الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
13 ابريل 2010 21:08
لا أفهم نفسي! المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة عمري 20 عاماً، طالبة جامعية في كلية مرموقة، أنتسب إلى أسرة متدينة ومحافظة مترابطة والحمد لله يسودها الحب والتفاهم، وأتمنى من الله أن يديمها نعمة بإذن الله. والحمد لله أيضاً أسمع من حولي يصفونني بأنني (ملتزمة ومتدينة ومحترمة ومثقفة وذات أخلاق عالية)، فالحياة رائعة وممتعة ولا يوجد بها ما يعكر صفوها، لكن عندي أنا هناك ما يعكر هذا الصفاء. لا أدري هل أنا من يختلق المشاكل أم لا؟ هل لا أشعر بالراحة إلا في وجود المشاكل أو إحساسي بوجود المشاكل أم لا؟ أنا غالباً لا أفهم نفسي ولا أستطيع فهم ردود أفعالي، في بعض المواقف أشعر بأنني غريبة جداً ولا أستطيع تحديد هل أنا أعبر عن مشاعري أم أكبتها؟ دائماً أشعر بأني مشتتة داخلياً على الرغم من أنه لا يبدو علي أي شيء من ذلك، . نعم، أعرف أنني أبدو بمظهر القوية المتحكمة في مشاعرها وأحياناً بعض ردود أفعالي تدل على البرود واللامبالاة، يقولون لي إنني رزينة وأحكم عقلي أكثر من قلبي، وأنا لا أرى ذلك أبداً! بدأت حيرتي هذه منذ ثلاث سنوات، منذ ذلك الحين وأنا أشعر بأنني لست أنا، ففي هذا الوقت أبحرت إلى عالم الإنترنت واستهواني هذا العالم العجيب المليء بالمغريات التي كانت بالطبع أقوى منى، وتعرفت إلى بعض الشباب وتحدثت معهم، ولم أعد أنا تلك الفتاة البريئة “القطة المغمضة زي ما بيقولوا”، وتلوثت من الداخل. ووقعت في الخطأ. لا أدرى لم أنا ضعيفة إلى هذه الدرجة؟ الآن أحياناً أخجل من وقوفي بين يدي الله بسبب كثرة ذنوبي تلك، لكن أعود وأقول الله تواب رحيم. لكن إلى متى وكيف؟ لا أدرى! مستواي الدراسي انخفض جداً في الجامعة بعد أن كنت متفوقة. المهم أنني مؤخراً أحببت أحد زملائي لكن دون أي علاقات ولا حتى أي كلام، مجرد نظرات ومواقف فقط، وربما حقاً تكذب الألسنة وتكذب كل المواقف، لكن العيون لا تستطيع الكذب أبداً، أحاول نسيانه أو على الأقل أن أتناساه، لكن للأسف وجدت أن هذا أتى بنتيجة عكسية. وأصبحت لا أريد رؤية غيره زوجاً لي، وكل ذلك لأنني أصلاً في داخلي أرفض نسيانه ولا أدري لم ولا أدري كيف أقنع نفسي بنسيانه، وعندما أفكر بعقلي أجد أنه ليس هو فتى أحلامي، وأدري أن هناك من بهم صفات فتى أحلامي أكثر منه بكثير، ولكن رغم ذلك لا أريد غيره لم؟ حقاً لا أدري!. المهم ثانية.. تقدم لخطبتي أحد الشباب ممن تتوافر فيهم فعلاً كل الصفات التي أريدها ورغم أنني كنت أرفض فكرة الزواج حالياً إلا أن كلام أمي وأبى وكلام عقلي أخبرني بأنني يجب أن أقبل، وفعلاً وافقت مبدئياً على مقابلته فقط وليس على الخطبة والزواج وكل هذا، وفوجئت بأنني سأصبح مخطوبة خلال أسبوع واحد فقط، وأنني سأتزوج، فخفت ورفضت بعد جدال مع والدتي، لكن في النهاية لم يستطع أحد إثنائي وكل ذلك كان بعد استخارة والحمد لله. لن أكذب، فمن أسباب رفضي للخطبة هو أنني لم أستطع وضع هذا الشاب في المكان الذي وضعت فيه من أحب. أعرف أن ذلك كان خطأ كبيراً منى ولكن حقاً لا أدري ماذا أفعل؟. كان مشروع الخطبة الفاشل صفعة على وجهي لأفيق وأدري أن أفكاري طفولية وأنني قد أصبحت في عمر الزواج وأنني يجب أن أنسى حبي هذا بأية طريقة، وحاولت إقناع نفسي مراراً وكذبت على نفسي وقلت إنني نسيته -ربما أصدق كذبتي- ولكن للأسف لم أصدقها.نفسيتي تسوء يوماً بعد يوم، وأشعر برغبة في البكاء الشديد والاكتئاب، هل أنا معقدة؟ هل أحتاج لطبيب نفسي؟ هل أقسو على نفسي كثيراً؟ من أنا ولم أصبحت هكذا؟ هل حقاً أحتاج مساعدتكم؟ لا أدري ! شق القمر النصيحة لا يا ابنتي، ألتمس صدقك، فأنت لا تختلقين المشاكل ولا توهمين نفسك بها. أنت فقط مشتتة وتائهة قلقة وحائرة. أنت لست معقدة، وليس في نص رسالتك ما يشير لوجود اكتئاب ولا أعتقد أنك تحتاجين لطبيب نفسي، كل ما تحتاجينه الوعي بما تغير فيك خلال تلك المرحلة وما بعدها ـ الإيجابي منه والسلبي- وكيف تتعاملين معه. لا أشك في أنك قاومت الكثير من الإغراءات ووقعت في بعضها، ووقعت منك أفعال وتصرفات لم تكوني تعين قدرتك حتى على فعلها ربما من باب الاستكشاف أو الرغبة في المغامرة وربما لأسباب أخرى. وعرفت معلومات قد تكون صحيحة أو مشوهة لا أعرف. وتعرضت لخبرات مختلفة جيدة أو سيئة، لكن في جميع الأحوال هذا العام “أنت غير ما كنت عليه من قبل”، تكونت لديك خبرات ومعارف واحتكاك مختلف فلم تعودي أنت! لكنك ترفضين الاعتراف بتغيرك أو على الأقل تعتبرينه كله سيئاً وحتى لم تذكري لنا منه سوى السيئ، في ظني أنك تعلمت وعرفت أموراً أخرى كثيرة مفيدة ربما تحتاجين لإحضار ورقة وقلم والتفكير في عيوب ومميزات هذه المرحلة، وماذا أضافت لك بالضبط وماذا أخذت منك؟ نعم ربما فشلت في نظر نفسك في مقاومة إغراء العلاقات على الإنترنت، والسبب غربتك كان ضعف تكوينك وجهلك بالكثير، وعدم تأهيلك لمواجهة الحياة عموماً. أما عن الحب.. فسامحيني لم أجد في كل ما سردت حقائق سوى أنك تحبين من طرف واحد. وهذه هي الحقيقة الأكيدة. فلا يثبت الحب المتبادل سوى الأفعال. فلو كان يحبك فعلاً لأقدم على فعل ما، كأن يتقدم لك أو يرسل لك من يخبرك عن حبه أو يبدي إعجابه بشكل أو بآخر، وغير ذلك، فأنت مجرد زميلة فقط. وإذا سألتني عن مصير هذا الحب فلن أختلف معك في أنه غير مناسب، لأنك غير مقتنعة به عقلياً، فالأهم الآن أن تعيدي التوازن لنفسك من جديد، وتعيدي ثقتك بنفسك وإيمانك بها ولا تطالبيها بالكمال فهذا مستحيل، أنت إنسانة لك قيمة بغض النظر عن إنجازاتك وبغض النظر عن زلاتك. ابحثي داخل نفسك عن صفاتك الجيدة والجميلة ولا تركزي على بؤرة العيوب والمشكلات، وضعي لنفسك تصوراً واضحاً لرضاك عنها. وكوني واقعية في تصوراتك. ولا تجعلي المشاعر والانفعالات تحتل محل الحقائق، ولا تتركي مساحة للتشتت أو التشاؤم أو التفكير في ماذا لو؟ أخيراً.. يجب أن نسعى نحو تنظيم ذواتنا من الداخل للبدء من جديد مستفيدين من كل ما سبق بحلوه ومره.مع تمنياتي بالتوفيق. الهالات الخادعة المشكلة أنا شاب جامعي، أقمت منذ مدة صداقات مع الجنس الآخر عبر الإنترنت، وفعلاً أوهمت نفسي بأني أحب فتاة وتعلقت بها، وأصبحت أنظر إليها كأنها محبوبتي. المهم أن هذا الحب فشل سريعاً، وبعد مدة شعرت بأن ما أفعله شيء محرم لا فائدة منه، وقمت بإزالة كل الفتيات من قائمتي على “الفيس بوك” و”الماسنجر”، وقطعت كل علاقتي معهن، لكن أثناء فراغ العطلة الصيفية، عادت إحدى الصديقات للتحدث معي، وبدأت من جديد شيئاً فشيئاً أحبها وأتعلق بها، وكان حديثي معها على الماسنجر فيه نوع من أنواع الخلوة، لكنني لم أكن شديد التركيز آملاً من الله أن يغفر لي. وبدأنا يحب بعضنا بعضاً، ومن ثم تدريجياً بدأنا نتحدث بأحاديث قد تسمى “رومانسية” وأحياناً تسمى “جنسية”، وبدأنا ننتقل إلى مرحلة أخرى، وهي مرحلة الاحتياج الجنسي، وأصبحنا نتكلم فيها، وبدأنا نشعر بأن حبنا بدأ يضيع حيث إننا أدخلنا هذه المواضيع بيننا! لكن يوماً بعد يوم أصبحت علاقتنا أمتن وإن اقترفنا بعض الأشياء المحرمة عبر النت فقط! ووثقنا ببعض ثقة كبيرة، وتكلمنا في موضوع الزواج، لكننا ندرك صعوبة التحدث في موضوع الزواج ونحن مازلنا طالبين بالجامعة، لكنني أخاف أن يتزوجها غيري، وخاصة أنها في مثل سني. ظروف أسرتينا متشابهة تماماً، وثقافتنا وعاداتنا متشابهة جداً، وأمها تعرف علاقتنا بكل تفاصيلها منذ البداية، حتى المشين منها، ووبختنا كثيراً على ذلك وحرمتنا لفترة من الاتصال. ولكننا أبدينا الندم وعاهدناها على الخير. وأبدت رضاها حول موضوع الزواج، لكنها تتحفظ على كوني أصغرها بعام. المهم أنني استطعت أن أحصر تساؤلاتي في: هل حبنا بني على خطأ من البداية؟ وهل ما حدث من تجاوزات كان خطأً فادحاً يحرم بعده الارتباط؟ أم كانت جريمة قاربت الفاحشة؟ وهل هي مناسبة لتكون زوجة لي؟ بماذا نفسر معرفة أمها؟الآن أشعر بأني مخطئ جداً فيما فعلته بنفسي وبها، وبأننا قد اقترفنا من الذنوب ما يحتاج لتوبة عظيمة، لكنني في نفس الوقت أجد من الصعب جداً أن أقطع علاقتي بها، وخصوصاً أني أجد فيها الصفات المرجوة في الزوجة المستقبلية، وبالإضافة إلى ذلك أستحيي من الله ومن نفسي ومنها ومن زوجها إن تزوجت غيري على ما فعلته. هل أخبر أهلي بضرورة الارتباط بها؟ ماجد أ.ن. النصيحة الابن العزيز: أثق بنضجك وصحوة ضميرك، ولعلك تعلم أن الله سبحانه وتعالى حدد طريقاً واحداً لإشباع احتياجاتنا الفطرية لكي تستمر الحياة ونسعد بها، وإلى أن يتحقق الإشباع الطبيعي لرغباتنا واحتياجاتنا نمر بفترة اختبار يكون مطلوباً منا فيها الصبر والتحكم في النفس وتصريف الطاقة في مسارات إيجابية متعددة، وكل هذا يمنحنا حالة من النضج والتعود على ضبط النفس والسيطرة على الغرائز. لكن ما حدث معك - وما يحدث مع كثير من الشباب مع كل أسف - هو الاستجابة الفورية للغريزة، وعدم الاكتفاء بإشباعها بطرق غير مشروعة بل المبالغة في الإثارة والإشباع، وتكون النتيجة تضخم هذه الغريزة حتى تصبح متوحشة ومسيطرة على كل حياتنا، وحينئذ نجد أنفسنا غارقين في ظلمات بحارها، ومكبلين بسلاسلها، وقد ضاقت مداركنا فلم نعد نرى شيئاً سواها على الرغم من اتساع مجالات الحياة وتعدد متطلباتها وغاياتها. وهكذا نتحول عن نبل أهدافنا وتعددية رؤانا ونمارس الحب تحت هالات ومسميات مشوهة نستحيي منها. لم يكن مطلوباً أن تمارسا كل هذا الانتهاك لقلبيكما وجسديكما قبل الوصول إلى فكرة الخطبة ثم الزواج، ولم يكن مطلوباً كل هذه الساعات الطويلة على الإنترنت لتذوب أثناءها كل معاني الحياء والفضيلة، ولم يكن مطلوباً أن تمارسا علاقات الأزواج على الإنترنت في هذه السن وفي تلك الظروف. حقيقة.. إنني أتعجب وأرفض بشدة، كيف سمحت أم الفتاة بكل هذا واكتفت فقط بالتوبيخ وبعض الحرمان الوقتي لكما، وكيف تجاوزت الفتاة حاجز الحياء وأخبرت أمها بكل ما تفعله؟ وهل كونها أخبرت أمها بما تفعل يجعل ما تفعله مقبولاً مادامت الأم على علم بكل شيء؟ وهل تمادي البنت في ذلك يدل على تساهل الأم في المسائل الأخلاقية لهذه الدرجة؟. للأسف الشديد فإن موقف الأم يجعلني أفكر جيداً في صلاحية هذه الفتاة لأن تكون زوجة وأماً في المستقبل، فإذا تجاوزنا كل أخطاء الأطراف الثلاثة: أنت والفتاة وأمها، وانتقلنا إلى فكرة الزواج، يمكن أن تتقدم لخطبتها، لكن قبل ذلك يجب أن تراها في الحقيقة، وقد يكون في زواجك بها استيعاباً للأخطاء التي حدثت فقد تجاوزتما معاً كل الخطوط الحمراء. على أية حال، الزواج لكما أفضل، وأتمنى أن لا تلوثا فترة الخطبة الرسمية كما لوثتما علاقتكما، وأخشى أن تزيد الانتهاكات في هذه الفترة استناداً إلى علاقة الخطبة. ونتمنى أن يعين كل منكما الآخر على الخير بشكل حقيقي وليس كستار يخفي تحته انتهازية غريزية. وتذكرا دائماً أن الله خلق لنا دوافع، وخلق لنا أيضاً ضوابط، فعلينا التحكم في دوافعنا حتى نشبعها بالشكل المشروع، فالتعجل والتساهل في الإشباع يشوه الفطرة الإنسانية ويلوث الطبيعة النفسية، فالخروج على قوانين الله يفسد نظافة الحياة وطهارتها ونقاءها. ونتمنى لكما التوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©