السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بنات العم» فانتازيا تحترم العقل

«بنات العم» فانتازيا تحترم العقل
1 مارس 2012
اختار الثلاثي الفني هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو طريق الفن ليقدموا من خلاله سينما جديدة بنكهة شبابية مرحة، وكشفوا عن موهبتهم الفطرية في “ورقة شفيرة” التي كانت بطاقة تعارفهم مع الجمهور وبعدها توالت أعمالهم “سمير وشهير وبهير” ثم “بنات العم” والتي حملت مزيجا بين الكوميديا والفانتازيا والخيال، ولأن أكثر ما يميزهم هو خيالهم الخصب فقد أصبحوا أصحاب اتجاه جديد وتتأكد قدرتهم على كسر القوالب التقليدية وابتكار مواقف كوميدية تفجر الضحك والسخرية. وفي الفيلم السينمائي الجديد “بنات العم” الذي كتبه الثلاثي ولعبوا بطولته للمرة الثالثة واخراج احمد سمير فرج ويشارك في بطولته يسرا اللوزي وايتن عامر وادوارد ورجاء الجداوي وضيف الشرف صلاح عبدالله وحسن الرداد، فكرة سبق تناولها في عدد من الأفلام العالمية والعربية وهي تعتمد على المفارقة عندما تتحول ثلاث فتيات إلى ثلاثة رجال وذلك بعد ان أصابتهن لعنة بسبب بيع القصر التاريخي الذي يرثنه. وتمضي الأحداث لتفجر الضحك، ويستعرض السيناريو كيف تحولت شوق إلى شوقي وشاهندة إلى شاهندي وشيماء إلى شيمو وجدتهن “بطة” رجاء الجداوي إلى هيئة الرجال لتصبح صلاح عبدالله وبين الخيال الجامح المحلق والكوميديا نعرف كيف ينتقم القصر من ساكنيه بطريقة ساخرة اذا فكروا في بيعه وهو الأمر الذي تعرضت له عائلة “شنب” عندما عوقب احد الأجداد بالتحول إلى مغناطيس وهكذا نجد الفتيات الثلاث وهن بنات العم تحولن إلى أبناء العم وكذلك جدتهن ويواجهن في البداية مشكلة التأقلم مع مظهرهن الرجالي ومشاعرهن الأنثوية، ويفكرن في البداية في إجراء عمليات تحول لكنهن يصطدمن بالأسعار الخيالية وتتوالى المواقف والمفارقات الكوميدية. لقد نجح الثلاثي في تقديم سينما مختلفة ومعالجة كوميدية متميزة من خلال أدائهم وفكرهم المنطلق واستغلوا كل التفاصيل التي يمكن ان تمنح الفيلم بعداً تجارياً. هناك “شوق” التي تعمل راقصة وبعد تحولها تظل على حبها لزوجها نجار الموبيليا وابنتها الوحيدة ثم تظهر مشكلة هي إنها حامل بعد ان تحولت إلى رجل، وتحاول التخلص من الجنين في مشهد يذكرنا بميرفت أمين في الفيلم الشهير “الحفيد” كذلك مشاهد شيكو أو “شيماء” عندما يتحول الى رجل ويقع في حب “يسرا اللوزي” الموديلز ومهندسة الديكور الجميلة، ولانه لم يتخلص تماما من مشاعر الأنثى نجده في إحدى الحفلات الغنائية يندفع ليعانق المطرب احمد فهمي ويعبر له عن إعجابه كأي فتاة مراهقة، اما هشام ماجد او شاهندة التي تحولت إلى “شاهي” فهي تصاب بصدمة عاطفية عندما تعرف حقيقة صديقها الشاب تامر شلتوت الذي كان يخونها مع أقرب صديقاتها ويسرع كأي فتاة الى أحضان جدته التي تحولت إلى رجل يبكي بحرقة وبنقلات سريعة نتابع كيف تخلص “عزيز شنب” ادوارد الذي اشترى القصر من البنات من عيبه الجسدي والذي يقول في احد المشاهد ان مثله الاعلى هو “عم دهب” الثري البخيل تلك الشخصية الشهيرة المعروفة في عالم ديزني وقد زين جدران منزله وشركته بصور لشخصيات عالم ديزني مما يدفع بنات العم لوضع خطة لاستعادة القصر تساعدهم فيها “يسرا اللوزي” التي تعلقت بحب “شيمو” أو “شيكو” وتضع لهم تصميما يحاكي نفس شكل منزل عزيز شنب وشركته وتنجح الخطة بعد ان تسلل الثلاثي متنكرين في هيئة فريق تصوير سينمائي لعمل فيلم عن حياة عزيز شنب وهكذا يحصلون على توقيعه لاستعادة القصر، ولكن لأن شيمو تعلق بحب يسرا اللوزي فقد فضل البقاء رجلا ورفض التوقيع على العقد ووقع بدلا منه “شاهي” او هشام ماجد لذلك تكون المفاجأة انهم لا يعودوا الى هيئتهم كبنات بل يتحولن إلى كلاب. أداء الثلاثي هشام ماجد واحمد فهمي وشيكو كان مميزاً خاصة ان السيناريو أتاح لهم المواقف الكوميدية والمفارقات التي جعلتهم ينتزعون الضحكات بشكل تلقائي ورغم ان السيناريو استغل بعض التوليفات التجارية فإنه يحسب له انه اهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تحترم عقلية المشاهد رغم ان الفيلم كوميدي فانتازى ويبدو ذلك في وضع خطة محكمة لاستعادة القصر ورغم ان تيمة تحول النساء لرجال والعكس سبق ان قدمتها السينما العربية في افلام اشهرها “الآنسة حنفي” و”السادة الرجال” وغيرها فإن تأثر الثلاثي احمد فهمي وشيكو وهشام ماجد بالسينما الأميركية بدا اكثر وضوحا خاصة في استغلال عالم ديزني وشخوصه لكنهم أضافوا بذكاء مواقف مبتكرة وأجواء مصرية خالصة على الأحداث جعلت الفيلم مقبولا على أكثر من مستوى ثقافي واجتماعي. أبدع مهندس الدكتور أيمن فتحي في تصميم ديكور مبتكر أضفى على الصورة السينمائية تألقا ومصداقية بين ما هو خيالي وواقعي ولعبت كاميرا مدير التصوير شادي علي دورا في تحقيق التناغم بين الصورة والسيناريو من خلال اللقطات القريبة والبعيدة والكادرات المميزة واسهم المونتير عمرو عاصم في إكساب الشريط السينمائي الإيقاع السريع المتلاحق والنقلات الملائمة التي جعلت المتابع للأحداث لا يتوقف أو يصاب بالملل، ويحسب لمصممة الملابس دنيا عبدالمعبود اختيارها لملابس واكسسوار الشخصيات لتدعم عنصر المفارقة الكوميدية. يحتل فيلم “بنات العم” رقم 7 في قائمة أعمال المخرج الشاب احمد سمير فرج وهو الأفضل من حيث اختياره لفريق العمل واعتماده على سيناريو جيد فساعده على تقديم قدراته كمخرج يمتلك أدواته وجد طريقه إلى الجمهور ليحصد أكثر الإشادات بعد رحلة من العمل الجاد تتلمذ فيها كمساعد على أيدي كبار المخرجين أمثال شريف عرفة وسيد حامد وسمير سيف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©