الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد العيسي فلاح مغربي في نادي المشاهير

سعيد العيسي فلاح مغربي في نادي المشاهير
11 مايو 2008 00:55
لم يكن سعيد العيسي الذي يعمل فلاحاً بالأجرة في إحدى القرى القريبة من الدار البيضاء، يتصور أن يصبح حديث الناس وتحتل أخباره وصوره صدر الصفحات الأولى في الصحف، فسعيد لم يسع الى تحقيق إنجاز يشتهر به بل كان همه الوحيد الحصول على أجر يكفيه لتأمين حاجيات أسرته المكونة من أب وأم وزوجة، إلى أن رزق بتوأم سيامي ملتصق من جهة الصدر والبطن ومشترك في الكبد، فانقلبت حياته رأساً على عقب، وتحول من فلاح يتنقل بين الحقول ويراقب المحصول الى مهموم يتنقل بين المستشفيات بحثاً عن علاج لحالة ابنتيه صفاء ومروى· ''دنيا الاتحاد'' رأت في الأمر سانحة للتعرف إلى عالم التوائم وأسراره، فزارت المستشفى والتقت الأب والأم والأطباء وعادت بتفاصيل الحكاية: انشغل الناس بأخبار التوأم السيامي الذي رزق به الشاب المغربي سعيد العيسي، وظهر تعاطفهم مع العائلة في الأحاديث اليومية ووسائل الإعلام، لاسيما أن حالة التوأم الصحية كانت غير مستقرة مما دفع الأطباء الى اطلاق نداء عاجل لذوي القلوب الرحيمة لمساعدة العائلة الفقيرة، والتكفل بعلاج التوأم وفصله في سن صغيرة لأن فرص نجاح فصل التوائم تكون أفضل وهم في سن صغيرة· وكانت فرحة عائلة سعيد وجيرانه والفريق الطبي المشرف على حالة التوأم كبيرة وعارمة حين تكفل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعلاجهما في السعودية وعلى نفقته الخاصة، حيث أحيت هذه المبادرة آمال سعيد برؤية ابنتيه ''أول فرحته'' في حالة طبيعية كباقي الأطفال· هذا القروي البسيط لم يكن يعلم أن زوجته حاملاً في توأم سيامي بل إنه لم يكن يعلم بجنس الجنين ولا حالته رغم أنه أول مولود يرزق به، وقال في حديثه: ''ظلت زوجتي تعاني آلام المخاض ليومين متتاليين، وبعد أن فشلت الداية في مساعدتها على الوضع نصحتني بنقلها الى مستشفى المدينة لإجراء عملية قيصرية· ترددت طويلاً لأنني لا أملك مالاً يكفي لتكاليف العملية ولأنني كنت أرفض أن يفحص طبيب زوجتي، لكنني استسلمت في الأخير لنداء أهل القرية الذين آلمهم صراخ زوجتي ومعاناتها''· وأبدى سعيد ندمه على رفض المتابعة الطبية لحالة الزوجة، وأضاف: ''تقاليد العائلة ترفض عرض النساء على أطباء، لذلك آثرت أن تضع زوجتي مولودها على يد امرأة متخصصة حتى نتجنب انتقادات العائلة والجيران، لكن هذا الحرص على التقاليد كان سيكلفني الكثير لو فقدت زوجتي أو المولود''· أما الزوجة فتبدو غير مكترثة لكل المعاناة التي عاشتها، وكل ما يهمها اليوم هو نجاة طفلتيها ونجاح عملية فصلهما· بعينين دامعتين تراقب التوأم صفاء ومروى عبر زجاج غرفة الانعاش الطبي وتتأثر لكل حركة تقومان بها· وتؤكد الممرضات العاملات في مستشفى ''ابن رشد'' أن الأم تعيش حالة نفسية صعبة بسبب حالة التوأم وما يقال عن خطورة عملية الفصل· ويؤكدن أنها تقضي ساعات وهي تراقب التوأم ولا تتوقف عن الذهاب والمجيء بين غرفتها وغرفة الإنعاش حيث يوجد التوأم، كما أنها تسأل عن كل صغيرة وكبيرة بخصوصهما والأهم متى سيسمح لها بحملهما· وقال محمد بنجلون استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم إن حالات التوائم السيامية نادرة جداً على المستوى العالمي، رغم أنه لوحظ ارتفاع نسبة وجودها مؤخراً لأسباب غير معروفة· وفي المغرب تبلغ نسبة ولادة توأم سيامي واحداً بين كل 40 ألف توأم تتم ولادته· وأشار الى أن ''هذا العدد لا يعكس حقيقة نسبة التوائم السيامية في المجتمع المغربي بسبب حرص القرويات خصوصاً على عدم الخضوع للمراقبة الطبية وبالتالي الاحتفاظ بالتوائم السيامية بعيداً عن المستشفيات مما يعرضها لخطر الموت، أو حدوث إجهاض في مراحل الحمل أو وفاتها في مرحلة الولادة''· وأوضح الطبيب وهو أحد الأطباء المشرفين على حالة التوأم قائلاً: ''إن البويضة الملقحة في الرحم والتي ينتج عنها توأم سيامي لا تنقسم بشكل تام إلى بويضتين منفصلتين حيث تظلان متصلتين وتواصلان نموهما وانقساماتهما الداخلية، مما يشكل التوأم السيامي، عكس التوأم العادي الذي يحدث عند انقسام البويضة الملحقة إلى بويضتين خلال الأيام الأولى من تلقيح البويضة''· وعن الأسباب المساعدة على ولادة توائم سيامية ذكر الطبيب أن طرق علاج العقم وخاصة أدوية تنشيط التبويض ساهمت بشكل كبير في زيادة ولادة التوائم بجميع أنواعها العادية والمتشابهة والسيامية، معتبراً أن التقدم الطبي وتكثيف الأبحاث العلمية في هذا المجال سيساعدان على معرفة أسباب التوائم السيامية والعوامل المؤدية إلى عدم انقسام البويضة وانفصالها بشكل تام· وخضع التوأم صفاء ومروى الى مراقبة طبية دقيقة بمصلحة الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء منذ ولادتهما في 15 من مارس الماضي، وأكد الأطباء أن حالة التوأم مستقرة ومناسبة لإجراء عملية الفصل بنسبة نجاح تتجاوز 80 %، ويلتصق التوأم في منطقة الصدر والبطن مع عدم اكتمال جدار البطن السفلي، وهما مشتركان في الكبد، لكن باقي الأعضاء كاملة ومنفصلة وتعمل بشكل جيد
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©