دبي (الاتحاد)
تحرص دور ضيافة على الظهور متشحة بثوب يجسد التاريخ، ويروي تفاصيل دقيقة في الفنون القديمة التي عبرت صراحة عن مهارة الحرفيين الأوائل، الذين استطاعوا أن يطوعوا خامات البيئة في أعمال فنية رسمت مساحات واسعة من بلاط القصور، ودور العبادة لتنعكس أيضاً على المنازل.
ومن دور الضيافة التي اتشحت بثوب إسلامي شرقي فندق الريتز-كارلتون، في دبي، الذي يقع على واجهة بحرية خاصّة في منطقة مرسى دبي، ويشكّل واحة من الهدوء والسكينة على مقربة من المقاهي والمحال في منطقة الممشى «جي بي آر» النابضة بالحياة.
وتعد دبي، المدينة المتعددة الحضارات، مثالاً أخاذاً للجمال الطبيعي والإبداع البشري. لاسيما هذه الوجهة النابضة المطلّة على مياه الخليج العربي الفيروزية، التي تستقطب الزوار من مختلف أرجاء العالم حيث يستكشفون مدينة غنية بالمرح والشمس ومرافقها المتنوّعة التي لا تكفّ عن إبهار ضيوفها، ولكن تبقى ردهات فندق الرتيز كارلتون قصة تروي تفاصيل الهندسة المعمارية الشرقية بشيء من الإبداع، فكل خطوة في ردهاتها، مستلهمة من فنون شغلها الحرفيون منذ عهود في تفاصيل العمارة التاريخية، من قصور ومراكز دينية وغيرها، ولتتحول إلى أيقونة الإبداع الشرقي.
وتحمل ردهات الرتيز الزوار لتذوق جمال الفن الشرقي، بطريقة لا تخلو من الأناقة والفخامة، فمنذ الوهلة الأولى يمكن أن يستشعر الفرد أن المكان يشع دفئاً، وينطوي في ثناياه على مفردات فنية غنية بعيدة عن العشوائية، فمهندسوه تعاملوا مع هذه الأدوات بطريقة تجعل المرء يتذوق الجمال بأسلوب مريح وهادئ من خلال التنسيق والتناغم في توزيع عناصر الديكور الداخلي، حيث وزعت القناطير والأعمدة والأقواس في تتابع يمنح محطة الاستقبال أبعاداً حسية تشعر المرء بأنه في أحد القصور التاريخية، فيما زينت الأسقف بمربعات خشبية متتالية. ويلتحف الدور الأول بفن الأرابيسك، الذي يضفي على المكان قدراً من الخصوصية والشموخ يمنحانه تفرداً يدعو إلى التأمل في تفاصيله ومنمنماته الدقيقة، ما يشعره الزائر بالقيمة الحياتية لعناصر هذا الفن المستمد من الطبيعية وفنياته، وهي عبارة عن حروف وكلمات، وتشكيلات نباتية وهندسية، تحاكي نمط الفنون الإسلامية بعيداً عن تشخيص الأرواح والتماثيل.
عدد اليوم
