عدسة سلطان بن عدي تسقط أقنعة «فينيسيا». وتكشف فتنتها

الماء يحاصر أهلها، والسيارات فيها لا تدور محركاتها، والمطر لا يعني سكانها هطل أم لم يهطل، إنها «فينيسيا/البندقية» المدينة الإيطالية الفاتنة التي تنشأ من مجموعة جزر متصلة عائمة تطل على البحر الأدرياتيكي (تتكون من 116 جزيرة و416 جسرا و7 آلاف شارع). يعيش سكانها فوق الماء، ولا توجد فيها وسائل نقل عامة ويتنقل أهلها وزوارها عبر القوارب الكلاسيكية.. ويصفها السواح بمدينة «الحب والجمال»، بل إنها باتت مقصد العرسان الجدد لتدوين الذكريات الحميمة لشهر العسل في أرجائها. وتقف شامخة في المدينة الحالمة مبان تاريخية، يعود جلها إلى عصر النهضة في إيطاليا، حيث كانت البندقية تتمتع بحكم ذاتي في العصور الوسطى وما بعد ذلك، وشكلت آنذاك أهم مرافئ أوروبا تجاريا وأثناء الحملات الصليبية، فقد كانت بمثابة قوة بحرية هائلة. وهنا تصف «عدسة» الزميل سلطان بن عدي المدينة التي تحرض على الإبداع، وتمنح الروح والعقل صفاء لا مثيل له، وتصنع من الإنسان أياً كان شعوره بالرقي وتغذي قلبه بكميات كبيرة من الطمأنينة». ها هي «فينيسيا مدينة عصرية تتوسد شاطئ الروعة وتمتص رحيق الطبيعة الخلابة». تتصل فينيسيا ببقية مدن إيطاليا بطريق سريع ينتهي بجسر طوله 11 كم، يصل الجزيرة الرئيسية باليابسة، ويتطلب الأمر ترك السيارة في «الكراج العام» بمجرد الوصول إلى المدينة، وبعد ذلك يتم التنقل على الأقدام أو باستعمال القوارب العامة والتاكسيات المائية بواسطة القطار، الذي يتصل بمحطة في وسط المدينة، أو عن طريق المطار الذي يبعد حوالي 13 كم. وتبرز في البندقية عادة التخفي بالأقنعة والتي ورثتها المدينة عن الرومان (عام 1270م) وحفلاتهم المترفة.. ويصنع القناع من الفخار أو الجص، ثم سنت جمهورية البندقية في القرن السابع عشر قانونا لمنع سوء استعمال القناع، إذ كان البعض يضيف إليه لحية مستعارة إمعانا في التخفي. ويقصد السياح أماكن شهيرة في المدينة العائمة، يتقدمها «البرج» الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر، ويمكّن من يصعده مشاهدة منظر عام للمدينة. أما أشهر جسورها فهما جسر «ريالتو» وجسر «الآهات القديم»، ومن بين قصورها الجميلة المتاحة للزيارة قصر «غراسي» وقصر «غريماني»، أما أشهر جزرها فهي جزيرة «مورانو» التي تشتهر بصناعة الزجاج الفني الفاخر