السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإعلام الحديث يربك صانعي السياسات حول العالم

19 مايو 2016 01:48
روبرت كولفيلي منذ أن ربط جوليوس رويترز تقريره الأول عن السوق في قدم حمامة زاجل، أصبح المراسلون من كل نوع يريدون أن يكونوا أول من يعرف الحقائق. ورغم ذلك، ففي السنوات الأخيرة، بدأت أجندة الأحداث في التحرك بسرعة أكبر، لدرجة أنها تدور أسرع من أي وقت مضى، مدفوعة بالتكنولوجيا التي يمكن تسميتها «التسارع الكبير». ولم يعد كافياً بالنسبة للصحفيين جمع المعلومات لصحيفة اليوم التالي: «بدلاً من ذلك، تتطور القصص في الوقت الحقيقي، مع الإصدار المبدئي للمعلومات (عادة على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر) متبوعة بسيل من التعليقات أوالنقد أو الحقائق التي تلقي ضوءاً جديداً على القصة». وكان لهذا التحول عواقب مختلفة، وكلها عميقة. ولكن واحدة من أكثر النتائج إثارة للاهتمام، هو ما حدث لعالم السياسة والحكم. يقول مسؤول بارز في داونينج ستريت «إن الضغط هو لتوليد سياسة جديدة ومبادرات جديدة، ويعد مجرد وسيلة سيئة لإدارة البلاد». لقد كان «جيمس كارفيل»، معلم بيل كلينتون، هو من أصر على أن السياسيين «يجب أن يكونوا دائماً في طليعة دائرة الأخبار». ويقول جون هاريس، رئيس تحرير صحيفة بوليتيكو الأميركية، إن الحملات «اعتادت استخدام عقلية الفوز بأحداث اليوم، ثم انتقلوا إلى عقلية الفوز بأحداث الساعة، واليوم تشعر الحملات السياسية أنها بحاجة إلى الفوز بأحداث اللحظة». والسياسيون في الغرب ليسوا فقط على دراية كبيرة بالصحافة، لكنهم أيضاً يستجيبون لمطالبها بدرجة كبيرة. وعلى سبيل المثال، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو أكبر مدافع عن رأي مفاده أن تسارع وسائل الإعلام الإخبارية له تأثير مزعج - سواء كان محبطاً أو كارثياً - على السياسة. وعندما سأله شاب، في جلسة سؤال وجواب، عن أكثر شيء مثير للدهشة في العمل الفعلي كرئيس، رد الرئيس «فوجئت بأن دورة الأخبار هنا في واشنطن، تركز على ما يحدث في هذه اللحظة، مقابل ما الذي في حاجة لأن يحدث على مدار الأشهر والسنين، إن دورة الأخبار على مدار 24 ساعة تمضي بسرعة البرق». يقول اليستير كامبل، رئيس المكتب الإعلامي لتوني بلير، إن «ضغوط وسائل الإعلام على مدى 24 ساعة التي لا أعتقد أن أي حكومة ديمقراطية تكيفت معها بشكل جيد، تجبر المرء على أن يكون فورياً وتكتيكياً. بيد أن الحكومة يجب دائماً أن تكون استراتيجية». وإحدى نتائج هذا التوجه أنه لا يمكن «أن يكون هناك قصة واحدة في اليوم، فهذا ليس جيداً بما فيه الكفاية»، بحسب ما ذكر مسؤول بارز في داونينج ستريت. واستطرد «يجب أن يكون لديك قصة صباحية، وقصة لفترة ما بعد الظهر وقصة مسائية. لقد أصبحت إدارة وسائل الإعلام أكثر صعوبة؛ لأن عليك تغذية هذه الآلة الصحفية. ويكمن الضغط في توليد سياسة جديدة ومبادرات جديدة، الذي يعد فعلاً وسيلة سيئة لإدارة دولة». يقول أحد العالمين ببواطن الأمور في داونينج ستريت، إن «بيئة وسائل الإعلام الحديثة لا تسمح بصنع القرار بالطريقة التي ينبغي بها». ولا يعني هذا أن وجود حكومة جيدة أمر مستحيل. لكنه فقط يجعلها أكثر صعوبة - ويجعل من الأكثر أهمية اختيار قادة قادرين على التكيف. * (نقلا عن بوليتيكو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©