انتهازية

منذ أسبوعين وربما أكثر وأنا حائر لاهث بين وزارة العمل وإدارة الجنسية والجوازات كل منهما يتبرأ من المسؤولية ويتخلص مني وينصحني بأن الموضوع ليس عنده، وعلي مراجعة الطرف الآخر· والأمر غريب وربما يكشف خللا في الإجراءات فقد تم تسفير عامل على كفالتي منذ ثلاث سنوات ولغاية الآن يظهر في الكمبيوتر أنه داخل الدولة، والكمبيوتر لا يكذب وقد اخترعه الإنسان ليساعده فصار عبئه أقل من نفعه·· ووجدت أن أشطر ناس في فرض الرسوم هما وزارة العمل ودوائر الجنسية والجوازات فالسؤال يصبح عندهما بفلوس، والسلام بفلوس، بل إن دخول مبنى وزارة العمل في ابوظبي بسبعين درهماً· ووجدت أننا ندفع رسوما كثيرة على الفاضي والمليان وانتهى زمن الأشياء أو الخدمات المجانية، فالكل يريد مقابل أي خدمة يقدمها حتى لو كانت سؤالا أو نصيحة، لقد انتهى وولى عصر الشهامة· سيطرت النظرة المادية على الناس وتجدهم يحسبون كل شيء بالربح والخسارة، وهناك أشياء كثيرة لا نكون فيها رابحين لكننا أيضا لسنا خاسرين، ولا تعرف ما سبب هذا التغير في نفوس الناس خصوصا الشباب منهم هل هو بتأثير قوي من الغلاء الذي يعم كل شيء؟ أم هو بتأثير العولمة والامبريالية العالمية والانتهازية والديمقراطية المعلبة؟ أعرف شابا يسيطر عليه حب المال فينسى حبه لأهله بل وحبه لأمه· حب المال أحيانا يلهينا عن أشياء كثيرة وقد ينسينا إنسانيتنا وقد يشغلنا عن مبادئنا ويقسي القلوب والنفوس فننسى من أين جئنا والى أين نحن ذاهبون والمال عبد جيد لكنه سيد فاسد كما يقولون · ربما تكون هذه حالة قاتمة يطغى فيها التشاؤم كثيرا وقد يعتقد القارئ أنني أفرط في التشاؤم غير أنني لا أعرف سببا لهذه الحالة غير ما شعرت به من خلال الناس الذين التقيتهم خلال الأيام القليلة الماضية· سعيد البادي ssalbadi@gmail.com