الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتنة «الخنازير» !

24 يونيو 2009 01:31
إخفاء الحقائق في العالم الغربي، كان يُعد جريمة كبرى في حق الشعوب، بل ذنب لا يغفره المواطن للحكومات، مهما طفت على سطح الإنجازات.. فهُناك مساحة من الثقة بين الطرفين، وهذه الثقة غير قابلة للمساومة أو الاهتزاز، حتى وإن تعرضت إلى زلزال بمقياس «سبعة ريختر»، وذلك لما يتمتع به هذا العالم من حرية وديمقراطية. وكثيرا ما تشدقنا، كعالم ثالث، بـ «الاحترام» الذي يتوافر في شوارع الغرب، ويشح في شوارعنا وأزقتنا، لدرجة أن مواطن العالم الثالث يحلم به ليل نهار على رصيف آدم، ولا يجده وكأنه فُقد في ظروف «واضحة».. ولكن، ومع انتشار فيروس (إتش1 إن1)، والمعروف بانفلونزا الخنازير، لوحظ أن الإعلام الغربي يُقلل من الكارثة، ويركن إلى السطحية في تناوله، وكأن هذا الوباء لا يمثل أي خطر على البشر، فهل أصيب الإعلام الغربي بـ «برود خبري»..؟ أم تعرض هو الآخر لانفلونزا الكذب بعد عشرات السنين من المصداقية والسير على الطريق المستقيم؟ الواقع يؤكد أن الكارثة أكبر مما نتخيل، والدليل أن معظم الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير، والتي تم اكتشافها في عالمنا العربي، كانت قادمة من بلاد الغرب، خاصة أميركا وكندا، وهذا ما اتضح جلياً في مصر، والسعودية، ولبنان، والمغرب، وغيرها.. فهل هذا يعني أن الكارثة في الغرب أكبر مما نتصور..؟ وهل قررت دول الغرب فجأة خداع شعوبها ، أم تعرض الإعلام الغربي لضغوط ما، فاضطر إلى إخفاء بعضاً من الحقيقة منعاً لإثارة الفتنة بين الخنزير والإنسان..؟ أم أن هناك سوء حظ يطاردنا كعالم ثالث، لنكتشف أن 90% من زوار الغرب الذين يخطئون طريقهم ويقصدوننا من حاملي الفيروس «الخنزيري»..؟! أما شعوب العالم الثالث، فنادراً ما تشعر بشفافية التعامل مع حكوماتها، إلا وقت الكوارث، وهذه ليست شجاعة من الحكومات بقدر ما هي محاولة للهروب من المسؤولية، وعدم تحمل وصمات قد يسطرها التاريخ بحبر العار والخذلان. كل هذا يدعونا للتساؤل عن الضباب الذي يغلف حقيقة هذا المرض في الغرب.. وتراجع الشفافية في التعامل مع الإنسان، الذي يواجه كارثة «إبادية»، فهل هناك مشكلة حقيقية يمر بها إعلام الغرب حتى ينتصر للخنازير؟! عموماً لابد أن نعترف بخطورة المرض، بعد أن وضعته منظمة الصحة العالمية على قائمة «الوباء»، الأمر الذي أثار رعب الإنسان على وجه البسيطة، ودفعه للشك في نفسه إذا تجرأ و»عطس».. سلطان الحجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©