شباب الدّايت يخاصمون العشاء!

مع اتساع رقعة انتشار خدمة الانترنت في العالم العربي برزت لدى فئة الشباب والمراهقين ظاهرة محمومة تمثلت في تبادل المعلومات حول الرشاقة وأنواع الريجيم، وكلها تتفق على نجاحها وفائدتها وجدواها وفائدتها الصحية· وفي الفسحة التالية نلقي نظرة فاحصة على هذا العالم الذي غزا الشاشات بسرعة البرق في الإمارات وغيرها من الأقطار العربية خاصة فيما يتعلق بالحض والنصح بالتخلي عن وجبة أساسية هي وجبة العشاء· بنت نجد في موقع ''عالم بلا مشكلات'' تقول: ''يعتبر الطب الحديث السمنة مرضا من الأمراض العصرية الخطيرة، ولما كانت وجبة العشاء من أهم دعائم السمنة كان من الضروري تجنبها والهروب منها، فهي تؤدي إلى عواقب وخيمة· كما يؤدي الإفراط في تناول الطعام في المساء إلى فقدان الشهية في صباح اليوم التالي ومن ثم عدم تناول طعام الإفطار الأكثر أهمية''· أما موقع ''أشكرى'' فينصح المرأة بمراعاة عدد من النقاط في المساء بناء على نصيحة الخبراء التي يوجزها في التالي: ''يجب على المرأة تجنب تناول أي نشويات أو سكريات والحرص على تناول كوب من اللبن الزبادي، والفواكه أو طبق سلطة خضراء، كما أن شرب كوب من الماء قبل النوم يمنح الشعور بالراحة''· في حين يستشهد موقع ''طرب نت'' بتصريحات باقة من الفنانات في باب ''أسرار الفنانات وريجيمات خاصة لقوام رشيق'' حيث تشدد الفنانة أميرة العايدي على: ''الاعتدال في تناول الغذاء، والامتناع نهائيا عن وجبة العشاء، لما لها من تأثير سيئ على رشاقة الجسم، مشيرة إلى أن ممارسة رياضة المشي يوميا لمدة ساعة على الأقل لها تأثير وفائدة لا يمكن إنكارها في الحفاظ على الرشاقة''· بينما تؤكد الفنانة أنوشكا على: ''عدم تناول وجبة العشاء نهائيا وعلى ممارسة الرياضة، والنوم يومياً على الأقل 8 ساعات، إضافة لتناول المياه بكثرة للمحافظة على نضارة البشرة''· وصولا للفنانة عبير صبري التي تؤكد أنها: ''تمتنع نهائياً عن تناول وجبة العشاء لما لها من تأثير ضار على رشاقة الجسم وحيويته''! أما كل من محمد فائز مشرف منتدى الحوار العام في ''منتدى الصحة والطب''، والعضو ''قوت القلوب'' في موقع ''المشكاة'' والعضو ''سيد الحب'' في منتديات ''عذب الإحساس'' فيؤكدون جميعا على أهمية التخلي عن العشاء مستشهدين بدراسة للخبير الألماني البروفيسور ''يوهانيس هوبار'' المتخصص في الطب الباطني في مقال نشرته صحيفة ''راينيشه تسايتونغ'' الصادرة في مدينة وبلينس الألمانية الغربية، والتي تشير إلى أن ''سكان جزيرة اوكيناوا اليابانية الذين يزيد متوسط أعمارهم عن 100 سنة لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة وأن سر تعميرهم يكمن في أمرين: أولهما تخليهم عن وجبة العشاء والآخر هو تغذية أنفسهم بالخضار والسمك مع حرصهم على عدم تناول الطعام حتى يؤول الأمر بهم إلى درجة الشبع بل إنهم يشعرون دوماً بتناول طعام أكثر ولكنهم لا يقدمون على ذلك مبيناً أنه بمفهوم آخر فإنهم تخلوا عن وجبة العشاء· وأوضح أن هذا الأسلوب السليم من تناول الأطعمة يعمل على تخفيف الوزن وتنشيط الجسم ومده بحيوية ملموسة، وذكر الاخصائي الألماني في الطب الباطني أن هناك مثلاً وحكمة آسيوية قديمة ويبلغ عمرها 3000 سنة تقول أُترك طعام وجبة العشاء لأعدائك''!! أما موقع ''عيادة الرياض فيقدم نصيحة أكثر اعتدالا حيث يؤكد أن: ''تناول وجبة العشاء مبكراً، هو الأفضل صحياً، فبعد تعب ونشاط النهار تأتي وجبة العشاء التي تكون وجبة خفيفة، ومتوازنة لعدم وجود نشاط وطاقة في الليل، ومع أن وقت العشاء هو وقت راحة وانشراح ومتعة مع الأسرة فإن الوقت المثالي له يكون ما بين الساعة السابعة إلى الثامنة مساءً· ولكن متطلبات الحياة المعاصرة التي لا تسمح بذلك، مما يجعل تناول الغالبية لوجبة العشاء في وقت متأخر من الليل''· إن أبسط ما يمكن ان نستخلصه من قراءة التصريحات السابقة هو استستهال الشباب بمخاطر الريجيم العشوائي، حيث إنهم يقبلون على تبادل المعلومات بحماس وبثقة بالغة، غير منتبهين للمضاعفات الصحية التي قد يتعرضون لها جراء هذه الممارسات التي ينبغي أن تكون إشراف طبي أو أخصائي تغذية في أبسط الحالات·