الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2 مليون درهم حصاد معرض بالفن نساعدهم

2 مليون درهم حصاد معرض بالفن نساعدهم
11 مايو 2008 00:48
نادرة هي المناسبات التي يتعانق فيها المال والفن ولا يكون ناتج هذه العلاقة مشوهاً وخسارة للفن والإبداع، فالمعروف أنه ''إذا حضر المال من الباب هرب الإبداع من الشباك''، لكن الباب والشباك هذه المرة كانا في صالح الفقراء، وفي خدمة إبداع من نوع آخر هو إبداع العطاء الإنساني الذي تصنعه أيادٍ مباركة تقدم العون والخير· مناسبة هذا الكلام، هو التظاهرة الإنسانية التي شهدتها العاصمة أبوظبي على مدى ثلاثة أيام (الأول والثاني والثالث من الشهر)، تحت عنوان ''بالفن نساعدهم''، الذي أقيم تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعدة سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون النسائية، وحضرته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كضيفة شرف، ونظمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وتضمن نخبة من الأعمال الفنية الاستثنائية التي بيع جزء كبير منها على أن يعود 20 بالمئة من ريعها لصالح أعمال الخير بهدف التخفيف من حدة الفقر ووطأة المعاناة الإنسانية حول العالم· وتضمنت المعروضات، لوحات فن تشكيلي ومجموعة من المصوغات اليدوية، اضافة إلى قطع منوعة من الأثاث البوهيمي العتيق· وكانت الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعدة سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون النسائية أكدت خلال افتتاحها المعرض على ''أهمية دور الفن كشكل من أشكال الإبداع البشري في خدمة الإنسانية بحيث يمكن أن يساهم في أعمال الخير اذا تم توظيفه جيدا في التخفيف من وطأة المعاناة الناجمة عن الفقر''· وتقوم رسالة ''بالفن نساعدهم'' على تطوير مبادرات وبرامج قائمة على الفن لدعم القضايا الإنسانية حول العالم، وانقاذ الفئات التي تفتقر الى الحماية وتعاني من الاهمال والعوز ونقص التعليم وسوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية· كما تهدف لبذل أقصى الجهود من أجل الارتقاء بالوعي العام وتقديم البرامج التعليمية وجمع التمويل اللازم لهذه القضايا الإنسانية· 400 قطعة من الحلي والمجوهرات عرضت للبيع في المعرض تراوحت بين 2000 ومليوني دولار أميركي هي قيمة عقد مرصع بالماس، فضلاً عن لوحات من الفن التشكيلي وقطع منوعة من الأثاث البوهيمي العتيق، وقد تجولت ''دنيا الاتحاد'' بين أرجاء المعرض ورصدت الانطباعات التالية: في قسم المصوغات، أعرب سليم مزنر عن شعوره بالفخر للمشاركة بهذا الحدث الإنساني المهم معتبرا ''أن المساعدة العينية لشريحة واسعة من الفقراء حول العالم هي أقل ما يمكن أن يقدمه الفرد في سبيل الخير''· وفي قسم التصاميم المبتكرة يشعر المتفرج أنه يتجول في حقبة تاريخية قديمة ومع ذلك ما تزال حاضرة وقادرة على المنافسة· فقطع الأثاث هنا ومع أنها غارقة في القدم، الا أن طريقة ترميمها وتنجيدها بالأقمشة الضاجة بالألوان، تعطي انطباعا مليئا بالفرح· وقالت صاحبة المشروع هدى بارودي التي قدمت خصيصا من لبنان لتشارك في هذا الحدث الإنساني أن كل المفروشات مستعملة وتشتريها من سوق العتق في بيروت، لتعيد احيائها من جديد بقطع من القماش التقليدي القديم الذي تشتريه من آسيا الوسطى، وهكذا فان كل قطعة أثاث لديها تروي قصة من قصص الحضارات القديمة· ومن الإمارات كانت هناك مشاركة خيرية لمفروشات من خشب التيك المصمم وفقا للمواصفات التي يحددها الزبون والذي يحمل مختلف الألوان الطبيعية والداكنة· المجموعة الواسعة من الأثاث الداخلي والخارجي ضمت الهياكل المسقوفة وطاولات وكراسي الحدائق وأرائك الشاطئ والمظلات، اضافة إلى مقاعد الطعام الريفية والخزانات والمكاتب والمصنوعات الجلدية· أما اللوحات التي تم اختيارها بعناية لتمثل أنواع الفن التشكيلي المختلفة وعددها 24 لوحة فساهمت على طريقتها في عمل الخير، وتوزعت بين الرسم التجريدي والخط العربي والأكريليك والمواد المختلطة والطباعة على الكنفاس· فاتن حمامة ضيفة شرف استثنائية بنعومتها المعتادة وتألقها الدائم حلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ضيفة شرف على معرض ''بالفن نساعدهم'' فأبهرت الحضور بأناقتها وجمالها المضيء وكأنها قادمة للتو من خلف مشهد سينمائي· ومع أنها محتجبة منذ سنوات عن الأضواء حيث انصرفت في الفترة الأخيرة إلى المساهمة في النشاطات الخيرية، لم تبخل النجمة فاتن حمامة على جمهور أبوظبي التي تزورها للمرة الأولى، بلقاء إعلامي مفتوح كان أشبه بجلسة إبهار تسابق فيها الصحافيون على طرح الأسئلة متمنين أن يحصلوا على إجابة ولو سريعة منها· فالقيود والشروط التي أحاطت بجلسة الحوار لم تكن عادية، وربما لأن الضيفة غير عادية· حضرت النجمة الرقيقة قبل الموعد بربع ساعة مرتدية ملابس بهية تعبر عن شخصيتها، وبالرغم من الحصار الإعلامي من حولها، تمكنت ''دنيا'' الاتحاد من اختراق الجدار العازل، وعرفت منها أن أجمل لحظاتها في هذه المرحلة العمرية، هي تلك التي تمضيها وسط عائلتها الصغيرة من جهة ومن جهة أخرى حين تساهم في أي عمل إنساني تعرف أنه مقدم بشكل صحيح· وصرحت أن أسمى أشكال المساعدة هي التي نقدمها بفرح ومن دون غاية قائلة: ''آن الأوان لننهض جميعنا من غفوتنا ونعي المسؤوليات الملقاة على عاتقنا لانقاذ الفقراء والمساكين والجياع حول العالم''· وعندما سألناها عن سبب كل هذه الممنوعات التي تفرضها أمام من يحبها من الإعلاميين أجابت بابتسامتها المعهودة: ''اعذروني لكنني اعتدت أن أجيب بهدوء وتركيز، وأنا إنسانة معروف عني الدقة في كل شيء ولاسيما في تصريحاتي الصحافية''· وردا على سؤال ''هل تخشين التقدم في السن؟'' والذي يبدو أنه فاجأها أجابت بترو وعقلانية: ''لقد مثلت مختلف الأدوار من الطفلة الصغيرة إلى الشابة الفاتنة إلى الأم، وسواها من الأدوار· وانسجمت مع مختلف أدواري بحب تام للشخصية، وأنا حاليا أعيش أسعد أيامي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©