قال كبير مفاوضي القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات النيابية التي جرت في 7 مارس الماضي رافع العيساوي أمس إن العراقية تهدف بالجلوس إلى الطاولة المستديرة إلى إيجاد ورقة عمل لإصلاح النظام السياسي والحكومي والبرلماني، وليس لمناقشة تشكيل الحكومة المقبلة والاتفاق على شكلها وتحديد رؤوسها. وبينما استمر سعي الكتل السياسية إلى التباحث حول شكل الحكومة المقبلة داخل العراق، عقد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اجتماعا مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في الرياض لبحث آخر تطورات العملية السياسية العراقية.
وقال العيساوي "إن هناك فرقا بين الجلوس على الطاولة المستديرة من أجل تشكيل الحكومة المقبلة والاتفاق على شكلها وتحديد رؤوسها، وبين الجلوس إلى الطاولة المستديرة من أجل إيجاد ورقة عمل لإصلاح النظام السياسي والحكومي والبرلماني".
وأضاف خلال زيارته عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أمس أن الاجتماع الذي دعا إليه الحكيم يهدف الى إيجاد قراءات إيجابية للمشاركة السياسية في صنع القرار وليس هناك من داعٍ للتخوف من أن يسلب هذا الاجتماع حقوق الآخرين في تشكيل الحكومة.
وأشار العيساوي إلى أن هناك تقاربا كبيرا بين القائمة العراقية والائتلاف الوطني، واصفا إياه بالتطابق والتوحد في الرؤى والاتجاهات. وقال "نحن بانتظار رد قائمة دولة القانون من أجل الانطلاق في اتجاه التفاهمات وحلحلة الأمور سعيا لتشكيل حكومة شراكة وطنية تخدم أبناء العراق وتوفر أجواء من الأمن والسلام".
وفي إطار اللقاءات التي يجريها قادة في الائتلافات العراقية التقى امس عادل عبد المهدي القيادي في الائتلاف الوطني بجعفر باقر الصدر القيادي في ائتلاف دولة القانون وجرى خلال اللقاء الذي تم بدعوة من عبد المهدي التباحث في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتفاعلاتها الواسعة وصولاً لتشكيل الحكومة المقبلة.
وأشاد جعفر الصدر بمواقف عبد المهدي في المرحلة اللاحقة لبناء دولة المؤسسات من خلال تسنمه مواقع متعددة ساهم من خلالها في إرساء دعائم الوحدة الوطنية وتأسيس علاقات متقدمة مع دول العالم المختلفة لكي يستعيد العراق دوره الطبيعي في المجتمع الدولي
من جانب آخر عقدت اللجنة التنسيقية لكتلة العراقية اجتماعا موسعا طالبت فيه بالوقف الفوري لحملات الاعتقالات العشوائية وإرهاب الدولة بمواطنيها كافة، وترويع العوائل من نساء وأطفال وشيوخ، بعيداً عن الإجراءات الأصولية والقانونية وإنهاء حملات التهميش والإقصاء ضد مرشحي كتلة العراقية، لاسيما الفائزين في الانتخابات دون مسوغات قانونية.
وأشارت العراقية خلال اجتماعها إلى أن النتائج التي أفرزتها الانتخابات تعبر عن إرادة الشعب ولا يجوز القفز عليها بأي حال من الأحوال، وعرقلة العملية السياسية، وتحذر من هذا النهـج الـذي يؤدي إلى وأد الديمقراطية.
ودعت القضاء العراقي إلى المحافظة على استقلاليته وعدم الانصياع لضغوط هذه الجهات.
وأكدت أنه لا يحق للحكومة وهي حكومة تصريف أعمال إصدار قرارات واتخاذ إجراءات تتجاوز صلاحياتها في هذه الفترة، خاصة ما يتعلق منها بالمؤسسات الأمنية وإجراءاتها في ظل انتهاء رقابة مجلس النواب. ودعت "العراقية" الكيانات السياسية كافة للوقوف وقفة وطنية واحدة في مواجهة الإرهاب والعنف وقتلة الشعـب العراقي من أجل المصلحة العامة للعراقيين وأهدافهم وتطلعاتهم الوطنية.
من جانبه قال عمار طعمة عضو الائتلاف الوطني العراقي إن الائتلاف فتح الباب أمام أعضائه للتنافس على الترشح لخلافة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وذكر أنه قد أعلن أن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء داخل ائتلافه سيكون مفتوحا لجميع الأعضاء، وبضمنهم الأعضاء الذين لم يفوزوا في الانتخابات.
وكشف طعمة القيادي في حزب الفضيلة أن "الائتلاف الوطني شكل لجنة داخلية للتوصل إلى آليات اختيار وعمل رئيس الوزراء ومناقشة البرنامج الحكومي وبعد أن يتم تحديد الآليات سيتم اتخاذ قرارات الترشيح وكيف يكون".
من جهته أكد عضو ائتلاف دولة القانون عبد الهادي الحساني أن المرشح لمنصب رئيس الوزراء المقبل سيعتمد على الرؤية المعينة والخاصة للنواب، مشيرا إلى أن غالبية النواب التي ستتوفر لديها هذه الرؤية هي التي ستحسم هذا الأمر.
في غضون ذلك عقد العاهل السعودي الملك عبد الله اجتماعا مع بارزاني الذي وصل إلى الرياض في وقت سابق أمس، بحثا خلاله العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله قلد رئيس إقليم كردستان العراق وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى الذي لا يمنح عادة إلا لقادة الدول.
ومن المقرر أن يصل الى المملكة اليوم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يتبعه غدا رئيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى عمار الحكيم.
عدد اليوم
