السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سبحان مغير الأحوال..!

24 يونيو 2009 01:04
في نفس هذه الفترة من العام الماضي كتبت عن ارتفاع أسعار الفنادق مطالباً بان تكون هناك تخفيضات أو أسعار خاصة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات أسوة بما يحدث في الكثير من دول العالم..! وقتها سقت أمثلة عن الدول التي تتبع هذا النظام والتي تقدم 50% حسماً على أسعارها المعلنة لمواطنيها والمقيمين بشكل دائم على أراضيها، وكيف تفيد هذه السياسة في ربط الفنادق بالعملاء المحليين، الذين يشكلون لها خط دفاع كعملاء دائمين ضد أي أزمات أو انتكاسات. يومها لم يستمع أحد، ولم ينتبه أحد وظلت تلك النبرة المتعالية بأن قواعد السوق يحكمها العرض والطلب، وأن السعر ليس هو الأساس في جذب العملاء، وأنهم يقدمون خدمات تفوق ما يدفعه النزيل..الخ ..الخ من هذه التصريحات التي لا تغني ولا تسمن. أما الآن وخلال هذه الأيام فقد تبدلت الحال تبديلاً..! وتغيرت الحال تغييراً..! أسعار الغرف اليومية التي كانت ما بين 1500 إلى 2000 درهم أصبحت ما بين 300 إلى 400 درهم فقط..! وليس السعر فقط فقد زادت الخدمات والمزايا رغم انخفاض الأسعار، الأطفال أقل من 12 سنة يقدم لهم سرير إضافي مجاناً..! مع إفطار للنزلاء مجاناً..! وبطاقات VIP للكبار والصغار مجاناً..! وموعد مغادرة الغرف امتد بقدرة قادر إلى الساعة الثالثة عصراً، ويمكن التمديد لمن يطلب على الرحب والسعة، مع مميزات أخرى قد تحصل عليها مجاناً..مجاناً..مجاناً..! سبحان مغير الأحوال..الآن فقط أصبحت هذه الأسعار مع كل هذه المميزات مناسبة للفنادق، وتحقق منها أرباحاً، وترتضي بها رغم أن الغرف لم تتغير، ورغم أن الخدمات والمميزات زادت..! الآن فقط أصبح السعر هو الأساس لجذب العملاء، وأصبحت الخدمة التي تقدم مقابل المبلغ المدفوع أضعاف أضعاف ما كان يقدم من قبل مقابل خمسة أضعاف أقل في السعر..! والسؤال الآن: هل كان يجب أن ننتظر أزمة مالية عالمية لكي نستمتع بما في بلادنا من منشآت ومرافق سياحية..؟! هل كان يجب أن ينفض الناس من حول الفنادق والمنشآت السياحية حتى نجد لنا مكاناً مناسباً وبأسعار مناسبة في بلادنا..؟ ألم يكن من الأفضل أن نجد كل هذه المميزات طوال الوقت وبشكل طبيعي وبدون تعال وتكبر..؟ صحيح أننا استمتعنا ولا نزال بهذه الأسعار والعروض الحالية.. ولكننا نعلم في داخلنا أنها لن تستمر، وأن ما يحدث هو نتيجة ظروف مؤقتة وبعدها ستعود نفس حالات التكبر والاستعلاء على العميل والنزيل الذي يفعلون الآن كل ما بوسعهم لاجتذابه.. فحالة الثقة المتبادلة مفقودة، والاستمتاع والاستفادة المتبادلين بين الطرفين ليست في حالة استقرار. لذلك من الأفضل أن يتم وضع قواعد عادلة ومستمرة، وأن يقتنع كل طرف أن الآخر لا يريد استغلاله، وأن نؤمن جيداً بان السائح الداخلي هو العميل الدائم، والجدار الراسخ الذي يمكن الاتكاء عليه في وقت الأزمات، وهذا لن يحدث إلا ببناء جدار الثقة.. وهذا الجدار لا يبنى من تلقاء نفسه، بل هو في حاجة إلى قانون أو قرارات حاسمة.. قد يقبلها الجميع في هذا الوقت.. سبحان مغير الأحوال.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©