الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة اللبنانية تتراجع عن القرارين والجيش يطالب بإخلاء الشوارع

الحكومة اللبنانية تتراجع عن القرارين والجيش يطالب بإخلاء الشوارع
11 مايو 2008 02:43
سعت الحكومة اللبنانية أمس الى تنفيس ازمة قراري تفكيك شبكة اتصالات ''حزب الله'' وإقالة مدير جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير التي استغلتها المعارضة لاجتياح بيروت عسكريا وشل طرقاتها، حيث دعت على لسان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الى اعتبار القرارين لم يصدرا وقررت إحالتهما الى عهدة قيادة الجيش لاتخاذ الموقف الملائم بشأنهما· وقد سارعت قيادة الجيش بموجب ذلك الى اتخاذ 3 قرارات الاول تضمن إبقاء العميد شقير في منصبه حتى انتهاء التحقيقات والثاني تضمن تكليف ''سلاح الاشارة'' بالتحقيق بشأن شبكة الاتصالات بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة، والثالث تضمن مطالبة جميع الفرقاء بإنهاء المظاهر المسلحة وسحب المسلحين من الشوارع وفتح الطرقات واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل بدء احداث الاربعاء وتكليف وحداتها العسكرية المنتشرة مواصلة اتخاذ الاجراءات الميدانية لحفظ الامن وبسط سلطة الدولة وتوقيف المخالفين''· وحدد السنيورة الذي قال ردا على اجتياح المعارضة شوارع بيروت ''ان الدولة لن تسقط تحت سيطرة الانقلابيين حول لو ذهبت في استخدام سلاحها الى ما هو ابعد مما اقدم عليه''، مبادرة من 6 نقاط لحل الازمة تضمنت الى جانب احالة القرارين المتعلقين بالشبكة والعميد شقير، الدعوة الى انسحاب المسلحين من الشوارع وفتح الطرقات وازالة الاعتصام وتولي الجيش مسؤولية الامن، وانتخاب الرئيس التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان فورا وتشكيل اول حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها للاكثرية القدرة على فرض اي قرار ولا للاقلية القدرة على التعطيل، واعتماد القضاء دائرة انتخابية مع ترك مسألة تحديد الصيغ المناسبة للبرلمان، والتزام جميع الاطراف بميثاق شرف للتهدئة الاعلامية· واعترف السنيورة انه لم يعد هناك من حيادي وأن رعاية الحوار تحتاج الى طرف محايد ويجب الاتفاق على هذا الطرف والصيغة المحايدة التي تجمع كل الاطراف لكي تتلاقى على الحلول التي تتفق عليها· وساندت الاكثرية القرارات الصادرة عن قيادة الجيش بشأن ابقاء العميد شقير في منصبه والتحقيق بشبكة اتصالات ''حزب الله'' حيث قال رئيس ''تيار المستقبل'' النائب سعد الحريري انه يفتح الباب امام المعالجة المطلوبة، داعيا انصاره ولاسيما في الشمال الى التهدئة· كما ايد القرارات النائب وليد جنبلاط وقال ''ان منطق الميليشيات المسلحة انتهى وإن الامن هو مسؤولية الدولة والجيش''· وفي المقابل، اعلنت المعارضة التزامها بإلغاء المظاهر المسلحة في بيروت، لكن مع الابقاء على العصيان المدني وتفعيله اعتبارا من اليوم الاحد وابقاء الحصار المفروض على مطار ومرفأ بيروت حتى تحقيق مطالبها، ورفضت مبادرة السنيورة واتهمت حكومته بـ''احتلال بيروت واغتصاب السلطة وسرقة موقع رئيس الجمهورية''· وقال النائب علي حسن الخليل متحدثا باسم المعارضة ''ان بيروت عاصمة الجميع وليست ملكا لأحد وإن اقتراحات السنيورة محاولة للعرقلة وتأكيد الانقلاب على الحوار الداخلي''· السنيورة: لن نقبل التسلط والإرهاب وكان السنيورة قال في كلمة متلفزة امس ان القرارين موضع الخلاف لم يصدرا بعد عن الحكومة وسيصار الى وضعهما في عهدة قيادة الجيش، وطالب بانسحاب المسلحين وفتح الطرقات وإزالة الاعتصام ليتولى الجيش الامن فورا ويصبح كل مسلح خارجا على القانون· وتساءل السنيورة ''ماذا يفعل حزب الله في أزقة بيروت وطريق مطارها هل اصبحت طريقا الى تل ابيب''؟· وقال ''لن تسقط دولتكم تحت سيطرة الانقلابيين ولن يقبل اللبناني ان تستباح حريته ليعود للتسلط والقهر والارهاب··نحن لم نعد نقبل ان يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع واللبنانيون لا يستطيعون ان يستمروا في هذا الحال''· واضاف ''على حزب الله ان يدرك ان قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وقناعاتنا''· ووجه السنيورة لوما غير مباشر الى الجيش قائلا ''طلبت من قيادة الجيش ان تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية السلم الاهلي وما زلت أصر على قيامها بواجبها الوطني كاملا من دون تردد او تأخير وهو ما لم يتحقق حتى الآن واطلب مجددا أن يفرض الأمن في كل المناطق على الجميع، وان يتم ردع المسلحين وإخراجهم من الشوارع فورا وإزالة الاعتصام والحياة الطبيعية الى العاصمة''· واعتبر ان المشكلة مع ''حزب الله'' تكمن في نظرة الحزب الى الدولة ودورها وعلاقتها معه· وقال ''المشكلة الفعلية انه قرر ان يفرض على الدولة والشعب ثقافته وأن يلزمهما من دون نقاش بخيارات يراها مناسبة''· و قال ''لم نشك يوما ان الحزب قادر على احتلال بيروت عسكريا كما حدث وبساعات··لكن هذا الانقلاب المسلح شكل طعنة مسمومة لحلم الديموقراطية وتداول السلطة في لبنان· قيادة الجيش: 3 قرارات حاسمة وسارعت قيادة الجيش بعد اقل من ساعة على انتهاء خطاب السنيورة الى اصار بيان قالت فيه ''انه بعد وضع القرارين المتعلقين بجهاز امن المطار وشبكة الاتصالات بعهدتها واعتبار انهما لم يصدرا عن الحكومة تقرر إبقاء رئيس جهاز امن المطار في وظيفته على ان تتخذ التدابير التقنية المناسبة بعد انتهاء التحقيقات للحؤول دون تكرار ما حصل حفاظا على امن المطار وسلامته، كما تقرر معالجة موضوع شبكة الاتصالات من قبل سلاح الاشارة في الجيش بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة''· وطلبت القيادة من جميع الفرقاء إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل بدء الاحداث الاخيرة في البلاد لجهة منع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين وفتح الطرقات، وقررت''تكليف وحداتها المنتشرة مواصلة اتخاذ الاجراءات الميدانية لحفظ الامن وبسط سلطة الدولة وتوقيف المخالفين''· فيما أفاد مصدر عسكري ان بيان القيادة ترافق مع ارسال كتاب الى مجلس الوزراء حول جهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات لإلغاء القرارين· الأكثرية: ملتزمون ببيان المؤسسة العسكرية وسارع الحريري الى الترحيب ببيان قيادة الجيش معتبرا ان هذا الموقف ''فتح الباب امام المعالجة المطلوبة، معلنا استعداد تياره للالتزام بمقتضيات ما ورد فيه· ووجه الحريري نداء الى محازبيه في طرابلس دعاهم فيه للحفاظ على الامن والاستقرار العام وتفويت الفرصة على الفتنة، وترك المعالجات الامنية الى الجيش والقوى الامنية· ورحب وزير الشباب والرياضة احمد فتفت كذلك ببيان قيادة الجيش مؤكدا ان المهم هو التطبيق الفعلي· وقال ''الناس يهمها ردع ما يجري في الطرقات وعدد الضحايا كبير وسنرى ما تقول المعارضة فإذا قبلت بيان قيادة الجيش يعني انها تريد حل الازمة واذا رفضته فهي تريد جر البلد الى حرب اهلية''· المعارضة: العصيان المدني مستمر وأعلنت المعارضة الترحيب ببيان قيادة الجيش والعمل على إلغاء المظاهر المسلحة في بيروت وتسليمها الى عهدة الجيش، لكن مع مواصلة العصيان المدني حتى تحقيق مطالبها· وشن المتحدث باسمها النائب علي حسن خليل حملة عنيفة على السنيورة معتبرا كلمته ''استمرارا لسياسة التشاطر وعملية خداع حقيقية للوقائع''، وقال ان ما عرضه هو محاولة لتقديم مشروعات تؤكد الانقلاب على الوضع الداخلي· واعتبر الخليل وجود ميليشيات ''حزب الله'' و''امل'' في شوارع بيروت بأن هؤلاء هم عصب المقاومة وستبقى وجهة سلاحهم العدو الاسرائيلي ولن تتحول الا للحفاظ على المقاومة في وجه الذين يضيعون البوصلة''· واعلن خليل التزام المعارضة بالعصيان المدني وتفعيله اعتباراً من اليوم الاحد، والإبقاء على محاصرة مطار ومرفأ بيروت حتى يستجيب فريق الاكثرية لمطالب المعارضة، ووجه كلامه الى السنيورة مباشرة وقال ''ان بيروت ليست ملكاً لك او لغيرك، بل هي عاصمة الجميع ومن تطالب برحيلهم عنها هم أهلها الاصليون ولدوا وعاشوا فيها، قبل أن تأتي انت من صيدا''· ووصف ما يقترحه السنيورة كحل بأنه محاولة للعرقلة وتأكيد الانقلاب على الحوار الداخلي· تبادل الشروط التعجيزية للحل بيروت (الاتحاد) - الواقع على الارض هو غيره في السياسة، فكل طرف في المعارضة والأكثرية يحاول فرض شروطه التعجيزية للحل· وفي حين أعلن رئيس البرلمان نبيه بري احد ابرز اطراف المعارضة انه ينتظر رد الاكثرية على مبادرته (اي طاولة الحوار للاتفاق على حكومة الوحدة وقانون الانتخاب)، اكد قطب بارز في فريق ''14 مارس'' (الاكثرية) لـ''الاتحاد'' أن زعيم ''تيار المستقبل'' النائب سعد الحريري ما زال ينتظر رد فريق المعارضة على مبادرته التي دعا فيها باسم الاكثرية لانتخاب قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان رئيساً للجمهورية على ان يتولى بعد ذلك ادارة طاولة الحوار· ورأى قطب بارز في المعارضة لـ''الاتحاد'' أن من كسب المعركة على الارض يجب ان يفرض شروطه على المهزوم وقال ''ان الحل هو التجاوب من قبل فريق 14 مارس مع طروحات نصرالله ومبادرة بري''· واضاف انه في حال عدم رضوخ فريق الاكثرية فان الرد بات معروفاً وهو تمديد الاضراب والاستمرار في محاصرة المرفأ والمطار، وصولا الى العصيان المدني الشامل· وقال القطب المعارض عما يحكى من مبادرة يمنية تقضي باستقالة الحكومة وانتخاب سليمان رئيساً يتولى ادارة الحوار ''انه مجرد تسريب من قبل فريق الاكثرية لاختبار رد فعل المعارضة والحل هو بتجاوب هذا الفريق على دعوة بري الى طاولة الحوار''، مستبعداً امكانية انعقاد جلسة نيابية لانتخاب الرئيس في 13 مايو ومشترطاً استقالة حكومة السنيورة قبل انتخاب الرئيس· لكن وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي (الاكثرية) شدد على ان فكرة استقالة الحكومة ليست مطروحة، وقال في حديث تلفزيوني ''لقد وردت فكرة ان تستقيل الحكومة وليس ان تصبح فقط حكومة تصريف اعمال بل ان يتم تسليم المقاليد الى المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش، وطبعا نحن لم نعط جوابا على هذه الامور وليس احد في وارد الاستقالة بهذا الشكل كما تطرح الافكار، لذلك لا تزال الامور تراوح مكانها وفكرة الاستقالة غير مطروحة، والبحث عن مخارج سياسية وصيغ لابد ان تنطلق اولا من وقف ما يجري في بيروت واصبح موضع استنكار من قبل معظم الناس''· وشدد منسق قوى 14 مارس النائب السابق فارس سعيد على عدم الاستسلام امام القوى الانقلابية في لبنان المدعومة من ايران وسوريا كما قال، واعتبر ان المعركة ليست حول ادارة الدولة وان ما حصل في بيروت اسقط القناع عن الجميع واظهر ان هناك انقلاباً مدبراً وممنهجاً من قبل قوى اقليمية ضد القوى الديمقراطية اللبنانية، مشيراً الى ان ''حزب الله'' تحول الى ميليشيا ويريد وضع يده على الدولة اللبنانية ولكن انقلابه لن يمر· واشار عضو ''اللقاء الديمقراطي'' النائب اكرم شهيب من جانبه الى ان اجتياح بيروت فرض واقعاً عسكرياً وأمنياً ولكنه شيك من دون رصيد· مشيراً الى ان الحزب ''التقدمي الاشتراكي'' لا يملك ميليشيا بعد انتهاء الحرب وان الدولة هي التي تحمي الجميع، داعياً الجيش اللبناني للقيام بمهامه· وقال النائب مصباح الاحدب (الاكثرية) ان ما يجري بداية لمرحلة جديدة، لافتاً الى ان حجم ''حزب الله'' الذي كان يتميز به على المستوى العربي من خلال النصر الالهي تحول الى سواتر ترابية في شوارع بيروت، واشار الى انه لا يمكن لمن يملك 40 الف صاروخ ان يفرض شروطه بالقوة وقال ''المفاوضات قائمة على المبدأ الذي تقدم به النائب الحريري ويجب ان يكون هناك انسحاب للمسلحين من بيروت ولن نتنازل عن مشروع الدولة''· تأهب القوات الإسبانية في جنوب لبنان مدريد (د ب ا)- أكدت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون أن الحكومة الإسبانية تتابع ''باهتمام وقلق شديدين'' الأوضاع الراهنة في لبنان، مضيفة أنه قد تم وضع القوات العسكرية الإسبانية ضمن قوات حفظ السلام الدولية ''يونيفل'' في جنوب لبنان بحالة تأهب، وأكدت كارمي تشاكون أن القوات الإسبانية تمارس مهمامها بشكل طبيعي في الوقت الحالي· يشار إلى أن إسبانيا لديها حوالي 1100 جندي· وأشارت وزيرة الدفاع الإسبانية إلى أن حكومتها تتابع الأحداث باهتمام لرؤية ما إذا كان الأمر يتطلب ضرورة اتخاذ إجراء ما· وكان وزير الخارجية الإسباني ميجيل انخل موراتينوس قد صرح في وقت سابق بأن الحوار هو السبيل الوحيد لعودة الأمور إلى طبيعتها في لبنان بعد الاشتباكات التي اندلعت منذ الأربعاء بين المعارضة والمولاة، والتي أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى· إعلام المعارضة يسأل: ماذا بعد؟ بيروت (ا ف ب)- تواجه المعارضة وخصوصاً ''حزب الله'' وكذلك الموالاة مأزقاً في التوصل الى حلول سياسية للأزمة بعد أن اجتاحت المعارضة عسكرياً مناطق القوى المؤيدة للحكومة في بيروت· وكتبت صحيفة ''السفير'' ''ماذا بعد؟ هو السؤال الذي لا يملك طرفا المعادلة جواباً مشتركاً له، بل يقدم كل طرف جوابه من دون ان تتبلور مخارج محددة''، ورأت ''السفير'' أن هذا السؤال موجه للمعارضة وخاصة ''حزب الله'' اذا كان قرار الموالاة حاسماً برفض تنازل الحد الأدنى، داعية الجيش الى تسلم الامن· وكتبت: ''الى أين تتجه الأمور ميدانياً وسياسياً؟''، معتبرة أنه سؤال يجب ان يجيب عليه ''حزب الله'' و''حركة امل'' ''بعد أن احكما قبضتهما عسكرياً وأمنياً على بيروت، وحاصرا اللاسلطة في ثلاثة مربعات أمنية هي السراي (الحكومة) وقريطم (مقر الحريري) وكليمنصو (مقر جنبلاط)، وأضافت ''ماذا بعد سؤال يجب أن يجيب عليه الجيش اليوم قبل الغد بأن يبادر الى إنجاز عملية تسلم الأمن في كل العاصمة والا يبقى فيها أي سلاح الا سلاح الشرعية· ورأت صحيفة ''الاخبار'' أن سيطرة المعارضة في بيروت لا تبدو كافية لإحداث تحولات نوعية حاسمة في المشهد الساسي الداخلي، واعتبرت أن البعض (من الاكثرية) ما زال ينتظر الدعم الخارجي مما يدفع الى الاعتقاد بأن الجولة الاولى لعملية التغيير قد لا تكون كافية وقد يكون بعض لبنان مقبلاً على جولات أشد قساوة بالتاكيد·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©