتري عشرة كيلو جرامات من الحلوى، وهناك طلبات من مئات الأشخاص حيث نعمل حتى الفجر خلال الأيام التي تسبق عيدي الفطر والأضحى المبارك. ويشير أحمد إلى أنه مع والده وأخوته وأقاربهم يعملون جميعاً بروح الفريق الواحد لإكمال طلبات المستهلكين. فيما يعدد مكونات الحلوى، ويقول: «تصنع من ماء الورد ونشاء الحنطة أو القمح والسمن أو الزبدة والسكر الأحمر، وقد يستبدل بمكونات أخرى حسب الرغبة، إضافة الهيل واللوز والزعفران وهذه مكونات إضافية من أجل الجودة والطعم الأطيب» مشيراً إلى نوعين من الحلوى: هما الأسود، نسبة للسكر الأحمر، والصفراء ويعود لونها إلى الزعفران. السمنة والنحافة.. مرضان يهددان الكبار والصغار جاسم سلمان الدوحة- كشفت دراسة حديثة عن «واقع السمنة عند أطفال المدارس القطريين» قام بها «المركز الثقافي للطفولة» في الدولة بالتعاون مع «المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية» عن أن «نسبة71% من أطفال المدارس الابتدائية في قطر يعانون من السمنة وفرط الوزن». وشملت الدراسة نحو 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة في 23 مدرسة ابتدائية منها 12 مدرسة بنين و11 مدرسة بنات موزعة على 4 مناطق رئيسية، وأوضحت الدارسة التي أجريت خلال الفترة من نوفمبر 2008 ويناير 2009 وكشفت نتائجها مباشرة أن «نسبة الذين يعانون من السمنة 23 بالمائة في حين يعاني 16 بالمائة من فرط الوزن. وكشفت النتائج عن أن نسبة النحافة لدى أفراد العينة 8%». بدانة ونحافة بينت الدراسة أن «مشكلة النحافة تتركز عند البنين والبنات في عمر 6 إلى 7 سنوات وهي السنة الأولى للدراسة، وأن معدلات السمنة وفرط الوزن عند البنين أعلى من البنات، حيث كان معدل فرط الوزن عند البنين 16.3% قياساً بـ 15.9% لدى البنات. بينما كان معدل السمنة عند البنين 25.3% بالمائة ولدى البنات 21.6 %». وسجلت الدراسة أعلى نسبة سمنة لدى البنات في الفئة العمرية من 10 إلى 11 سنة، حيث كانت 29.9% قياساً بـ 15.6% لدى البنين. وعزت ذلك إلى «تغيرات سن البلوغ لدى الإناث، التي تكون غالباً أبكر من البنين. ووجدت أن هناك علاقة بين الأمراض غير السارية في الأسرة مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وبين السمنة لدى أطفال العينة». الحصص الغذائية أظهرت الدارسة أيضاً أن «حوالي 70% من أفراد العينة لا يتناولون الحصص الغذائية الموصى بها عالمياً من المجموعات الغذائية الأساسية مثل الحبوب والخضراوات والحليب، بينما تصل النسبة إلى أكثر من النصف بالنسبة لمجموعتي الفاكهة واللحوم، وأن أكثر من 80% من الأطفال لا يمارسون الرياضة بشكل كافٍ». ولفتت إلى وجود علاقة بين معدلات فرط الوزن والسمنة وعدم ممارسة أي نشاط رياضي. ودعت الدراسة إلى «تشكيل لجنة وطنية لمكافحة سوء التغذية والنحافة وفرط الوزن والسمنة في المجتمع القطري على أن تكون ممثلة من الجهات ذات العلاقة وإيجاد آلية ذات استمرارية لزيادة الوعي وتعزيز الصحة فيما يتعلق بنوعية الغذاء وكميته والوجبات الغذائية المتناولة وممارسة النشاط البدني عند الأطفال في قطر، وأكدت أهمية اعتماد معايير خاصة للأغذية والوجبات الصحية بشكل عام ووجبات الأطفال بشكل خاص وتخصيص موازنات مناسبة لبرامج التوعية الصحية للمجتمع في هذا الخصوص». توصيات تضمنت التوصيات الدعوة إلى توفير بيئة ملائمة لممارسة الأنشطة الرياضية للمجتمع القطري كزيادة المسطحات الخضراء وإنشاء الصالات المغلقة. وتوفير خدمة الاستشارات الصحية التثقيفية في المدارس وفي الأماكن التي يتردد عليها الأطفال. كما أكدت خلاصة الدراسة على عدد من النقاط، أبرزها: أهمية المسح المبكر الذي يعتمد على تقييم مباشر للمشكلة مما يساعد على الوقاية من فرط الوزن وأمراض السمنة عند الأطفال. فيما أوجدت الدراسة أن «هناك دلالات إحصائية بين عينة الدراسة والمرجع بالنسبة للوزن والطول ومحيط الذراع والخصر وسمك طيات الجلد، وأن أكثر من ثلث أفراد العينة لا يتناولون وجبة الفطور في البيت، كما أن أكثر من ثلثي العينة يتناولون الوجبات السريعة من مرة إلى مرتين أسبوعيا». في حين اتضح أن «أكثر من 90% من أفراد العينة يتناولون أطعمة خفيفة بين وجبات الطعام، وأكثر من نصفهم يتناولون الحلويات أو الشيبس كوجبة خفيفة، كما أن أكثر من 80% من أفراد العينة لا يحبون الرياضة» وقد أوجدت الدراسة أيضا دلالة إحصائية بين معدلات فرط الوزن والسمنة وبين الذين لا يمارسون نشاطا رياضيا. سوء التغذية خرجت الدراسة بتوصيات أخرى تتصل بإجراء دراسات إضافية في دولة قطر للوقوف على مشكلة «النحافة» عند أطفال المدارس، وإجراء دراسات أخرى تؤسس لأرقام مرجعية وقواعد بيانات للقياسات الجسمية عند الأطفال في قطر، وأهمية تشكيل لجنة وطنية لمكافحة سوء التغذية (النحافة فرط الوزن، السمنة) في المجتمع القطري على أن تكون ممثلة من الجهات ذات العلاقة، وأيضا إيجاد آلية ذات استمرارية لزيادة الوعي وتعزيز الصحة فيما يتعلق بنوعية الغذاء وكميته والوجبات الغذائية المتناولة وممارسة النشاط البدني عند الأطفال في قطر. من ضمن التوصيات: تفعيل دور الإعلام فيما يتعلق بمشاكل التغذية ونمط الحياة. وتوفير خدمة الاستشارات الصحية التثقيفية في المدارس، وفي الأماكن، التي يتردد عليها الأطفال، وتخصيص موازنات مناسبة لبرامج التوعية الصحية للمجتمع بشكل عام وللأطفال بشكل خاص. وإجراء الدراسات الخاصة بالقياسات الجسمية بشكل دوري (على الأقل كل 5 سنوات)، وذلك لإيجاد اتجاه المؤشرات الجسمية. أهداف متعددة يهدف البرنامج الذي أعد لدراسة أوضاع الأطفال والذي قامت به «جمعية رعاية الطفولة» بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» إلى تنفيذ التوجيهات السامية بالاهتمام بالتربية والعلوم والتنمية البشرية بصفة عامة، إضافة إلى إحداث أكبر قدر من التغير في السلوك الغذائي للقضاء على العادات الغذائية الخاطئة والتعرف على أخطائها. كما يهدف إلى «نقل وتوضيح المعلومات الخاصة بالغذاء والتغذية الصحية من حقولها الطبية إلى الفئات المستهدفة بطريقة جذابة مرحة ومقابلة تأثيرات الدعاية الغذائية السلبية غير المسؤولة كما يهدف إلى استخدام طرق إبداعية تناسب الفئات المستهدفة للحصول على نتائج ملموسة في التعرف على الغذاء الصحي». فيما استمر البرنامج حوالي أربعة أشهر وشملت أنشطته «المدارس المستقلة» و»غير المستقلة» وقد حقق نجاحاً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بنشر الوعي لدى الأطفال من أجل القضاء على العادات الغذائية الخاطئة ومحاولة تغيير السلوك الغذائي لديهم نحو الأفضل
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©