تراجع البورصات العالمية وسط تجدد المخاوف الاقتصادية

تراجعت البورصات العالمية أمس وسط شكوك متزايدة حول سرعة تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة التي ضربته العام الماضي، حيث هبط البنك الدولي بتوقعاته حول الاقتصاد العالمي من انكماش بمعدل 1.7 بالمئة العام الجاري في تقدير سابق إلى توقع انكماش بنسبة 2.9 فى المئة. وقالت مؤسسة كلوس براذرز سيدلر في مذكرة «بعد الانتعاش القوي الذي دام ثلاثة أشهر ودفع كل المؤشرات الرئيسية للصعود بقوة نجد أنفسنا الآن وسط التراجع الذي كان منتظرا منذ فترة»، وأضافت «بدأ المشاركون في السوق يدركون أنه من غير المرجح أن يكون الانتعاش في الاقتصاد وفي المكاسب بنفس قوة ارتفاع أسعار الأسهم منذ أوائل مارس (الماضي)». وتترقب الأسواق نتائج اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة التي تضع سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) والذي بدأ أمس ويختتم اليوم الأربعاء، وذلك لمعرفة السياسة المتعلقة بأسعار الفائدة. وتراجعت الاسهم الأميركية عند الاغلاق أمس الأول، محققة أكبر خسارة في يوم واحد منذ شهرين، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 إلى مستويات العام الماضي، وسط عمليات بيع واسعة في حين يعيد المستثمرون النظر في مدى قوة الاقتصاد. وأنهت الأسهم اليابانية تعاملات الأمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع كبير ليصل مؤشر نيكي إلى أدنى مستوى له منذ 3 أسابيع على خلفية خسائر الأسهم الأميركية. وهبط المؤشر نيكي القياسي 2.8 في المئة عند الإغلاق مع إقبال المستثمرين على التخلص من الأصول التي تنطوي على مخاطر بعد الانخفاضات التي شهدتها الأسواق الدولية والقلق إزاء الاقتصاد العالمي. وتراجع سهم ميتسوبيشي والأسهم الأخرى المرتبطة بالموارد مع انخفاض سعر النفط لأدنى من 67 دولاراً للبرميل واستمرار خسائر النحاس بسبب القلق من تباطؤ الطلب. كما هبطت أسهم شركات التصدير مع ارتفاع الين مقابل الدولار، وانخفض المؤشر نيكي عند الإغلاق 276.66 نقطة ليصل الى 9549.61 نقطة بعد أن هبط خلال إحدى مراحل التعامل إلى 9511.45 نقطة وهو أدنى مستوى منذ أوائل يونيو الجاري، وانخفض المؤشر توبكس الاوسع نطاقا 2.3 في المئة الى 901.69 نقطة. وفي كوريا الجنوبية أنهت أسهم بورصة سيؤول تعاملات الأمس علي انخفاض حيث عززت الخسائر التي حدثت في الولايات المتحدة من عملية البيع. فقد تراجع مؤشر كوسبي بمقدار 39.17 نقطة أو ما يعادل 2.8 بالمئة ليغلق عند 1360.54 نقطة فيما يعد أدنى مستوى له منذ حوالي ثمانية أسابيع. وتجاوزت الأسهم الخاسرة نظيرتها الرابحة وبلغت 731 سهماً مقابل 105 أسهم، كما انخفض مؤشر كوسداك للأسهم التكنولوجية بمقدار 15.20 نقطة ليغلق عند 498.03 نقطة. وكذلك انخفضت بورصة هونج كونج بمقدار 521.18 نقطة أو بنسبة 2.89 في المئة لتصل عند الاقفال إلى 17538.37 نقطة، ورغم ذلك ارتفعت قيمة التعاملات أمس إلى 66.24 مليار دولار هونج كونج (8.55 مليار دولار أميركي) مقارنة بـ 62.69 مليار دولار هونج كونج (8.09 مليار دولار أميركي) أمس الأول. وفي البر الرئيسي للصين انخفض مؤشر شنغهاي المجمع الرئيسي 3.61 نقطة بنسبة 0.12 في المئة ليقفل عند 2892.7 نقطة، وانخفض مؤشر شنتشن المركب 65.05 نقطة بنسبة 0.58 في المئة ليقفل عند 11125.66 نقطة. وبلغ إجمالي قيمة التداول 210.37 مليار يوان (30.8 مليار دولار أميركي)، بانخفاض ضئيل عن 220.66 مليار يوان في يوم التداول الأسبق. وفي أوروبا استقرت الأسهم الأوروبية على هبوط أمس وسط شكوك بشأن موعد العودة لتسجيل نمو اقتصادي وهي شكوك دفعت أسواق الأوراق المالية في الولايات المتحدة واليابان للهبوط بقوة. غير أن سهم بنك يو.بي.إس السويسري تألق وارتفع 3.1 في المئة بعد أن ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة العدل الأميركية قد تسقط قضية تهدف لإرغام البنك على الكشف عن أسماء 52 ألفا من العملاء الأميركيين الأثرياء يشتبه بتهربهم من الضرائب. ومن الأسهم التي ارتفعت أيضاً سهم نوكيا للهواتف المحمولة والذي زاد بنسبة 1.7 في المئة بعد أن رفع كريدي سويس تقديره للسعر المستهدف للسهم إلى 14 يورو بدلا من 12 يورو. وبحلول الساعة 08.55 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 836.68 نقطة بعد أن نزل بما يصل إلى 0.7 في المئة في وقت سابق من الجلسة، وكان مؤشر الأسهم الأوروبية قد أنهى عام 2008 عند 831.97 نقطة. ورغم التراجع الأخير يظل مؤشر الأسهم الأوروبية القياسي أعلى بنسبة 30 في المئة تقريبا عن المستوى المنخفض القياسي الذي سجله في أوائل مارس. وكان مؤشر داو جونز سوكس للموارد الأساسية والذي يشمل أسهم شركات التعدين الأضعف أداء إذ انخفض بنسبة 1.6 في المئة، وتراجع سهم انجلو اميركان 2.3 في المئة بعد أن رفضت الشركة عرضا من منافستها اكستراتا للاندماج، ونزل سهم اكستراتا 1.3 في المئة