السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل المعارضة الكينية

9 ابريل 2017 22:37
بروز رئيس الوزراء الكيني السابق «رايلا أودينجا»، الذي خسر في ثلاثة انتخابات رئاسية سابقة، كمرشح مفضل للمعارضة، قد يقلص فرصه في الإطاحة بالرئيس الحالي أوهورو كينياتا، في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستعقد في 8 أغسطس القادم. وأودينجا (72 عاماً)، مدعوم من قبل معظم أعضاء اللجنة الفنية المعينة من طرف ما يعرف بـ«التحالف الوطني السوبر» لاختيار مرشح رئاسي. إلى ذلك نشرت صحيفة «ستاندارد» التي تصدر في العاصمة نيروبي، خبراً مفاده أن رفيق أودينجا على التذكرة الانتخابية، سيكون «كالونزو موسيوكا» وهو واحد من أربعة قادة كبار للتحالف المذكور الذي يسمى اختصاراً NASA. وتأكيد ترشيح أودينجا، يمكن أن يسفر عن ضربة مزدوجة للمعارضة في انتخابات 8 أغسطس، بحسب «ديسماس موكاوا» نائب رئيس مؤسسة «ترينتاري إنسايت»، وهي مؤسسة استشارية، مقرها نيروبي. فتأكيد هذا الترشيح، سيؤدي، بحسب «موكاوا» لتشجيع سكان المناطق الواقعة في وسط كينيا -التي يسودها شعور بالنفور تجاه سياسات أودينجا المناوئة للأنشطة التجارية- على الخروج والتصويت ضده. كما يمكن أيضاً أن يقود إلى خروج أعداد أقل من الناخبين في المناطق التي يتمتع فيها بدعم قوي، وذلك بسبب فشل محاولاته السابقة للفوز بالمنصب الرئاسي. وكان تحالف المعارضة المشار إليه، قد عُيّن في شهر يونيو الماضي لتحديد المرشحين. وبالإضافة إلى أودينجا، و«موسيوكا» النائب السابق للرئيس، فكر التحالف أيضاً في «موساليا مودافادي» الذي شغل منصب وزير المالية سابقاً، وكان هو صاحب فكرة خلق تحالف من أحزاب المعارضة تحت مظلة NASA. كما فكر كذلك في السيناتور «موزيس ويتانجولا»، وهو وزير خارجية سابق. وكان أودينجا قد خسر الانتخابات السابقة عام 2013 أمام كينياتا الذي فاز بنسبة 50,07 من الأصوات، كما خسر انتخابات 2008 أمام الرئيس الأسبق مواي كيباكي، وهي الانتخابات التي احتجت المعارضة على نتيجتها، واتهمت القائمين عليها بالتزوير لتأمين فوز «كيباكي»، وهو ما أدى في حينه لاندلاع أعمال عنف عرقية استمرت شهرين، وأسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 1100 شخص. كما حل أودينجا أيضاً ثالثاً في انتخابات 1997، التي فاز بها الرئيس الذي كان في السلطة في ذلك الحين، وهو دانييل آراب موي. وبدورها قالت ليزا براون المحللة في «راند ميرشانت بنك»، وهو عبارة عن وحدة من مؤسسة «فيرست راند ليمتد» التي تتخذ من جوهانسبيرج مقراً لها، في رسالة بالبريد الإلكتروني، رداً على أسئلة وجهت إليها بخصوص فرص الثنائي أودينجا- موسيوكا في الفوز بالانتخابات، ما يلي: «إذا ما نظرنا إلى أداء هذا الثنائي في الانتخابات السابقة، فإنني أعتقد أن التوصيات الفنية يجب أن تعد الأرضية لبعض النقاش، ولإعادة التفكير في استراتيجية NASA». واستطردت براون قائلة: «وإنْ تم اتباع التوصيات، فإن من المفترض أن تترتب على ذلك استراتيجية واضحة، بشأن الكيفية التي يخططون بها لمراقبة الانتخابات ومتطلبات الفوز فيها، وهي استراتيجية ستتعين مناقشتها واتباعها من قبل جميع الأحزاب العاملة تحت مظلة تحالف المعارضة». وقد أظهر استطلاع للرأي نشر الشهر الماضي من طرف مركز «إنفوتراك»، ومقره نيروبي، أن حزب كينياتا الحاكم «جوبيلي» يتمتع بدعم يصل إلى 40 في المئة مقارنة مع 32 في المئة لتحالف المعارضة، في حين قال 28 من المصوتين في الاستطلاع إنهم لم يحزموا أمرهم بعد في هذا الخصوص. وقالت براون إن «أي مزيج من المرشحين يستبعد أودينجا، سيجد نفسه، مع ذلك، مضطراً للاعتماد عليه بكثافة من أجل حشد أنصاره، أما إقصاؤه فربما يقود إلى المزيد من نفور الناخبين، في المقاطعات المهمة وامتناعهم عن الخروج للتصويت بدلاً من زيادة أعداد من يخرج للتصويت منهم». وقد استقر رأي اللجنة على أودينجا، بعد التوصل لاستنتاج مؤداه، أنه المرشح الأكثر احتمالاً لأن يجمع على الأقل 50 في المئة من أصوات الناخبين المحتملين في المناطق التي تعتبر من قلاع الحزب الحاكم القوية بحسب صحيفة «ستاندارد». كما أن الاحتمال الأكبر هو أن يتمكن من الحصول على ما نسبته 60 في المئة من الناخبين المحتملين، فيما يطلق عليه «المقاطعات المتذبذبة»، كما تقول الصحيفة. وبوجود موسيوكا كرفيق له على التذكرة الانتخابية فإن التحالف قد يحصل على ما يقدر بـ8,2 مليون صوت، مقابل عدد الأصوات التي يتوقع أن يحصل عليها حزب «جوبيلي» التي تقدر بـ7,9 مليون صوت. «وقد كان أودينجا دائماً هو المرشح المفضل لقيادة تحالف المعارضة في الانتخابات، ولكن البعض كان يدافع، على رغم ذلك، عن فكرة اختيار مرشح مفاجئ لزعزعة ثقة حزب «جوبيلي» الحاكم، وتعزيز فرص المعارضة» هذا ما قاله «جاريد جيفري» المحلل في مؤسسة «إن كي سي للاقتصادات الأفريقية»، في بيرل، بجنوب أفريقيا، وذلك أيضاً في رسالة بالبريد الإلكتروني. وأضاف المحلل في تلك الرسالة: «إن البعض ما زال لديهم مثل هذه الآمال، ويتكهنون بأن الأنباء الخاصة بتذكرة أودينجا- كالونزو في الانتخابات، ما هي إلا وسيلة لتحديد اتجاهات الريح السياسية، وقياس ردود الأفعال في المقاطعات الرئيسية في البلاد. * مدير مكتب بلومبيرج في شرق أفريقيا * صحفي في بلومبيرج نيوز، متخصص في شؤون شرق أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©