القذافي يتوعد أي تدخل غربي بـ «فيتنام جديدة»

جدد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي توعده بإنهاء سيطرة المسلحين المعارضين على مدن ليبية، وقال خلال حفل في طرابلس امس بمناسبة الذكرى الـ34 لإقامة الجماهيرية “لا احد يسمح أن تكون في بلاده مجموعات مسلحة ترهب السكان، هذا لا يمكن أن يستمر ولا بد من القضاء عليه..إذا عجزنا عن ذلك بالوسائل السلمية، لا يجب أن نترك بلادنا على هذا الشكل”. وشدد القذافي على ضرورة استعادة السيطرة على بنغازي بالذات كبرى مدن الشرق الليبي، وقال “لا نستطيع أن نسكت عما يجري هناك أو نتهاون معه”، لكنه وعد بالعفو عن كل من يسلم سلاحه من الليبيين “الذين غرر بهم” وشاركوا في الاحتجاجات، وقال “نرجو من أهلنا هناك أن ينتزعوا السلاح من أولادهم وسنعفو عنهم، أما الذين يحركونهم فسوف نسمح لهم بالهرب”. وقال القذافي “إن عدد قتلى الاحتجاجات التي أثارها الإرهابيون لا يتجاوز 150”، ودعا المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة عدد القتلى. كما نفى وجود أي سجناء سياسيين. وقال”أميركا ولا فرنسا ولا روسيا ولا أي دولة تسمح لناس يهجمون على ثكنة عسكرية ومركز شرطة ويأخذون سلاحهم ويطلعون بيه في الشارع وما تقاتلهمش..هتقاتلهم”. وذكر القذافي بدول لجأت إلى القوة لمواجهة الحركات المسلحة لا سيما الجزائر ضد المتشددين وروسيا ضد المتمردين الشيشان و”حتى إسرائيل ضد حركة حماس الفلسطينية”. وقال “ليس الأمر ببسيط كي نتركهم..لن يحكموا ليبيا أو أي مكان يتواجدون فيه”، واضاف “سنقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة دفاعا عن ليبيا من أقصاها إلى أقصاها..ليبيا قوية وستبقى وهم الذين سيسقطون”. وحذر القذافي من سقوط “آلاف آلاف القتلى” في حال دخلت أميركا أو حلف الاطلسي الى ليبيا، وقال “لا يمكن أن نسمح للأميركيين أو الغرب أن يدخلوا ليبيا..يجب أن يعلموا انهم يدخلون في جحيم وفي بحر من الدماء”. ملوحا بتسليح ملايين الليبيين لبدء ما وصفه بـ”فيتنام جديدة” وقائلا “إن الليبيين لن يقبلوا أن نكون عبيدا لأميركا لعشرات السنين”. وجدد القذافي اتهامه تنظيم “القاعدة” بالوقوف وراء حركة التمرد، وقال “إن الاضطرابات بدأت مع تسلل خلايا نائمة من التنظيم الى ليبيا ولم يكن هناك أي تظاهرات شعبية سوى التظاهرات التأييد له في كل أنحاء الجماهيرية”. واضاف “ان هذه الخلايا الصغيرة تسلل أفرادها من الخارج تدريجيا بعضهم ليبيون يعيشون في الخارج في أفغانستان وفي العراق وبعضهم غير ليبيين بينهم من كان في جوانتانامو تعرفهم الاستخبارات الأميركية بالاسم لانها سلمتهم للاستخبارات الليبية التي أفرجت عنهم بعد فترة لكنهم فجأة خانوا العهد وإذ بهم خلايا نائمة صغيرة في درنة وطبرق وبنغازي والزاوية ومصراته”. وشدد القذافي على “انه لا يملك أي منصب ليستقيل منه وأن الشعب هو المسؤول عن السلطة منذ عام 1977”. لكنه اضاف “أنه مستعد لبحث تغيير دستوري وقانوني دون اللجوء إلى السلاح أو الفوضى وإنه مستعد حتى للتحدث مع القاعدة”. وقال “أنا مستعد أناقش أي واحد منهم أي أمير من الأمراء بتاعتهم..لكن هو ما يناقش، ما عندهمش مطالب أبدا..قتال وخلاص لانها مؤامرة لاستعمار ليبيا مرة أخرى وهذا مستحيل..مستحيل، وهنقاتل للدفاع عن ليبيا من أقصاها إلى أقصاها شمالها إلى جنوبها”. واعتبر القذافي “أن تجميد العديد من دول العالم أرصدة ليبية هو عملية اغتصاب وسطو على أموال الشعب”، مشددا على أن هذه الأرصدة تابعة للدولة الليبية وليست له أو لافراد من أسرته. واضاف “لن نقف مكتوفي الأيدي وسنوضح للعالم أنها قرصنة على أموال الشعب..ان هذا الامر يدل على طمع في ثروة ليبيا..يا ريت عندي أرصدة حتى يجمدوها..انا رصيدي القيم والمجد والشعب والتاريخ هذا رصيدي الذي لا يفنى وليس الدولار الأميركي”. وقال الزعيم الليبي تعليقا على قيام مؤسسات دولية إنسانية بإرسال مساعدات إلى النازحين “اي شخص يفتح الباب للمساعدات الخارجية يفتح ابواب ليبيا للاستعمار..نحن لسنا دارفور ومن يفتح هذا الباب يرتكب خيانة عظمى بحق ليبيا”. وأكد القذافي”انه لن يغادر ليبيا حتى لو غادرها جميع الليبيين”، ووصف القادة العالميين الذين ينادون برحيله بـ”الأوغاد”، وقال موجها حديثه لهم “انتم ترحلون والقذافي باق في أرض الأجداد..أنا باق وسوف يأتي رؤساء أوروبا واميركا عندما يصبحون مواطنين عاديين لزيارة ليبيا ولقاء القذافي زعيم الثورة”.