الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوردستان تنتفض على «ازدهاك»وتعيش«النوروز

كوردستان تنتفض على «ازدهاك»وتعيش«النوروز
24 يونيو 2009 01:24
كان يا مكان في قديم الزمان في بلد يدعى كوردستان، كان هنالك ملك مستبد ظالم يدعى «ازدهاك»، أو كما جرت تسميته في الثقافة العربية (الضحاك)، ظهرت دملتان في كتفيه على شكل ثعابين تثوران ولا تهدآن. وصف له أطباؤه علاجاً أن يأخذ مادة المخ من رأسي شابين من الكورد كل يوم كدواء لهذه الثعابين، فأمر الملك بقتل الشباب الكورد، وانتزاع دماغهم. وهكذا يوماً بعد يوم انتشر الفزع والرعب بين الناس، اذ لم يبق بيت الا وذهب احد ابنائه ضحية لهذا الملك الظالم. وفي أحد الأيام أتى حراس الملك ليأخذوا احد ابناء الحداد «كاوا»، فجمع هذا الاخير الشباب حوله، ودعاهم الى حمل المشاعل والصعود الى الجبال انتظاراً للحظة قضائه على الملك، حيث لم يبق لديه ما يأسف عليه بعد قتل العديد من أبنائه من قبل حراس الملك. حمل «كاوا» مطرقته واقتحم قصر الملك، وهوى بها على رأسه بكل ما أوتي من قوة فأرداه قتيلا، وبذلك حرر ابنه والعباد من ظلم الطاغية. فأشعل الشباب النيران على قمم الجبال احتفالاً، واعتبروا ذاك اليوم يوم «نوروز» اي اليوم الجديد باللغة الكردية، وباتوا يحتفلون به في 21 مارس من كل عام. ضحك من خلف الألم يرى الكورد في «النوروز» يوماً للحرية، حرية الطبيعة والحرية السياسية والاجتماعية للإنسان، بهدف العيش بآمان ووئام بعيداً عن الظلم والاضطهاد. وهو ينتصر يومياً على ما مر عليه من مظالم وحروب وإبادات ومجازر.. في كوردستان، تنسى العنف الذي يحصل في العراق، فالأمن يميز البلد بهمة الجيش الكردي «البشمركة» أي «مواجهو الموت» دون تواجد القوات الأمريكية، أو قوات التحالف. ويساهم الإنسان الكوردي في تعزيز هذا الاستقرار الأمني، لفرط ما هو يخشى على بلاده من الدمار، على اعتبار أنَّ ما نالها في السابق كاف. وهو يملك إرادة وعزماً قويين على التغيير، يرفقهما بابتسامة لا تفارق محياه. ما يلفت انتباهك بشدة هو حب الإنسان الكردي للحياة والفرح، فلا ينفك يضحك على ما يجري معه، حتى لو كان صعباً، ربما لانه لن يكون ما يجري اسوأ من الذي مرَّ عليه، فيحفز بداخلك الإرادة، إذ ليس هناك من بيت كوردي لم يهدم، وبعض القرى دُمرت بأكملها، ومع ذلك، ترى الكردي يجهد لاعادة البناء ويريد لبلاده أن تنافس أجمل دول العالم، ويسعى لأن تكون كوردستان من أهم دول المنطقة. ثورة تنموية ينعكس تعلق الكورد بالحياة وببلادهم، على شكل ثورة تنموية على الأرض، فكوردستان تشهد ثورة على صعيدي بناء البشر والحجر. ويجري افتتاح العديد من المدارس والمعاهد والجامعات التي باتت تغطي أكثرية قرى ومدن كردستان، وبدأ الشعب بمواكبة عصر التكنولوجيا من أوسع الأبواب، لكن من دون التخلي عن عاداته وتقاليده الأصيلة. اما عمرانياً فلا يسعك أن تقطع شبراً في أي من المدن أو القرى، إلا وتجد مئات العمال يعملون على تشييد مبان جديدة، ستضم بين جدرانها منازلا او مراكز تجارية او محلات او شركات وغيرها. أمَّا الطرقات، فكلها مرتبة وعليها اشارات سير ويافطات تعريفية بالطرق والمدن والقرى نظمت بمواصفات عالمية. معظم الطرق مضاءة، وفي منطقة «مصيف صلاح الدين» بُوشر بوضع مصابيح طرق تعمل على الطاقة الشمسية كتجربة لتعميمها لاحقاً على كل كردستان. وهناك أيضاً مراكز تجارية عدة، وفنادق، ومطاعم، يجهد الكورد لجعلها بمواصفات ومقاييس عالمية. فبعدما انتهت الحروب (نسبياً) في الإقليم العام 2003، شرعت الحكومة ببناء من جديد بترميم البنى التحتية والمؤسسات والمرافق. ومع أنَّ الشعب الكردي لم يتمكن من تحصيل العلم، كما ينبغي، كون معظم أبنائه أمضوا معظم سنين حياتهم في الجبال وهم يناضلون من أجل استعادة أرضهم وبناء دولتهم، الا أنَّهم استطاعوا بفترة وجيزة تدريب أنفسهم على العديد من الأعمال بعدما استعانوا بالخبرات الأجنبية، وهم يجهدون الآن يداً واحدة لسد النقص في العديد من القطاعات. ولهذه الغاية يسعون إلى تطوير انفسهم، فتراهم منكبين على متابعة أحدث ما توصل له العلم والتكنولوجيا. وفي محاولة لتعويض الوقت الضائع، هم يكتسبون المعرفة بسرعة، ويعملون على تطبيق كل ما يتعلمونه. إبداع رباني في كوردستان تشعر كأنَّك خارج التاريخ والجغرافيا، فطبيعتها نقية ونظيفة كالطفل المولود حديثاً، عندما تزورها تمجد الخالق على ما خطته يده هذه الطبيعة. سلسلة من الجبال على مد العين والنظر، كلما تحدق بواحدة تكتشف أنَّ هناك سلسلة خلفها، وأخرى بعدها، حيث تنتهي الرؤية، لكنَّ الجبال تبقى. ومن على قمم هذه الجبال، تنسكب الشلالات، فتنشر رذاذها في الجو، وتردف الأنهار، كنهري قنديل و الزاب بفرعيه الأعلى والأسفل، وغيره من الأنهار التي تغذي نهري دجلة والفرات. بين هذه الجبال تمتد سهول خضراء شاسعة على مد العين والنظر، تتخيل وأنت تراها انك في السهول السويسرية. أمَّا الهواء فمعطر برائحة الورد والأقحوان الذي نبت لوحده هنا وهناك. وفي بعض الأماكن، تجد المياه تشق الأرض بتلقائية لتخرج مشكلة ينابيع طبيعية. وتجد لوحات طبيعية لا تنتهي في كوردستان، فمثلاً مدينة «آميدي» تجعلك تتخيل أنَّها قطعة وقعت من السماء، لتتلقاها إحدى قمم الجبال. فهذه المدينة تأتي على رأس جبل بشكل دائري، لا تكبر ولا تصغر، وحولها خضار وجبال. أما من قلب «آميدي» فتشعر كأنك في طائرة ترى منها الجبال والسهول الخضراء. وفي جبال «رواندوز» يقع منتجع «بانكي» السياحي، أحد أهم المراكز السياحية في من«v.i.p» كوردستان، أكواخ صغيرة وكبيرة مجهزة بالكامل لاستقبال الزوار من كل انحاء العالم، فيها مطاعم ومقاه تطل على مناظر خلابة، ووديان بعمق يزيد عن 800 متر ترى في قعرها الأنهر الجارية. ويمكن لكل من يبحث عن الاسترخاء ونسيان هموم الحياة أن يقصد هذا المنتجع. أما «آكري» أو عقرة باللغة العربية فتقع على سلسة من الجبال، بنيت فيها المنازل على شكل مدرجات. وانت تقف في آكري تتخيل أنَّ علاء الدين سيظهر بسجادته الطائرة وفانوسه السحري، كون المنازل وتقسيم القرية قديم. وفي احدى زواياها، تجد الجامع الى جانب الكنيسة، ويتحدث اهل القرية عن كنيس أو معبد يهودي قديم كان اليهود يمارسون العبادة فيه قبل أن يرحلوا. وهناك أيضاً نقاط جذب أخرى، تتمثل بتقاليد الشعوب المتعايشة في الإقليم والمتعددة الأعراق والأديان، يضاف اليها المراكز الأثرية التي تستحق الزيارة والإطلاع عليها، كون الإقليم مرت عبره كل الحضارات التي جاءت الى بلاد ما بين النهرين. ومن أهم هذه المعالم قلعة أربيل، وأثار خنس وغيرها، وتعمل حكومة الإقليم حالياً على ترميم قلعة أربيل، بكشف معالمها وعمق تاريخها والحضارات التي تعاقبت عليها، كي يتمكن السائح عند زيارتها من الإطلاع على تاريخها.. أصالة شعب الحديث عن كوردستان وأجزائها لا ينتهي، فكل بقعة فيها تترك أثراً طيباً في نفسك، تنسيك غياب البحر وأماكن السهر وغيرها من وسائل الترفيه الحديثة. ولعلَّ أهل كوردستان هم أجمل ما فيها، لكأنَّ الطبيعة العذراء انعكست طيبة ودماثة خلق في نفوس الكورد. فعندما تطأ قدمك ارض المطار، تلحظ اللياقة والتهذيب وحسن الأخلاق لهذا الشعب. يحاولون قدر المستطاع خدمة الغريب والاهتمام به وتقديم الأفضل له. وبينهم تسود حالة من الألفة والود والشهامة، واكثر ما تتجلى في العلاقات الاجتماعية المتينة، «السفرات» أي النزهات في الطبيعة والحفلات العائلية التي لا تخلو من «سترانا فيليكلوري» أي الغناء الفلكلوري واللعب على «الساس» أي الطمبور الكردي، والدبكات الكوردية، والتي تستعين بها مرافق الترفيه المتطورة كالملاهي الليلية والمطاعم والسهرات. وفي قول لإحدى بنات الكورد: «أعشق كوردستان، وأريد من كل العالم أن يأتي ويتعرف علينا، يعرف حقيقتنا ويرى جمال بلادنا، فنحن في العام 1990، لم يكن أحد يسمع بنا أو حتى يدرك وجودنا، أما اليوم فقد تمكنا من جلب العالم الينا». شعاب مرجانية بالفجيرة الفجيرة - أطلق فندق ومنتجع «لو ميريديان» ـ العقه بالتعاون مع مركز البوم للغوص زراعة «الشعاب المرجانية الكروية»، لتطوير الحياة البحرية على شواطئ الفجيرة. ويأتي ذلك كجزء من المشروع الدولي لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية والحياة البحرية حول العالم. وشهد المشروع عملية نقل الشعاب التي تزن الواحدة منها 2.5 طن، وذلك باستخدام الرافعات لنقلها إلى البحر وتعويمها على أكياس بلاستيكية مملوءة بالهواء ونقلها بالقوارب إلى المحيط. وقال باتريك أنطاكي، المدير العام للفندق: «يعد الجمال الساحر للمحيط الهندي أحد أهم عوامل الجذب والاستقطاب السياحي في الفجيرة. ونأمل أن يساهم هذا المشروع في إيجاد حياة بحرية مستدامة». وتعد الشعاب المرجانية الكروية، نماذج وبنى اصطناعية إسمنتية يتم إنزالها في المحيط بهدف إيجاد بيئة بحرية ملائمة لتكاثر ونمو الأسماك. وقد تم زرع هذه الشعاب على عمق عدة مئات من الأمتار قبالة شاطئ الفندق. وتعتبر الإمارات واحدة من الدول الـ59 التي نفذت هذا المشروع، والذي نظم من قبل الهيئة الدولية غير الحكومية التي تعرف باسم «رييف بول فاونديشن». وكان مركز البوم للغوص قد قدم مشروع الشعاب المرجانية الكروية خلال معرض دبي الدولي للقوارب 2009
المصدر: كردستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©