السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موسم الهجرة إلى الداخل - أبوظبي مثالاً

موسم الهجرة إلى الداخل - أبوظبي مثالاً
24 يونيو 2009 01:26
غالبا ما تقاس المدن الكبرى بمدى توفر وسائل المواصلات والاتصالات والمرافق العامة ومراكز الترفيه والتنوع الثقافي فيها. ولم يقتصر إطلاق صفة المدن الكبرى اليوم على لندن العظيمة وباريس ومدريد ونيويورك، فها هي أبوظبي تضاهي تلك المدن في توفر وسائل المواصلات الراقية والاتصالات الحديثة والأماكن الترفيهية، واحتضانها لأكثر من 200 جنسية وثقافة على أرضها، واستضافتها لمئات المؤتمرات والندوات والمعارض العالمية على مدار العام، والتي أثرتنا فكريا وثقافيا طوال فترة الإقامة فيها. ولأن الاستثمار في الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له، أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لإمارة أبوظبي التي أضحى المواطن فيها يحظى بأعلى الدخول في العالم، كما يتمتع المقيم بمستوى دخل مرتفع، خال من الضرائب. وأينما تلتفت في الإمارة، تجد بصمات ذلك الرجل المؤسس، ووالد الجميع -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» واضحة في كل مكان، فلم تتوقف الشاحنات والرافعات وعملية البناء في أبوظبي وباقي إمارات الدولة منذ توليه الحكم فيها وإلى اليوم، وأينما تذهب في الإمارات وخارجها تجد من يترحم على ذلك القائد العظيم. وتحظى المرأة في أبوظبي والإمارات الأخرى بدعم كبير من القيادة العليا، وبفضل الدعم اللامحدود من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي «حفظها الله» أصبحت بنت الإمارات اليوم الوزيرة والسفيرة والقاضية ووكيل النيابة والنائب بالمجلس الوطني وتشغل نسبة 53? من القوة العاملة المواطنة في الحكومة. وأما مستقبل أبوظبي، فأي خوف من المستقبل في إمارة تملك أكبر الصناديق السيادية في العالم، وتحولت أنديتنا الرياضية بفضل الوفرة المالية والدعم الحكومي إلى شركات استثمار كبيرة، وما زالت إعلانات التوظيف تتصدر صفحاتها المحلية بالرغم من الأزمة المالية العالمية، كما تملك احتياطات ضخمة من النفط والغاز. يقول أحد خبراء النفط إن آخر نقطة نفط في العالم سوف تخرج من أرض أبوظبي. وأي خشية من المستقبل في إمارة يحكمها صاحب اليد الكريمة وذو النظرة الثاقبة وقائد مسيرتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ويشرف على إدارة شؤونها ومشاريعها المستقبلية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأشقاؤه. ويزدهر العمل الثقافي والفكري في أبوظبي، بوجود «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، الذي يعد معلماً من المعالم الثقافية في الشرق الأوسط بإقامته الندوات والمؤتمرات الدولية، وباستضافته لرؤساء ووزراء وخبراء عالميين بين الفينة والأخرى، وكذلك «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» التي جعلت من الإمارة منارة للثقافة في المنطقة. كما تنشط في الإمارة المهرجانات والفعاليات الدولية، كمهرجان الموسيقى الدولي ومهرجان أبوظبي للسينما وجائزة الشيخ زايد للكتاب وعروض الطيران السنوية وغيرها. أما المشاريع الثقافية المستقبلية، فقد أخذت الإمارة الخطوات العملية لإنشاء جزيرة السعديات الثقافية - أول جزيرة ثقافية على مستوى العالم - والتي ستضم متحف اللوفر ومتحف جوجينهام وجامعة نيويورك والمتحف البحري ومتحف الشيخ زايد وصروح علمية أخرى، فضلا عن احتضانها اليوم لجامعة السوربون، وعقدها لاتفاقيات الشراكة مع أهم المراكز الطبية والعلمية في أميركا وألمانيا وغيرها، لتبادل الخبرات وإدارة وإنشاء المستشفيات في الإمارة. وتوقيعها مؤخراً لاتفاقيات تعاون بمجال الطاقة النووية مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وأما على المستوى الدولي، فلا تجد بلدا محتاجا أو معوزا أو تعرض لكارثة طبيعية أو إنسانية، إسلاميا أو غيره إلا وامتدت إليه الأيادي البيضاء الظبيانية ومؤسساتها الإنسانية، حيث تزخر الإمارة بالصناديق الخيرية والمؤسسات الإنسانية كالهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ زايد للرعاية الإنسانية وشؤون القصر وصندوق خليفة الخيري وصندوق أبوظبي للتنمية، والتي لا تتوانى في بناء المدن السكنية والمستشفيات في الدول المحتاجة، وكفالة الأيتام. ونظرا لسياسة الانفتاح التي تنتهجها الإمارة بصفتها العاصمة، فلا يمر يوم من أيام الأسبوع إلا وهناك زيارة لرئيس دولة أو وفد أجنبي أو زيارات لوفود إماراتية للخارج. كما لوحظ ازدياد عدد الأفواج السياحية القادمة إلى الإمارة بصورة لافتة. وتزدان أبوظبي بالأماكن السياحية، فهناك كورنيش أبوظبي بجماله ومسطحاته الخضراء، والحدائق والمتنزهات الحديثة المنتشرة في الإمارة، ومسجد الشيخ زايد والذي افتتح للمصلين وللزوار من المسلمين وغيرهم، وجزيرة صير بني ياس، وجزيرة الفطيسي، وجبل حفيت، ومتاحف العين وغيرها. وأصبح النهوض بالقطاع السياحي في الإمارة والترويج له هدفا استراتيجيا لحكومة الامارة للسنوات المقبلة. نترك أبوظبي اليوم، على أمل العودة إليها بعد سنوات -إن كان في العمر بقية- ولنرى مدينة مصدر للطاقة المتجددة وجزيرة الريم وجزيرة ياس، حيث حلبة سباقات الفورمولا1، وناطحات السحاب التي تبنى وتشيّد في كل مكان من أرجاء الإمارة قد اكتملت، ولتتحول الصحراء القاحلة بفضل عزيمة ذلك الرجل الجواد، ونهج أبنائه الكرام، وسواعد رجالاتها ونسائها من المواطنين والمقيمين، قبلة للهاربين من الفقر، والباحثين عن الأمل والحياة، وواحة خضراء تدين بالفضل كل الفضل للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أقام بلدا طيبا مباركا. يعتاش منه الجميع. وليبقى التعاضد والتكاتف -الذي نادى به دائما حكيم الأمة «رحمه الله» والدفع بالمزيد من الكفاءات الوطنية المسؤولة وتمكينها، والاستعانة بالخبرات المخلصة للقيادة والأرض واستثمارها، ضمانة لمواصلة نجاحات الإمارة في السنوات القادمة. وإن كانت من كلمة أخيرة لصاحب هذا القلم، ولمن عاش بين المواطنين والمقيمين لسنوات، فإن أكبر دليل على احترام هذا البلد لحقوق الإنسان وحفظ كرامته، هو احتضان قيادته للملايين من المقيمين، وتوفير الحياة الملائمة لهم، من عمل ورعاية وتجارة وعلاج، وقبولهم من المجتمع المحلي - شعب الإمارات- بكل حب ومودة، مما يؤكد على ذلك التسامح والتنوع والتعايش والرحمة، والتي يمتاز بها مجتمع الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©