أزياء إماراتية نهارية ومسائية تغازل أناقة هوليوود وسحر أفريقيا

وسط أجواء تصدح بأنغام أوبرالية ساحرة بدأت قبل أيام «احتفالية أزياء دبي 2009 «، لتحتفي بنخبة من مصممين الأزياء العالميين، بحضور أكثر من 40 شخصية عالمية من المشاهير والعارضات وملكات الجمال، تجمعوا في مركز دبي التجاري العالمي، تحت أضواء الشاشات العملاقة التي حملت أرقاماً وأعداداً لا حصر لها من الحالات الإنسانية المجسدة الظلم والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة حول العالم. ويعد هذا الحدث من أضخم الفعاليات المتعلقة بالأزياء والجمال التي تقام في موسم الصيف في دبي و للسنة الثالثة على التوالي، وعلى الرغم من تغير أسماء المصممين في كل سنة، إلا أنَّه يحظى بكل الدعم والتنظيم من إدارة مهرجان دبي، مع زخم كبير لجمهور الحاضرين. وقد احتفلت منصة العرض في يومها الأول بسبعة عروض أزياء راقية، تنوعت بين أسماء مشاركة من آسيا وأميركا والإمارات، مفتتحة الحدث بعرض خاص لثلاثين قطعة متفاوتة المستوى ما بين البسيط والفخم لمجموعة مصممين مدرجين تحت اسم دار «سي فاشون غاليري» وبرئاسة المصممة اللبنانية هدى كرم، وقد احتوت التشكيلة على باقة متنوعة من الأفكار والتصميمات المختلفة وبألوان صيفية مبهجة ومرحة من الأقمشة المطبوعة والسادة، تراوحت ما بين الوردي الفوشيا، والليلك البنفسجي، والأزرق الفيروزي، مع الأخضر التركواز، والأحمر النبيذي والأسود الملكي، واختتمت بفستان أبيض نقي بتنورة واسعة مزينة بالخرز و الكريستال. كما قدمت خماسية مميزة للموضة لخمسة مصممين طرحوا خمسة تصميمات لكل منهم، حيث تميزت عروضهم بالحيوية وسرعة الإيقاع، وتألقت من بينهم الإماراتيتان زهرة كرمسجي ورابية زي المتخصصة في أزياء المحجبات، والتي عرضت قطعاً متنوعة ما بين النهارية العملية والمسائية التي تصلح للسهرات، معتمدة على فكرة مسج الخامات والأقمشة مع خلط الألوان، مع لمسات من التطريز بخيوط الفضة والذهب. أما زهرة والتي علا نجمها بعد أن خصتها النجمة العالمية «باريس هيلون» باهتمام خاص وارتدت عباءتها الخضراء أثناء مؤتمرها الصحفي في الأسبوع الماضي، فقد قدمت خمسة تصميمات جميلة، تراوحت مابين الفستان والعباءة والجلابية الأنيقة، ونفذتها بألوان جريئة ومثيرة، تتدرج من الأصفر الذهبي، والمشمشي الرطب، والزهري الناعم. بدورهما اتجه المصممان الهنديان المنطلقان من الإمارات تحديداً سانجيت أناند، وروهيت فيرما إلى الأسلوب التقليدي للملابس الهندية، من التنانير الضيقة المزخرفة بالكامل بالشك والتطريز، أو الصّدريات المشغولة أو الأخرى المخملية، إضافة إلى الساري الكلاسيكي، وبألوان متداخلة منها الفضي والأخضر، والأصفر الذهبي، والوردي مع البرتقالي، والأزرق الصارخ مع الإكسسوارات الفضية المميزة. وقد تمكن المصمم الهندي عنبر فيروز من إظهار خبرته وبصمته الواضحة في التصميم، مقدماً خمس أفكار بقصّات جديدة ومبتكرة، معتمداً فيها على القص بأسلوب «البياس» الصعب، ومحدثا تأثيراً خلاباً على القطعة، مع انسيابية عالية في الانسدال وأريحية كاملة في اللبس، جامعاً بذكاء ما بين الكحلي والأسود، وبين الأحمر والأسود، وبين البيج اللؤلؤي، أو الـ «شامبين» المنقط، إضافة إلى استخدامه للون الفوشيا الصارخ. فيما اتجهت المصممة شابانا آصف إلى الفكرة الرائجة لزم وتجميع وخرط الفساتين، وهو ما بدا على أول تصاميمها الفضي بقماش «الجرسيه»، إضافة إلى تقديمها فستانا شديد الرومانسية من حرير الشيفون الأحمر القاني، بحمالة مربوطة على الرقبة وذيل مميز، إضافة إلى تصاميم لم تتميز بالقدر المطلوب أناقة هوليوود ونكهة أفريقيا تميز اليوم الثاني من احتفالية دبي للأزياء بمزيج فريد من الموضــــــة الأفريقية الكلاسيكية مع عروض مهمــــة للأزياء العالمية، حيث افتتحت المصممة البريطانية الهندية الجذور نجيبة باندور الحفل بعرض رائع جسد لمسـات إبداعية من الذوق الإنكليزي الممزوج بســــحر الشرق، وطرحت مجمـــوعة تتميز بالبسـاطة في القصّات وأريحية في الملبس، وقد نفذتها بألوان الصيف المشرقة وأشكال مطبعّة من زهور الربيع المدهشة. فيما استعرضت المصممة أنام سهيل مجموعة ملوّنة أخرى من الأزياء الصيفية المفرحة، ومن دار «إم آند إيه» لفنون العباية، عرضت كل من الأختين الإماراتيتين أسماء ومدية الشيباني تشكيلتهما العصرية من العباءات الانيقة المطرزّة بخيوط من الفضة والذهب، تنوعت قصاتها بين موديل الفراشة والقصة الكلاسيكية المعروفة، فيما انفردت المصمّمة الواعدة المصرية الأصل مريم حيدري بباقة مبتكرة طرحتها للمرأة المستقلة الواثقة والعملية، وتحت عنوان جريء يمثل «تحدي قواعد الموضة للمرأة المتميزة». وقبل الختام عرضت المصممة ليدا أورايلي بطرازها المرن وأسلوبها المبسّط تشكيلتها المفعمة بالأنوثة، وتلاها المصمم «ماركو ماركوس» الذي عرف بشغفه اللامحدود في إعادة تشكيل ودمج الأقمشة والخامات، والذي أثرى منتجاته بشك الدقيق بالأحجار الشبه كريمة مع اللآلئ والكريستال سوارفسكي. كما شهد اليوم الثاني حضوراً مميزاً للمصممين الأفارقة الذين أصبحوا فاكهة العرض بلا منازع، حيث تمايلت العارضات برشاقة وهن يرفلن بأزياء نابضة بالحياة ومفعمة بحرارة الألوان وجمال الزخارف والنقوش المستوحاة من أدغال القارة السوداء