الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمية أرز الشوف تكافح لحماية الغطاء الأخضر من التغيرات المناخية

محمية أرز الشوف تكافح لحماية الغطاء الأخضر من التغيرات المناخية
13 ابريل 2010 20:57
ليس متوفراً لأي كان التنزه دائماً في أحضان طبيعة خضراء تزخر بما يزيد عن ثلاثة ملايين أرزة لبنانية، يصل عمر بعضها إلى 3 آلاف عام، فهذه الأشجار التي تقف شامخة في محمية الشوف تضفي جوا من الهيبة على متأمليها. ورغم أن شجرة الأرز تشكل رمز لبنان وتتوسط علمه، بيد أنها تعاني حاليا مشاكل عديدة جراء التغيير المناخي والإهمال الناجم عن الظروف السياسية والأمنية، ولكن في المقابل هناك جهود كبيرة تبذل لحماية هذه الثروة الوطنية. أنشئت محمية أرز الشوف الطبيعية عام 1996 وتعد أكبر محمية طبيعية في لبنان لأنها تضم 25% من غابات الأرز المنتشرة فيه، كما تشكل منطقة مهمة للطيور المهاجرة. وعلى الرغم من أهمية المحمية وما فيها من أشجار الأرز التي تشكل أحد معالم الهوية اللبنانية إلا أنها تعاني اليوم الكثير من المشاكل حسب منسق المحمية نزار هاني الذي قال:«فقدنا مؤخرا 500 ألف هكتار من شجر الأرز الذي كان يغطي سلسلة جبال لبنان الغربية. ولم يعد لدينا سوى 2000 هكتار مقسمة إلى 10 غابات يوجد 25% منها في محمية أرز معاصر الشوف وأرز الباروك وأرز عين سحلتا». تناقص الغابات عن أسباب تناقص أعداد غابات الأرز، فإن هاني أرجعها إلى الإعمار العشوائي وقطع الحطب والرعي والحرائق مضيفا إليها التغيرات المناخية، واصفاً إياها بـ«الخطر الداهم» فإذا استمر اجتياح الخريف لفصل الشتاء فالعالم أمام كارثة بيئية خلال السنوات العشر القادمة، بعد أن تناقصت كميات الأمطار وتأخر الثلج، ما يؤثر على التكاثر الطبيعي لغابات الأرز التي تحتاج إلى الثلج لإتمام دورة حياتها. ومن الأخطار الأخرى التي تهدد شجر الأرز بسبب ارتفاع درجات الحرارة، قال:«نشاط الحشرات التي تنمو في محيط الأرز فتأكل براعمه وأهمها انتشار حشرة الأرز المنشارية التي اجتاحت منذ عدة سنوات محمية أرز تنورين. وتعيش هذه الحشرة مع شجر الأرز في نفس البيئة لكن الطقس الحار يدفعها إلى التكاثر ثلاث مرات سنويا بدل مرة واحدة ما سبب مشكلة تنورين»، مبديا تخوفه من وصول دودة الصندل إلى شجر الأرز إذا استمرت درجة الحرارة بالارتفاع خصوصا أن معالجتها صعبة بسبب دورة حياتها المعقدة. وأوضح:«هذه الدودة تعيش عادة على الساحل وفي الأماكن ذات الارتفاع المتوسط أما اليوم فبتنا نشاهدها على المستويات المرتفعة كما في محمية إهدن التي تبدأ من ارتفاع 1200 متر وتصل إلى 1800 متر والسبب الذي يكمن وراء التمدد غير الطبيعي لهذه الحشرة هو ارتفاع درجة الحرارة بشكل سمح لها بالتأقلم في المناطق المرتفعة فضلا عن انحسار فترة الصقيع وهذا مؤشر واضح لظاهرة الاحتباس الحراري». مشاريع تطويرية على الرغم من هذه المشاكل التي تواجه العاملين في «محمية أرز الشوف الطبيعية» لم تتوقف المشاريع لدعم المحمية والمناطق المحيطة بها، حيث انبثقت فكرة بيوت الضيافة والمنتجات الطبية والعطرية لزيادة مدخول المجتمع المحلي. بالإضافة إلى عمل هيئة المحمية تحرص دائماً على تنظيفها باستمرار والعناية بأشجار الأرز بالتنسيق مع الهيئات المحلية والمنظمات الدولية ووزارة البيئة اللبنانية. وفي قرية «نيحا» يمكن للزائر التعرف على حقبة مهمة من تاريخ لبنان تمثلها قلعة نيحا «فخر الدين». أما بلدة «بعذران» فتتميز بسراياها الجنبلاطية ونولها. في حين يمكن زيارة بيت ضيافة أثري في الخريبة يزيد عمره عن 200 سنة. بالإضافة الى القرية القديمة في بتلون الرابضة قرب النهر. أما على صعيد حماية غابات الأرز فإن المحمية وبالتعاون مع السفارة الإيطالية في لبنان ووزارة البيئة تعمل على تنفيذ خطة للوقاية من حرائق الغابات في المحمية ومحيطها، تعتمد على تأسيس شبكة إنذار مبكر. أنشطة مختلفة تستقبل المحمية سنوياً عشرات الآلاف من الزوّار من محبي الطبيعة وممارسي النشاطات المتنوعة وأهمها السير في الممرات داخل الغابات، التعرف على النباتات والأشجار، مراقبة الطيور والحيوانات، والمشي على الثلج، بالإضافة إلى نشاطات التوعية البيئية الموجهة إلى طلاب المدارس والجامعات. كما تنشط السياحة البيئية في فصل الصيف حيث تنظم أياماً للمشي داخل غابات الأرز برفقة مرشدين محليين. وأصبح من الممكن للسائح زيارة المواقع الأثرية الموجودة في منطقة الشوف قرب المحمية، والإقامة في بيوت الضيافة الموجودة في قرى الباروك، المعاصر، الخريبة، بعذران ونيحا والتمتع بأشهى المأكولات اللبنانية التقليدية. ويمكن لزوار المحمية، وفق هاني، الاستمتاع بالمشي في دروب أشجار الأرز حيث زقزقة العصافير التي تخرق الصمت الذي يلف المحمية. والتوجه إلى أحد بيوت الضيافة في معاصر الشوف حيث يمضون ليلتهم في البيت التراثي، ويتناولون الطعام اللبناني.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©