الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديمقراطيون وحسم معركة الترشيح

11 مايو 2008 03:20
يجب على الحزب ''الديمقراطي'' أن ينهي معركة تسمية مرشح للحزب في أسرع وقت ممكن· وأفضل الطرق وأكثرها حسماً لتحقيق ذلك هو تقديم موعد مؤتمره، ليكون نهاية يونيو بدلاً من نهاية أغسطس· لماذا؟ على رغم تحقيق السيناتور ''باراك أوباما'' لفوز كبير في ولاية ''نورث كارولاينا'' وتحقيق ''هيلاري رودهام كلينتون'' للفوز بفارق ضئيل في ولاية إنديانا، فإن تبادل الفوز والخسارة هذا بينهما، يمكن أن يستمر حتى موعد نهاية الانتخابات التمهيدية في الثالث من يونيو ما لم يحصل السيناتور ''أوباما'' على العدد المطلوب من أصوات المندوبين (2025 صوتاً) حتى يتمكــن من حســم سبـــاق الترشيـــح لصالحـــه· وإذا لم يحـــدث هـــذا -حصول أوباما على العدد الكافي من أصوات الناخبين- فإن التنافس المرير بين المرشحين، قد يتواصل طيلة الصيف قبل أن يتمكن أحدهما من حسم الصراع لصالحه، وهو ما سيتم بأكلاف كبيرة سواء لهما أو للحزب· لذلك قد يكون من الأفضل جداً للحزب أن ينهي تماماً أي احتمال للجوء إلى أساليب شريرة، أو حيل قذرة في سباق الترشيح سواء من داخل الحزب أو من خارجه· والحقيقة أن الأرقام ولغة الحساب ليست في صالح ''هيلاري'' بيد أنها مع ذلك لا تظهر أي بادرة أو ميـل للتخلي عن مواصلة السباق حتى النهاية· ولم يقتصر الأمر على العناد، فقد وجدناها تدعي عكس ذلك وهو ما يتبين بوضوح من التصريح التي أدلت به عقب إعلان نتائج ولاية إنديانا حين قالت: ''إننا نمضي بأقصى سرعة ممكنة نحو البيت الأبيض''· وعلى رغم أن ذلك قد يبدو من قبيل المبالغة الخطابية من جانبها، لأن الأرقام تعمل ضدها كما قلنا، إلا أن ما ينبغي تسجيله هنا هو أن لديها سبباً منطقياً يدعوها لإظهار الجلَد ومواصلة السير في الطريق حتى نهايته· وهذا السبب المنطقي، هو تمتعها بدعم قاعدة شعبية قوية تأمل أن تكون عوناً لها في كسب أصوات المندوبين في ولايتي ميتشجان وفلوريدا· وتغيير موعد مؤتمر الحزب بحيث يعقد في الفترة ما بين 28 يونيو إلى 1 يوليو يسمح لكل مرشح منهما بالاستمرار في المنافسة خلال الجولات المتبقية، كما يحول أيضاً دون تجنب إطالة أمد المعركة بشكل قد يكون فيه تأثير سلبي على فرص الحزب· ويحث البعض المندوبين الكبار غير الملتزمين بحسم الأمر· ففي هذا السياق اقترح ''فيل بريديسين'' حاكم ولاية ''تينيسي''عقد اجتماع خاص للمندوبين الكبار· بيد أن أفضل طريقة لمداواة الجراح في رأيي هي قيام الحزب بشكل عام باتخاذ القرار، وإجبار المرشح الخاسر على توجيه دعوة مبكرة لتوحيد الجهد· وسيوفر هذا لمؤيدي المرشح الخاسر الوقت الكافي لمداواة جروحهم، كما سينفي أي احتمال لقيام مجموعة من زعماء الحزب بحسم الموضوع من خلال صفقات تتم في الغرف الخلفية· كما أن تقديم موعد مؤتمر الحزب سيجبر المندوبين غير الملتزمين حتى الآن، وعددهم 270 مندوباً، على اتخاذ قرارهم في وقت مبكر بدلاً من تأجيله· وبالطبع يمكن لمثل هذه الخطوة أن تمثل كابوساً لوجستياً، كما أنها ستكون خروجاً عن التقاليد الانتخابية، ولكن المصاعب اللوجستية تتضاءل بالمقارنة مع احتمال تزوير انتخابات الرئاسة، بسبب استمرار التنافس الانتخابي بطريقة قد تؤدي إلى إنهاك المرشحين ''الديمقراطيين'' قبل المواجهة الحاسمة مع ''ماكين'' في نوفمبر المقبل· إن عدم حسم معركة الترشيح ''الديمقراطي'' يعطي ''جون ماكين'' ميزة مجانية، كما يزيد -إلى حد كبير- من قدرته على جمع الأموال اللازمة لحملته، ويساعده كذلك على تكرار الحيل ''الجمهورية'' التكتيكية الصغيرة، مثل وصف خصميه بالضعف وعدم الكفاءة، في مسألة الأمن القومي· لقد تغيرت الأزمان، ويجب على روزنامة الانتخابات التمهيدية أن تتغير أيضاً، وأعتقد أن الوقت قد حان لقيام ''هوارد دين'' رئيس اللجنة القومية ''الديمقراطية''، بإظهار قدرته على القيادة· وعلى اللجنة التي يقودها، أن تغير موعد مؤتمر الحزب إلى أواخر يونيو، وذلك من أجل وضع الحزب في أحسن وضعية تمكنه من إنهاء الميراث الكارثي لجورج بوش داخلياً وخارجياً· توما دي لوكا أستاذ العلوم السياسية في جامعة فوردهام - نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©