الآن وقد أنجزنا برنامج التحوّل الاستراتيجي الذي بدأناه قبل عامين بنجاح، فقد أصبحت «طاقة» اليوم شركة أكثر كفاءة، مما ساهم في تعزيز أعمالها إلى حدٍّ كبير.
لقد أجبر التراجع الكبير في أسعار السلع كل شركات الطاقة في جميع أنحاء العالم على إعادة النظر في استراتيجيات أعمالها وخفض موازناتها التشغيلية. وفي عام 2014، بدأت «طاقة» برنامجاً للتحوّل الاستراتيجي مدّته سنتان، كان الهدف منه جعل الشركة أكثر كفاءة ووضعها في موقع يتيح لها انتهاز الفرص الجديدة عندما تتعافى الأسواق. واتخذ هذا البرنامج نظرة شمولية، ضمت جميع أنشطتنا في قطاع النفط والغاز بالإضافة إلى قطاع الكهرباء والماء.
أعادت «طاقة» ضبط قاعدة تكاليفها كي تحافظ على قدرتها التنافسية في بيئة أسعار السلع المنخفضة. وحدّدت إبّان برنامج التحوّل الاستراتيجي العديد من المبادرات وقامت بتنفيذها مما أدّى إلى تجاوز أهداف الشركة الأصلية المرجوّة من المشروع. وحقّق البرنامج وفورات في التكاليف النقدية بلغت 2.8 مليار درهم ووفورات تراكمية في التكاليف النقدية بلغت 4.5 مليار درهم خلال العامين. وقد ساعدتنا هذه الوفورات في خفض تكاليفنا التشغيلية الإنتاجية بنسبة 35% للبرميل مقارنة بمستوياتها عام 2014. وتمكّنا من خفض 25% من تكاليف العاملين من خلال إلغاء قرابة 1000 وظيفة في مشاريعنا العالمية، وخفض القوة العاملة في المقرّ الرئيس إلى النصف، ووصلت الوفورات الإجمالية الناتجة عن برنامج التحول الاستراتيجي إلى 13.2 مليار درهم.
أكملت «طاقة» إدخال التحوّل الاستراتيجي على ميزانيتها العمومية في هذه السنة أيضاً، وتم ذلك بالدرجة الأولى عبر استغلال بعض الأراضي التي توجد عليها محطات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه التابعة لشركة «طاقة» في الدولة. فقد أدّت خصخصة أصول الكهرباء والماء في أبوظبي إلى تحرير القيمة الطويلة الأجل وتوقيع اتفاق لتأجير الأراضي بقيمة 18.7 مليار درهم في نهاية العام، والتي تبرز الدعم الكبير الذي يقدمه شركاؤنا لدعم استراتيجيتنا.
بدأنا هذا العام في جني ثمار المشاريع الكبرى التي أكملناها في السنتين الأخيرتين. فقد بدأ تشغيل توسعة محطة الفجيرة 1 لتحلية المياه في سنة 2015 وحقّقت نتائج إيجابية في سنة 2016. وفي منشأة برخرمير لتخزين الغاز، بيعت كل الطاقة الاستيعابية المتاحة في السنة التخزينية 2016 /2017. وفي غضون ذلك، استفاد الإنتاج في أوروبا من إكمال تطوير حقل كلادهان في بحر الشمال البريطاني. وأحرز مشروع أتروش في العراق تقدّماً أيضاً، وينتظر أن يبدأ إنتاج النفط في سنة 2017.
ونعتزم بتفاؤل مشوب بالحذر زيادة النفقات الرأسمالية في سنة 2017 على أن يتركّز الاستثمار على حماية قيمة أصولنا العالمية والمحافظة عليها بعد عدّة سنوات من التخفيضات الشديدة.
لقد وفينا بالتزامنا بتطوير المواهب المحلية الإماراتية. ويتجلّى ذلك في مضاعفة نسبة المواطنين الإماراتيين في المناصب القيادة العليا لتصبح 75%. فتزويد المواطنين الإماراتيين بالمهارات والخبرات في قطاع الطاقة العالمي يساهم بشكل مباشرٍ في دعم الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي.
ونيابة عن مجلس الإدارة، أودّ أن أتقدّم بالشكر لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة رئيس المجلس التنفيذي، لما قدّمه سموهما من دعم لشركة «طاقة» والمساهمة الكبيرة في تطوّرها في المستقبل.
كما أودّ أن أعبّر عن الامتنان لسموّ الشيخ هزّاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على دعمه الكبير لشركة «طاقة»، ولمعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي على مساهمته الملموسة في تقدّم الشركة.
عدد اليوم
