الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمير غويبة: المطلوب فحص المسافرين المغادرين وتعقيم الأماكن العامة

سمير غويبة: المطلوب فحص المسافرين المغادرين وتعقيم الأماكن العامة
24 يونيو 2009 01:23
تزامن دخول مرض انفلونزا الخنازير مرحلة الوباء العالمي وهي الدرجة السادسة والقصوى من الإنذار، مع بدء موسم الإجازات الصيفية وارتفاع وتيرة الاحتكاك المباشر بين الناس، سواء في المطارات والطائرات أو الأماكن العامة الشديدة الاكتظاظ. الأمر الذي يستدعي الحذر الشديد، ويفتح المجال أمام تساؤلات كثيرة. فما هي الطرق الأسلم الواجب اتباعها للوقاية من العدوى؟ وما هي عوارض السلالة الجديدة التي تعرف بفيروس H1N1؟ وهل الإجراءات الدولية المتبعة حاليا كافية للحد من انتشار الوباء؟ يتحدث حول هذا المرض الدكتور سمير غويبة- أخصائي الطب الأسري، شارحا أهم نقاط الخلل في التعامل مع هذا النوع من الانفلونزا منذ الإعلان عن ظهور الحالات الأولى المصابة. ويقول: «هناك مطلب مهم كان يجب أن يدرج ضمن خطة عامة لمخاطبة منظمة الصحة العالمية، بأن تصدر توصياتها بضرورة فحص المسافرين المغادرين من البلدان التي شهدت تسجيل إصابات، وليس فقط المسافرين القادمين كما هو حاصل حاليا، والسبب أن أجهزة كشف الحرارة، المتوفرة في كبريات مطارات العالم، قادرة بشكل مباشر على تحديد مناطق الإصابة في الجسم. وهذا لو تم تطبيقه فورا سوف يقلل من حجم الإصابات التي تتزايد يوميا». ويضيف: «لنبدأ بالوقاية أولا تفاديا للوصول إلى مرحلة العلاج، فالدواء المستخدم اسمه «تاميفلو»، ويساهم بعملية الشفاء بدرجات عالية في حال تم الإبلاغ عن الإصابة في وقت مبكر من التقاط العدوى». يرى غويبة أن خطر الوباء سيبقى قائما طالما أن اللقاح المضاد للفيروس، غير متوفر بعد بالرغم من أن العمل على انتاجه جار منذ شهرين. ويستغرق تطوير لقاحات فاعلة ضد العدوى ما بين 3 إلى 6 أشهر. «وإن كانت نسبة وفياته لم تتجاوز حتى الآن 0،5 في المئة، فإن ما يثير القلق إمكانية انتشاره بسرعة». ويوضح أن خطورة الفيروس H1N1 تكمن في عمله على إضعاف الأوضاع الصحية للأشخاص، ولاسيما الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ممن قد يصبحون عرضة للوفاة أكثر من سواهم. ويشير إلى أنه مع دخول فصل الخريف سوف تزداد خطورة انتشار الوباء لأن الحرارة المثلى لنمو الانفلونزا عموما تتراوح بين 25 و30 درجة مئوية. عوارض وإرشادات يشير الدكتور غويبة إلى عوارض الإصابة بالفيروس، ويقول: «إن المصابين بانفلونزا الخنازير تظهر عليهم في البداية أعراض تشبه الانفلونزا الموسمية ولكن بدرجات أشد. فهم يعانون من ارتفاع مفاجئ أو تدريجي في حرارة الجسم، يصاحبه سعال ورشح وألم في العضلات، لافتا إلى أن السلالة الجديدة للفيروس تتسبب بمزيد من الإسهال والقيء والإجهاد». وعند الشعور بهذه العوارض مجتمعة، ينصح د. غويبة: «بضرورة التوجه إلى أقرب مركز رعاية صحية أو مستشفى. وهناك يخضع المريض لأخذ مسحة من الأنف أو الحلق لتشخيص احتمال إصابته. وحتى صدور نتيجة الفحص التي قد تستغرق 6 ساعات كحد أقصى، لا بد من إبقاء المريض في الحجر الصحي». أما الخطوة اللاحقة، في حال ثبتت الإصابة، أن يصار إلى متابعة حالات الأشخاص الذين اختلط بهم المريض للاطمئنان على صحتهم». ويضيف مشددا: «كإجراءات احترازية لتجنب العدوى، يجب وضع الكمامات على الأنف والفم وتغطيتهما أثناء السعال، وغسل اليدين بالماء والصابون ولاسيما بعد لمس الحيوانات تجنبا لانتشار الجراثيم. وكذلك الابتعاد عن الأماكن المزدحمة درءا للاختلاط بأشخاص مصابين». فيما يطالب الجهات المعنية بـ»ضرورة تعقيم الأماكن الأكثر استخداما من قبل العامة، مثل المصاعد والسلالم الالكترونية وعربات التسوق، فهي معمل نشط لالتقاط الفيروسات ونشرها. وأفضل أسلوب للوقاية هو التقيد بقواعد النظافة الشخصية الأساسية لأنها تمنع انتقال العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي. والإكثار من استعمال مواد التنظيف الكحولية التي تستخدم لتطهير اليدين». فيروس H1N1 لمن لم يتعرفوا بعد على فيروس H1N1، فهو مرض يصيب الجهاز التنفسي، وينتشر بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة مع الإنسان. ويشعر العلماء بالقلق دائما عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من الحيوان إلى البشر، ومن ثم بين البشر. والسبب أنه في هذه الحالة، قد تتطور طفرة لدى الفيروس، مما يؤدي إلى صعوبة في معالجته. والفرضيات الغالبة لدى معظم العاملين في مجال الانفلونزا الآن، هي أن الفيروس الناشئ كان موجودا عند الخنازير في مكان ما، ومع الوقت أعيد تشكيله ليصبح قادرا على إصابة البشر بطريقة أسهل. والفيروسات عموما يمكن أن تتبادل الخواص الجينية مع فيروسات أخرى. وتكمن المخاوف في الوضع الراهن، في إمكانية حدوث ذلك بين البشر والخنازير والطيور. تواريخ عام 2007، وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا. عام 1988، أصيبت سيدة أميركية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع. عام 1976، تم الإعلان عن إصابة 200 شخص، وأعلن عن حالة وفاة واحدة. عام 1968، تفشى فيروس «انفلونزا هونج كونج» وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم. عام 1918، تفشى فيروس «الانفلونزا الإسبانية» وأدى إلى وفاة نحو 100 مليون إنسان. الوباء المرحلة السادسة المسؤولة عن إعلان الفيروس وباء عالميا، هي مرحلة الطوارئ الأكثر خطرا. ويشير تحديد هذه المرحلة إلى أنّ ثمة جائحة عالمية طور الانتشار، وأنه خلال فترة ما بعد الذروة، تبدأ ملامح انخفاض تطور الوباء بالظهور. وهنا لا يمكن التأكد من عدم حدوث موجات إضافية، لذا لا بدّ للبلدان من التأهّب لاحتمال مواجهة موجة ثانية. وقد اتسمت الجوائح السابقة بانتشار موجات من النشاط على فترات طويلة. ويمكن أن تفصل بين الموجات عدة أشهر
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©