الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خميس الحفيتي: الكاميرا أصدق من العين

خميس الحفيتي: الكاميرا أصدق من العين
11 مايو 2008 00:33
ما إن يأتي ذكر التصوير الفوتوغرافي حتى يقفز إلى الذهن مثل صيني شهير يؤكد أن ''الصورة تختصر ألف كلمة''، وفي عالم كعالمنا يبدو هذا القول حقيقياً إلى حد كبير، فالصورة أصبحت لغة العصر، وجسراً للتواصل بين الشعوب· والصورة التي توثق الذاكرة تمارس فعلاً إنسانياً وجمالياً مدهشاً عندما تكون صورة بليغة، وبها يتوقف الزمن عند لحظة معينة في الحاضر ليخلدها في المستقبل· وسواء كانت الصورة تمثل ذكرى عائلية أو تسجل حدثاً فهي تغدو وثيقة تاريخية وربما جمالية تعلن أبدية المشهد التي تصب على نحو غير مباشر في تحقيق رغبة الإنسان العتيقة في الخلود· التصوير فن وحرفة وهواية، وتجد هوىً لدى الكثير من الشباب اليوم، أحدهم المصّور الفوتوغرافي الإماراتي خميس الحفيتي، ضيف هذا الحوار: يعتبر الحفيتي الكاميرا عيناً ثالثة للإنسان، ويقول: ''علاقتي بالكاميرا هي علاقة حب وشغف واستحواذ· ويصعب عليَّ تفسير ما تتميز به من السحر، فهي قادرة على ''تأبيد'' لحظات معينة من الحياة عبر التقاطها وتخليدها في صورة وحفظها للذكرى· وعين الكاميرا أصدق من عين الإنسان، وقد ترى من خلالها معان وتفاصيل لا تستطيع أن تميزها بعينك المجردة· وقد تحكي لك الكاميرا بلقطة واحدة قصة حب أو تراث شعب أو دليل إدانة أو غير ذلك، وربما يكون هذا هو السبب في أن العالم يتحدث اليوم لغة الصورة· تتعدد مجالات التصوير وتتنوع عطاءاته التي يفصلها الحفيتي قائلا: ''للتصوير مجالات عدة وتخصصات كثيرة، فمن حيث الموضوع هناك تصوير الطبيعة وتصوير حياة المدن وتصوير الحياة البرية والبورتريه والتصوير الصحفي، ومن حيث التكنيك هناك الأبيض والأسود والتصويرالتجريدي والبانوراما والمائي (تحت الماء) وغير ذلك· من بين هذه الأنواع يعشق الحفيتي، كما يقول، تصوير البورتريه (الأطفال - الشباب- وكبار السن) لأنه '' فن مميز أجد فيه العمق والغنى إذ يعبر عن مختلف المشاعر الإنسانية، ويختزل تجارب الحياة في نظرة تأمل مؤثرة أو ملامح وجه معبر أو براءة طفل أو دمعة امرأة''· ولهذا يعتبر الحفيتي البورتريه ''عالماً واسعاً من الفن والجمال، وهو يعتمد بالأساس على ذكاء المصور وإحساسه الخاص والمعنى الذي يبحث عنه في الوجوه وبين الملامح· وله أساليب مختلفة لالتقاط الصورة المميزة· ويفضل أن يكون التركيز فيه على الوجه والعين واتجاه النظرة· ويمكن أن يكون البورتريه لشخص أو أكثر، ولكل نوع طرق معينة للتعامل معه، وأسهل أنواعه هو تصوير شخص واحد فقط حيث يستطيع المصور المتمكن بحسه الفني التقاط تعابير الوجه ونظرة العين المعّبرة في لحظة معينة ومن خلال زاوية فنية وإضاءة مناسبة ليحصل على بورتريه مميز وصادق التعبير· أما المجال الثاني الذي يحب الحفيتي تصويره فهو التراث، يقول: ''أحب تصوير مفردات التراث وحياة الأولين، بيوتهم، طريقة لباسهم، مزاولتهم لأعمالهم، الجمال، الصحراء، الشمس، الرمال، وكل ما يعبر عن تاريخ وحضارة الإمارات، وتوثيقها بالصورة''· وعن طريقة ''صنع'' صورته وهل يلجأ إلى العفوية أم يحضر المشهد الذي ينوي التقاطه، يؤكد الحفيتي أنه يمارس الطريقتين، ففي بعض الأحيان يحدد الموضوع الذي يريد تصويره ثم يلتقط الصور، وفي أحيان أخرى يصور بشكل عشوائي أملاً في اكتشاف واقتناص صور مفاجئة· يستخدم الحفيتي الكاميرا الرقمية ''الديجيتال'' رغم أنه يحمل تقديراً كبيراً للفيلم خاصة إذا كان التصوير بالأبيض والأسود لقوة حضوره وتعبيره، لكنه يرى التصوير الرقمي أسهل وأسرع خاصة مع برامج ''الفوتوشوب''، التي أحدثت ثورة في فن التصوير· مع ذلك، لا يحبذ المبالغة في ''الفوتوشوب'' لأنها تجعل الصورة غير حقيقية وتفقدها المصداقية، والأفضل أن يقتصر استعمالها لإحداث تغييرات أو تعديلات طفيفة على الإضاءة أو لتنظيف الصورة من دون إخلال بمضمونها أو فكرتها· قام الحفيتي بطباعة الكثير من مناظر الفجيرة على شكل ''بوست كارد'' ووزعها على الفنادق، وشارك في العديد من المعارض في الدولة ودول الخليج، وهو يعتقد أن المشاركة في معارض التصوير الفوتوغرافي مهمة للفنان، لأنها تتيح له التواصل مع المجتمع وتبادل الخبرات ووجهات النظر مع الفنانين الآخرين، فضلاً عما يجري من قراءات فنية للصور ونقاشات وتحليلات توسع مدارك المصّور وترتقي بثقافته· أما عن أحلامه، فيتمنى الحفيتي أن يصدر كتاباً متخصصاً يجمع أجمل أعمال مصوري الدولة، وأن ينشئ بيتاً للفنانين يتضمن ''جاليري'' تقام فيه المعارض مع استديو تصوير ومكتبة، مؤكداً أنه في طريقه لتحقيق حلمه·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©