الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جارا» تبيع كل ما له صلة بالماضي

«جارا» تبيع كل ما له صلة بالماضي
22 يونيو 2009 23:57
تقام كل يوم جمعة في شارع صغير بين البيوت القديمة وسط عمان، في مكان بالكاد تراه العين، سوق صغيرة لبيع كل ما له صلة بالتراث والمصوغات واللوحات والرسوم، حتى يخيل للمرء أنها قطعة منسية من الماضي. إنها سوق «جارا» التي تقام في الهواء الطلق في شارع «الرينبو» في حي جبل عمان، أحد أقدم أحياء العاصمة، وقد سكن فيه الملك طلال ونجله الملك حسين والعديد من السياسيين والدبلوماسيين. وتستقطب السوق آلاف الزوار والسياح الأجانب في يوم الإجازة الأسبوعي بين شهري مايو وأكتوبر من كل عام. وفي هذا الموقع الذي يشبه مغارة علي بابا، يتخصص عدد من الدكاكين الصغيرة التي ترتفع وسط البسطات، ببيع كل ما ينعش الذاكرة من تحف وحلي وميداليات وخرائط ومصوغات فضية ونحاسية ولوحات وصور فوتوغرافية، بالإضافة إلى المنتجات الطبيعية كالعسل والعصائر والمخللات والصابون والورد والنبتات. وتساعد سوق «جارا»، التي انطلقت العام 2005، عشرات الفنانين وأصحاب الحرف اليدوية الذين لا يملك معظمهم محال تجارية وحتى ربات المنازل، على عرض أعمالهم ومنتجاتهم المتنوعة والترويج لها. عند مدخل السوق يقف حنا حنانيا، وهو من أقدم صاغة الفضة في الأردن أمام طاولة كبيرة تحمل خواتم وقلائد وأساور وعقوداً فضية ملأى بالنقوش والأحجار، فيما التف حول طاولته العديد من السياح الأجانب يستفسرون عن أسعار المعروضات التي تتراوح بين 15 و250 ديناراً (20 و350 دولاراً). يمتهن حنانيا، وهو من مأدبا 32 كيلومتراً جنوب عمان هذه الحرفة منذ العام 1959. ويقول الصائغ، الذي صاغ الكثير من الخواتم لأميرات أردنيات، إن «البيع في سوق جارا متعة كبيرة، إنها سوق تختلف عن بقية الأسواق والعمل فيها بهجة تسر القلب». والأسعار ليست متدنية في سوق جارا، إذ تباع سجادة حرير إيرانية الصنع طولها متر ونصف المتر وعرضها متر واحد بسعر 3500 دينار (5 آلاف دولار). ويقول فواز معايعة، وهو يعرض عشر سجادات مختلفة الألوان والأحجام، «نحن هنا بالدرجة الأولى من أجل الترويج لمحالنا التي تعد أقدم وأكبر محال بيع السجاد في المملكة». ويضيف معايعة، الذي ورث هذه المهنة أباً عن جد، «في العام الماضي لم نبع شيئاً هنا، أما اليوم فقد بدأ الناس يقبلون على بضائعنا والعمل يسير نحو الأحسن». ويتابع: «السوق جميلة، ورغم حداثتها، بدأت تأخذ مكانتها في المملكة ويقبل عليها الناس من كل مكان ناهيك عن السياح الأجانب». وإلى جانب الأعمال الفنية والتحف والأعمال اليدوية، تعرض كذلك أجهزة وآلات قديمة لا تعمل مثل ساعات وهواتف وأسطوانات موسيقية ومخطوطات يدوية وصحف قديمة وطوابع وعملات وفوانيس وخناجر وأوانٍ.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©