الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرانكو دراجون: هدفي خلق عمل مبدع يترجم تاريخ الإمارات العريق

فرانكو دراجون: هدفي خلق عمل مبدع يترجم تاريخ الإمارات العريق
28 فبراير 2013 22:17
المخرج العالمي فرانكو دراجون، الإيطالي الولادة والبلجيكي النشأة، الذي يعد العقل المبدع للعمل الضخم، “قصة حصن، مجد وطن”، ضمن مهرجان قصر الحصن خلال الفترة من 28 فبراير الماضي إلى 9 مارس الجاري الذي انطلق أمس. أكد أن هذا العمل يحظى بأهمية بالغة لديه، فقد بحث كثيرا في تاريخ الأزياء والتراث الإماراتي لكي ينجح في عكس الصورة الحقيقية لتعاقب المراحل التاريخية للمكان. العمل بدأ بعروض استعراضية وبهلوانية تشكل لوحة فنية غير مسبوقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، يقول المخرج العالمي فرانكو دراجون إنه تعاون مع عدد من المستشارين في الإمارات في جميع المجالات ليحصل على عمل متكامل، لافتا إلى أنه يعتمد على طاقم كبير من المبدعين من جميع أنحاء العالم يصل عددهم إلى أكثر من 200 شخص من تقنيين ومهندسين وممثلين بينهم 10 إماراتيين، إضافة إلى 60 مشاركا في العرض الحي من بينهم طلبة من twofo r54، كما أكد أن راوي القصة في هذا العرض هو إماراتي، لافتا إلى أن الصعوبة التي واجهها في إنجاز هذا العمل، تنبع من شعوره بالمسؤولية وضغط الوقت، حيث إنه صمم على إنجاز عمل يدمع عيون الناس ويؤثر فيهم، ويسعدهم في ذات الوقت، ولن ينسوه أبدا من خلال السفر الذي سيستغرق 70 دقيقة مدة كل عرض، إذ سيتعرف الناس على حضارة كبيرة يصعب بالطبع اختصارها في هذا الحيز الزمني. ويقدم العرض مزيجاً رائعاً من الفقرات الاستعراضية والبهلوانية التي تشكل لوحات فنية تجمع بين الثقافة والتقاليد الإماراتية، ويعد العرض الأول من نوعه في الشرق الأوسط. عناصر الإبهار وأضاف المخرج فرانكو دراجون، الذي يسعى إلى إنشاء وتنفيذ العروض الأكثر ابتكاراً على وجه الأرض قائلاً: “كرسنا أعمالنا على هذا العرض خصيصاً لسرد قصة قصر الحصن ورمزيته التاريخية، وقد تم تصميم العرض ليروي القصة الرائعة للتاريخ العريق لأبناء الدولة، وبناءً على ذلك، تم دمج عناصر الثقافة الإماراتية الأصيلة باللوحات والعروض الفنية بطريقة غير مسبوقة. ويشمل العرض كل ما يتعلق بماضي ومستقبل وحاضر أبوظبي، لينتمي هذا العرض إلى كل شخص له علاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو بلا شك مصدر ثقافة ينبثق منه الشعور بالفخر لهذا الأداء الرائع”. موضحا دراجون، أن العرض الذي يحتوي على كل عناصر الإبهار يشمل رمزيات كبيرة، منها الشاب الذي يظهر في بداية العرض، وهو رمزية للساحر أو السحر، والذي يأخذ شابا مراهقا من هذا الجيل ويسحبه من بين الجمهور ليظهر له ما يبهره من صنيع أجداده، ووظف فرانكو كل عناصر الإبهار، بحيث خلق صورا بصرية أخاذة، عكسها للجمهور من خلال 48 كاشف إضاءة، لعبت على إبراز تفاصيل، وإخفاء أخرى، وتمويه أخرى، حسب ما يرغب مبدع العمل في التركيز عليه. كما أبرزت مكبرات الصوت المثبتة على جوانب الخشبة الضخمة صوت الربابة الذي صاحب صور الكثبان الرملية، وفخر البحارة، ورحلة اللؤلؤ، إذ قال فرانكو إن الربابة أداة موسيقية قديمة جدا في الإمارات، وتعتبر من الموروث الثقافي لهذا البلد، لكن هناك ندرة في استعمالها اليوم، لهذا قدم المقطع الأول في العرض أمام وسائل الإعلام، عازف عود، موضحا أنه ليس من السهل إيجاد اليوم من يعزف الربابة، ولكن سنعمل في العروض القادمة على إيجاد شخص يعزف الربابة حتى يكون هناك انسجام بين موسيقى العرض وما تقدمه الشخصيات من أدوار. الكندورة والحمدانية ويعتبر الحديث عن الملابس والحياكة المسرحية له أهميته التي لا تقل عن أهمية أي جزئية في عمل إبداعي، كعمل فرانكو دراجون، الذي أكد أنه استعان بخبراء في المجال، لكن هناك بعض الصعوبات في ضبط حزام «الأوزار»، مثلا. لافتا إلى أن حركات بسيطة يهملها الفنانون، لكن يعيرها المتلقي اهتماما كبيرا.. وفي هذا الإطار قال فرانكو دراجون “لاحظنا خلال العرض التقديمي بعض الأخطاء، فهي تعتبر بسيطة جدا بالنسبة للمبدعين، لكن قد تخلق بعض ردود الأفعال لدى المتلقي، وكوننا نرغب في عمل متكامل فإن هذه الأخطاء رغم بساطتها فإنها سيتم تصليحها وأخذ كل التوجيهات بعين الاعتبار، موضحاً أن التدريبات تستمر يوميا من 10 صباحا إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واستغرقت في مجملها 3 أسابيع، من بينها التدريب على اللباس، وكيفية تثبيته، وعلى لباس الكندورة والحمدانية، وهذه أزياء لا تعتبر من السهل ارتداؤها والأداء بها لأناس مطلوب منهم الخفة في الأداء في انسجام تام مع الزي والمظهر، ولعل هذا تحديا برع الممثلون كلهم فيه.” ولم يخف فرانكو الإيطالي الولادة والبلجيكي النشأة خوفه من التعاطي الأول مع الثقافة الإماراتية قائلاً: “أعتبر هذا مولودا، وسنراه يكبر في كل عرض، خلال مدة الفعالية، وكان خوفي كبيرا أن أعكس هذا التاريخ العريق في مدة وجيزة، لكن تعاوني مع مجموعة كبيرة من الخبراء زودني بالثقة في نفسي، كما أنني تعودت على التحديات من خلال الأعمال التي سبق وأنجزتها في مختلف دول العالم، وكان الحمل ثقيلا علي، حيث حاولت أن أعكس الثقافة الإماراتية في هذا العمل”. المسرح والسيرك القومي وعن حياته الخاصة قال فرانكو دراجون، الإيطالي الولادة والبلجيكي النشأة، والفنان الاستعراضي، إن الإنسان يمثل جوهر عمله وأفكاره، وأنه يؤمن بقوة فريقه في العمل في بيئات جديدة وخلق أعمال إبداعية رائعة، وكان قد سافر مع والديه من إيطاليا إلى بلجيكا للبحث عن عمل، وكان شغوفا بالأعمال الاستعراضية، ويذكر أنه تدرب في مدرسة المسرح الشعبي، كما تدرب في مسرح جان لافت بروليتارية وديللارتي كوميديا، بمعهد مونس ودورات جولير في باريس، وتلقى الدورات الأفضل في جميع أنحاء أوروبا. ومنذ أول ظهور له كممثل في فرقة مسرحية شابة، أدرك دراجون، أن مكانه ليس فقط كممثل على خشبة المسرح، فانخرط في العمل المسرحي مع كومباني دو كامبوس، التي يدين لها بانتقاله إلى الإخراج، وبعد النجاح الذي حققه من خلال مجموعة من الأعمال الاجتماعية، سافر إلى كندا واستقر في مونتيريال، حيث أصبح مدرسا في السيرك القومي. وقد عرف دراجون بأسلوبه المتميز، ولاقت رؤيته العصرية التفاتة قوية من النقاد، وكان قد أسس في هذه الفترة لو سيرك دو سولي، وانطلق به في جميع أنحاء العالم، وبنفس القوة خلق دراجون أعمالا أخرى ناجحة ومتفردة ساهمت في تحويل عدة دول إلى مراكز فنية حول العالم. الإمارات ستكون ملهمتي وصف فرانكو دراجون نفسه بأنه المسافر دائما حول العالم، مؤكدا أن له أصدقاء في الكون، معربا عن سعادته لأن الإمارات ستكون إضافة كبيرة بالنسبة له سواء من حيث العمل الإبداعي الذي يقدمه أو من خلال النخبة الكبيرة من الأصدقاء التي اكتسبها من خلال عمله في أبوظبي خلال إنجاز العمل، موضحا أن مجموعة من الأشخاص استطاعوا انتزاع الاحترام والتقدير منه، نظرا لقوة أفكارهم وتعاملهم بمهنية وحرفية، ناهيك عن المعلومات الوفيرة والغنية التي أثروا بها المشهد الإبداعي. واعتبر دراجون أن هذا العمل سيفتح جسورا بين الشرق والغرب، ويفتح أبوابا لإنجاز إبداعات أخرى، موضحا أن الإمارات ستكون ملهمته في مشاريع ضخمة مستقبلا. وأضاف أن الإبداع في العمل مرتبط بعمل الجماعة وروح الفريق، وأنه استطاع أن يجمع هذه النخبة من الأكروبات من جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن كل عمل يشكل له مخاوف وهواجس لرغبته في الاستمرار في النجاح، لذا فهو يستغل التكنولوجيا الجديدة في خلق عمل مبهر من الكفاءة، وقوة الفكرة، والإبداع، وحسن أداء الأشخاص، وبناء القصة كلها لتشكل عملا متكاملا، يصب في إطار البراعة الفنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©