عصارة الأشخر تسبب العمى

منذ عدة سنوات شنت بلديات الدولة حملة للقضاء على الأشخر، وهو نوع من النباتات الصحراوية التي تنبت في الإمارات وفي بعض دول الخليج الأخرى· المثير أن تلك الحملة خفتت مع الوقت بينما بقي الأشخر يصارع الحياة ويثبت وجوده في كل مكان بلا اجتثاث· وعن خطورة انتشاره في المناطق السكنية بضواحي أبوظبي مثل الباهية والرحبة والشهامة وبني ياس، يقول الدكتور مازن علي ناجي مدير مجمع زايد للأعشاب والطب التقليدي: الأشخر جمع ( أشخرة) ويعرف أيضا باسم العشر أو العشار وهو نبات شجيري معمر دائم الخضرة يصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار، ذو أفرع هشة وأوراق كبيرة لحمية ذات لون أخضر مائل للزرقة ليس لها عنق، وتحتوي جميع أجزاء النبات على عصارة لبنية غزيرة ، وتزهر على مدار العام· ينتشر هذا النبات في الإمارات بكثرة وينمو في الأراضي الرملية وفي جميع البيئات لأنه يتحمل الحرارة والملوحة، وربما يثير الحديث عن خطورة انتشاره استغراب الكثيرين ودهشتهم، فما المشكلة في أن ينتشر نبات ما كغيره من النباتات؟ لكن الاستغراب سرعان ما ينتهي عندما نذكر أن عصارة الأشخر يمكن أن تسبب العمى إذا ما وصلت إلى العينين، ومن هنا تنبع خطورة انتشاره بشكل عشوائي وفي المناطق السكنية بحيث يسهل وصول الأطفال إليه ولمسه، لذا يجب على الجميع البعد عنه وعدم استعماله إلا بإشراف طبي دقيق· ويستعمل هذا النبات في الطب البيطري ، وحالات الصرع، أو للربو عن طريق تجفيف الأوراق الطازجة تحت أشعة الشمس ثم استعمال المستخلص لأنه مقو للقلب، وجذره يستعمل لعلاج البروستاتا، كما يستعمل لعلاج جرب الإبل ولخلع الأسنان، وهو أيضا مسهل قوي، مدر للطمث، وتستخدم أزهاره بكميات ضئيلة لعلاج النزلات الصدرية والربو والهضم، وخشبه يستعمل للبارود· وقد فطن العالم إلى هذا النبات الاقتصادي، واستغله بشكل تجاري في صناعة وإنتاج الألياف الحريرية التي تستعمل في أغراض متعددة، وقد زرعت به آلاف الأفدنة في كل من جزر الهند الغربية وأميركا اللاتينية لهذا الغرض·