في الصحافة العربية، لابد أن تكون الجريدة كبيرة لتكون ناجحة وتفوز بجوائز في الغرب، الأمر ليس كذلك. فالصحافة المحلية التي تعتمد بالأساس على صحف صغيرة محدودة الإمكانات، وربما نطاق توزيعها لا يتعدى مدينة، هذه الصحافة تستطيع أن تكون متميزة لدرجة أنه يمكنها الفوز بجوائز عالمية.
صحيفة «تشارلوت صن» نموذج مثالي لهذا النوع من الصحف. فقد استطاعت أن تحصد واحدة من جوائز بوليتزر الرفيعة قبل أسابيع. لكن المفارقة الغريبة أنه لم تكن هناك احتفالات كبيرة في صالة تحرير الصحيفة، ولم تكن هناك مظاهر فرحة غامرة ولا تغريدات حية، حسبما ذكر موقع «بوينتر» للصحافة.
فهذا اليوم يوافق أول فوز بجائزة بوليتزر لهذه الصحيفة التي تصدر في فلوريدا ولرئيس التحرير «جون هاكوورث». بيد أنه كان أيضاً اليوم الذي علم فيه قراء المطبوعة بوفاة مؤسس الصحيفة «ديريد دان-رانكين».
وقد توفي «دان- رانكين»، الذي كان يبلغ من العمر 88 عاماً، في منزله قبل أيام، لقد كان رجل صحافة طيلة حياته.
يقول «هاكوورث»: «لقد كان هذا حلمه، ولكنه لم يكن هنا لرؤيته، لذا فإن الأمر شاق بالنسبة لنا جميعاً». وقد وصلت صحيفة «تشارلوت صن» إلى التصفيات النهائية للحصول على جائزة بوليتزر لفئة الأنباء العاجلة في عام 2005.
وهذا العام، فاز «هاكوورث» عن سلسلة من الافتتاحيات التي تدعو إلى إجراء تحقيق في وفاة سجين في مؤسسة شارلوت الإصلاحية. كما وصل إلى المراحل النهائية للحصول على الجائزة «ذا بالتيمور صن» و«نيويورك تايمز».
وفي بورت تشارلوت، كان «دان- رانكين» مؤيداً كبيراً للضغوط التي بذلتها الصحيفة لجعل موظفي الإصلاحية هم المسؤولين عن الحادثة، بحسب هاكوورث. وأضاف أن ابنه، ديفيد، كان ناشراً في ذلك الوقت وقوة دافعة، أيضاً.
وأكد هاكوورث أن عمله جنباً إلى جنب مع «جولي براون» من صحيفة ميامي هيرالد قد ألهم صحيفته للبحث في وفيات السجن الخاصة بهم. وأعد آدم كريجر القصة للصحيفة، ووضع رسام الكاريكاتير «رونبيتس» لمساته الفنية في كل أجزاء السلسلة.
ونتيجة لعملهم، تم نقل مأمور السجن وإقصاء عشرة من الحراس المتورطين، كما ذكر هاكوورث، مضيفاً: «لذلك فإننا نشعر أن لنا تأثيراً».
لم يكن هذا يوماً لإجراء احتفالات كبيرة، لكن هاكوورث فعل ما كان سيفعله دان- رانكين إذا كان هناك.
يقول هاكوورث: «أعتقد أنه كان سيصافح الجميع، ليس أنا فقط ولكن جميع من شاركوا».
واستطرد قائلاً: «وكان سيقول لهم إن هذا النوع من العمل هو ما تستطيع الصحف الصغيرة أن تفعله إذا كانت متحمسة للصحافة. ولا ينبغي أن تعتقدوا أنكم صغار جداً للقيام بهذا النوع من الصحافة».
وحتى الآن، لم تغرد «تشارلوت صن» سوى تغريدة واحدة عن الفوز.
لقد بدأ عمل «دان- رانكين» في الصحف في سن الحادية عشرة، عندما كان عامل توصيل في صحيفة ميامي نيوز. وفيما بعد أصبح رئيساً لتحرير صحيفة الطلبة في معهد رولينز، وفي العام الأخير، كان محرر الشؤون الرياضية في صحيفة «سانفورد ديلي هيراليد».
غالبية الألمان يرون وسائل الإعلام موجهة
أعرب غالبية الألمان في استطلاع حديث للرأي عن اعتقادهم بأن وسائل الإعلام موجهة. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه قبل أيام أن ستة من بين كل عشرة ألمان يعتقدون أن وسائل الإعلام يـُملى عليها نوعية تغطيتها الإخبارية وطريقة تقديم هذه التغطية.
وبحسب الاستطلاع، فإن الأطراف الموجهة لوسائل الإعلام بحسب اعتقاد الألمان هي الأوساط السياسية (الحكومة والأحزاب)، والاقتصادية (جماعات الضغط وعملاء الإعلانات).
وفي المقابل، يعتقد 34% من الألمان أن التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الألمانية مستقلة فعلاً.
أجرى الاستطلاع معهد «تي إن إس إمنيد» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من قسم أبحاث الإعلام في إذاعة بافاريا، وشمل الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 11 مارس حتى 2 أبريل الماضي 1000 ألماني.
عدد اليوم
