الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد عيسى: 2 ديسمبر 1971 ميلاد «عهد الرياضة الحقيقي»

أحمد عيسى: 2 ديسمبر 1971 ميلاد «عهد الرياضة الحقيقي»
20 مارس 2018 20:54
معتصم عبدالله (دبي) لا يختلف اثنان على أن تاريخ 2 ديسمبر من العام 1971 يظل الأبرز والأكثر تأثيراً في تاريخ الإمارات، لما لا وهو اليوم الذي شهد الإعلان عن القرار التاريخي بتأسيس دولة الإمارات، وارتبط التاريخ الأهم في وجدان كل إماراتي بنقاط تحول كبيرة على مختلف الصعد، ومن بينها قطعاً «الرياضة» ونشاط كرة القدم في البلاد، والتي كانت على موعد مع تشكيل أول اتحاد لكرة القدم في ذات العام 1971 برئاسة المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، وتشكيل أول منتخب للإمارات للمشاركة في دورة الخليج الثانية، والتي أعقبها انطلاقة أول نسخة للدوري موسم 1973- 1974، وأول نسخة لكأس صاحب السمو رئيس الدولة موسم 1974- 1975. وما بين تلك التواريخ «الخالدة» في ذاكرة الإمارات ورياضتها، يمثل أحمد عيسى واحداً من معالم تلك الحقبة، بحكم تواجده بداية مع نادي الوحدة، ومن ثم الأهلي «بعد الدمج»، وصولاً إلى دخوله قائمة أول منتخب يتم تشكيله في تاريخ الإمارات، بل ويتقلد شارة قيادته جنباً إلى جنب مع شارة قيادة فريقه الأهلي، حيث واصل «الكابتن» حديث الذكريات وشهادته على الرياضة من تلك الحقبة، مجدداً التأكيد على أن إعلان قيام الدولة مطلع ديسمبر 1971 أحدث النقلة الأكبر على مستوى الرياضة، وأسهم في منح الجيل الذي عاصر تلك الحقبة فرصة لوضع لبنات البداية التي مهدت أرضية أفضل عن الفترات السابقة في ظل نشأة الاهتمام بالرياضة. ويعود «الكابتن» بالذاكرة إلى تلك الحقبة مع فريقه النادي الأهلي، والذي كان أحد «فرسان» النسخة الأولى للدوري موسم 1973- 1974، حينما عبر الفريق محطة الدور الأول والذي أقيم بنظام المجموعات، وصولاً إلى الدورة الثلاثية التي جمعت أبطال المجموعات الثلاث الأهلي، العروبة، وعُمان، حيث حسم التعادل السلبي المواجهة الأولى للأهلي أمام عمان، قبل أن يلعب على اللقب في المباراة الثانية أمام منافسه العروبة، الذي تفوق بدوره في مباراته الأولى على عُمان، ولم يكن التعادل السلبي الثاني كافياً للفرسان من أجل معانقة اللقب الذي ذهب وقتها للعروبة (الشارقة حالياً) كأول بطل للدوري. ويقول «الكابتن» أحمد عيسى: «الفرحة لم تتأخر كثيراً، ففي الموسم الثاني في تاريخ الدوري 1974- 1975 كنا على موعد مع احتفالية مزدوجة بالجمع بين لقبي الدور وأول نسخة لكأس رئيس الدولة على حساب الند التقليدي النصر». تغير نظام مسابقة الدوري عن النسخة الأولى إلى مجموعة واحدة جمعت الأندية الستة المشاركة في البطولة ممثلة في الأهلي، الشارقة، النصر، الوصل، عمان، والوحدة، حيث كان الأهلي على موعد مع الحسم المبكر للقب، بعدما جمع 18 نقطة بالفوز في 9 مباريات قبل مباراته في الجولة الأخيرة أمام النصر. ويضيف أحمد عيسى: «مباراة الجولة الأخيرة في الدوري أمام النصر حدد لها تاريخ 16 مارس 1975، ومن بعدها بنحو 10 أيام كان موعد اللقاء الثاني أمام ذات المنافس على لقب كأس رئيس الدولة، وبطولة الكأس لم تكن مدرجة منذ بداية الموسم، ويعود الفضل في فكرتها إلى الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، والذي ترأس الاتحاد خلال الفترة من 1974 وحتى 1976، وبحكم انفتاحه الكبير على العالم فكر في استحداث البطولة التي تم إدراجها في الأجندة في منتصف الموسم ذاته». وأكد «الكابتن» أن الحسم المبكر للقب الدوري، والتفكير في التتويج باللقب الأول لكأس رئيس الدولة، سيطر على لاعبي الأهلي وقتها، وقال: «مباراتنا الأخيرة في الدوري بدت أشبه بتحصيل حاصل بحكم حسمنا المبكر للقب، وتركيزنا الأساسي انصب على لقب كأس رئيس الدولة، خسرنا المباراة الأولى، والتي أقيمت على ملعبنا بهدف لم يؤثر بالطبع على التتويج الذي جرت مراسمه لاحقاً في أحد الفنادق، لتتوجه الأنظار بعدها إلى نهائي النسخة الأولى لكأس رئيس الدولة على استاد دبي بحضور الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والشيخ مانع آل مكتوم رئيس اتحاد الكرة والمنتمي للنصر، لننجح في حسم المباراة بهدفين ونتوج باللقب الثمين، لنجمع بين فرحتي الدوري والكأس». الحدث الخالد غابت مسابقة كأس رئيس الدولة عن مشهد موسم 1975- 1976 في ظل عدم استكمال مباريات البطولة بداعي الأمطار الغزيرة التي تضررت منها بعض الملاعب، قبل أن تعود في الموسم التالي 1976- 1977، لتشهد الحدث الأبرز في البطولة على مدار تاريخها، بحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المباراة النهائية التي جمعت الأهلي بجاره الشباب على استاد دبي. وتوقف «الكابتن» أحمد عيسى عند ذلك المشهد والتاريخ كثيراً، قبل أن يقول: «قطعاً هو حدث زلزل الملعب، وأعتقد أن كل من تابع تلك المباراة من لاعبين وجمهور ومراقبين استشعر في تلك اللحظة المستقبل الذي ينتظر رياضة الإمارات في ظل هذا الاهتمام الكبير والرعاية الشخصية من القيادة، حضور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لنهائي البطولة ورغم ظروف الطقس الحار الذي أقيمت فيه المباراة بين الأهلي والشباب فقد كان لها قيمة اعتبارية غير عادية ليس فقط على اللاعبين، بل كل من ينتمي لقطاع الرياضة، حيث كان تواجده ترسيخ لأهمية الرياضة كوسيلة في التأثير على مفاصل المجتمع». الذكرى الغالية للقب «الثمين» وتسلم الكابتن أحمد عيسى كأس البطولة من يد الشيخ زايد، تجعل مفاخرة الأهلاوية باللقب الثاني في تاريخ النادي منطقية، ويضيف الكابتن: «التعادل الإيجابي بهدف سيطر على نتيجة المباراة ليأتي الحسم عن طريق ركلات الترجيح التي ابتسمت لفريقي، وهو بالمناسبة النهائي الأول الذي يحسم بركلات الترجيح، لتنطلق بعدها الأفراح بأغلى الألقاب». دور المدرب «المحترف» خلد تاريخ الرياضة الإماراتية اسم الفقيد محمد صديق «شحتة» نجم الإسماعيلي والمنتخب المصري السابق، كأول مدرب محترف في الإمارات مع النادي الأهلي، وأول مدرب لمنتخب الإمارات، بعدما استعاره اتحاد الكرة من النادي لقيادة «الأبيض» في مشاركته الأولى ببطولة كأس الخليج الثانية بالسعودية في عام 1972. وما بين مشواره مع الأهلي والمنتخب ارتبط «الكابتن» أحمد عيسى بالمدرب شحتة، والذي يصفه بأنه تربوي في المقام الأول، وقال: من حسن حظنا في الإمارات عامة، والأهلي تحديداً أن مدربي الجيل الأول بقيادة المرحوم شحتة كانوا تربويين في المقام الأول قبل أن يكونوا مدربين. وأضاف: الراحل جمع بين الجانب الفني والتربوي والأبوي، وأعتقد أن شحتة أثر في اللاعبين، كإنسان ومدرب وتربوي، أكثر مما أثر كاسم لاعب صاحب نجومية في الإسماعيلي والمنتخب المصري، لاسيما وأنه عندما التحق بالتدريب كان لا يزال في طور الشباب للدرجة التي كان يشاركنا فيها التدريبات كلاعب. وتابع: المدرب في الأساس، هو قدرة على التأثير في اللاعب، ومن وجهة نظري فإن المدرب المميز هو من ينجح في ترك أثره على اللاعب، فهناك مدرب جيد وهناك مدرب مؤثر على اللاعبين ومميز، وشحته قطعاً كان من الفئة الثانية فهو حازم وتربوي يركز على جماعية الفريق مثلاً أكثر من العناصر الفردية، ويخلق قناعة اللاعبين ويزيد إبداعهم، وحينما يفقد المدرب تأثيره على اللاعبين من الأفضل أن يترك المجال. شرارة «الديربي الأقدم» سبقت الدوري يتفق الجميع على أن مواجهة الأهلي والنصر تعد أحد أقدم الديربيات على مستوى كرة الإمارات، ويكفي أن الثنائي خاض أول مباراة نهائي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة موسم 1974- 1975، والتي شهدت مشاركة 12 فريقاً، بيد أن شرارة «الديربي» سبقت حتى تأسيس الدولة وانطلاق أول نسخة للدوري، حينما جمعت المباراة النهائية للدورة الرمضانية الأولى على الإطلاق في الإمارات والتي أقيمت تحت رعاية حاكم دبي آنذاك المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه في عام 1970، الأهلي والنصر على استاد دبي الكبير في 26 نوفمبر 1970 بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة الشرطة والأمن العام وقتها، حيث انتهت بفوز «العميد» بهدفي سالم بوشنين، لتكون ذات المباراة بمثابة شرارة لتاريخ «الديربي» العريق. لقب من دون خسارة بدا لقب الدوري الأول في سجل النادي الأهلي و«الكابتن» أحمد عيسى موسم 1974- 1975 بمثابة أساس متين نسج عليه الفريق في الموسم التالي 1975- 1976 خيوط اللقب الثاني، بيد أن الاختلاف الأساسي تمثل في نجاح كتيبة «الفرسان»، التي قادها إلى جانب أحمد عيسى مجموعة من الأسماء والنجوم اللامعة أمثال محمد سالم سهيل «حمدون، عتيق جمعة، وعبدالكريم خماس وغيرهم في حسم اللقب بدون خسارة خلال 16 مباراة خاضها الفريق، بعدما حقق الفوز في 11 مباراة، واكتفى بالتعادل في 5 مباريات أخرى، ليظفر باللقب الثاني في تاريخه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©