كثيرون ينتظرون هذا الشهر من كل عام، وكثيرون هم من يتفننون بأساليبه، وكثيرون من يقعون في كمائن تلك العادة السنوية، التي وللأسف يمارسها المسلمون في مختلف أقطار الدنيا بحبكة وحنكة لإحيائها والاحتفال بها، ألا وهي “كذبة إبريل “..... التي وفي اعتقادي لو عرف البعض منا حقيقتها لامتنعوا عنها، وتركوها دون عودة أو رجعة.
كما نعلم أن الإسلام، وفي العصور القديمة، وبالتحديد زمن الفتوحات الإسلامية، وصل بقوته وعظمة جيوشه إلى مختلف أنحاء الدنيا، بدأ من شبه الجزيرة العربية وصولا إلى إسبانيا الدولة التي تميز سكانها بفضل الإسلام وتمسكهم بدينهم الإسلامي بتقواهم في عقيدتهم، وصدق إيمانهم سواءً كان ذلك بين كبار السن أو بين فئة الشباب، في الفترة التي كان يحاول النصارى الغربيون، وبالتحديد الكاثوليك، كسر قوة المسلمين ومعرفة سبب عظم دولتهم وتماسكها، وبعد البحث والتحري توصلوا إلى مخطط وخدعة يتغلغلون من خلالها إلى جسد تلك الأمة عن طريق شبانها ويافعيها، فبدأوا بتطبيق أول خططهم عبر إرسال جواسيسهم لجس نبض الفئة الغضة فيهم، وهم الشبان، وكان همهم وشغلهم الشاغل نخر وازعهم الديني من أجل إضعاف تقواهم نحو دينهم، وتفكيكه، فبدأوا بإرسال الخمور والرذائل إلى تلك الأمة، وللأسف بدأت نتائج الخطة تنجح، وبدأت تنتشر تلك الرذائل وبشكل سريع في دولتهم، وتمكنوا من إضعاف الإيمان لدى المسلمين، خاصة في جيل الشباب بإسبانيا.?وبتلك الخدعة سقطت الولايات واحدة تلو الأخرى بأيدي النصارى الغربيين الكاثوليك، وصولاً إلى آخر حصن للمسلمين في غرناطة، وكان ذلك في الأول من أبريل، بعد أن دام حكم المسلمين في إسبانيا 800 عام، وبذلك النصر حققت تلك الدول المعادية مبتغاها في تدمير الإسلام في تلك البقعة من الأرض، عبر خدعة أدخلوها في جسد المسلمين، وأطاحوا بهم. لذلك يحتفلون في كل عام في نفس الشهر بهذه المناسبة لتذكير والتهليل بها. وللأسف نحتفل معهم نحن المسلمين بهذه الخدعة وهذه الكذبة التي أودت وأطاحت بالدولة الإسلامية بعد 800 عام من العظمة والقوة. وهنا أسأل نفسي وأسألك أيها القارئ لم نحن المسلمون دائما ضحية مكر وخداع، ولم نسهل دائما على أعداء الأمة الإسلامية تحقيق مبتغاهم؟ ولم جعلنا من أنفسنا لعبة جامدة كعرائس “الماريو نت”، وأقصد هنا تلك الدمى المتحركة التي يتحكم بتحريكها الماريونست، والماريونت هي العروس الصماء التي تؤدي تماما، وبطاعة عمياء، الدور المطلوب منها، ونحن كذلك نؤدي واجب الولاء لهم بكل طاعة واحترام، كما نقلدهم دائما التقليد الأعمى دون سؤال ولا استفسار في مختلف نواحي الحياة، حتى في أبسط الأمور، لكي لا يقال أننا متخلفون ومن دول العالم الثالث.
Maary191@hotmail.com
عدد اليوم
