تجار الذهب يتوقعون تجاوز فترة الركود ونمو المبيعات 25%

توقع تجار في سوق الذهب في دبي ارتفاع حركة المبيعات خلال موسم الصيف الحالي بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، نتيجة لزيادة الطلب المتوقع خلال تلك الفترة التي ترتفع فيها معدلات الأفراح والهدايا، وتراجع أسعار المعدن في الأسواق العالمية واستقرارها تحت مستوى 900 دولار من جهة أخرى· وكشف عدد من التجار عن تفاؤلهم بتجاوز فترة الركود التي اعترت سوق الذهب خلال الربع الأول من العام الحالي بسبب الارتفاع التاريخي في الأسعار التي قفزت إلى 1007 دولارات للاونصة في منتصف مارس الماضي، الأمر الذي أدى إلى عزوف المستهلكين عن الشراء· وألمح التجار إلى ان الفترة المقبلة ستشهد عروضا ترويجية تقدمها محلات الذهب بالتنسيق مع مجموعة دبي للذهب والمجوهرات وتتزامن مع بدء فعاليات مفاجآت صيف دبي لجذب العملاء· وارتفعت مبيعات حلي الذهب في دبي 12% في الحجم خلال شهر ابريل الماضي و5% في الربع الأول من العام، فيما زادت القيمة بنسبة 23% بعد ان تعود المستهلكون على الأسعار المرتفعة الحالية· ويقول توحيد عبد الله المدير العام لمجموعة دبي للذهب والمجوهرات إن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالمياً خلال الربع الأول من العام 2008 ونهاية عام ،2007 أثر بشكل سلبي على كمية الذهب المباعة، بينما لم تؤثر على القيمة الإجمالية للمبيعات· وأكد أن التراجع في الطلب على شراء الذهب في الربع كان بارزاً من قبل المستهلك المحلي الذي اعتاد شراء الذهب لاقتنائه كادخار والذي يحرص بدوره على شراء المجوهرات ذات المصنعيات الرخيصة، فيما لم يؤثر هذا الارتفاع على المستهلك الذي يشترى الذهب كوسيلة للزينة، لافتا إلى أن الإقبال من السياح على شراء الذهب كان ملحوظا وخاصة من السياح الأوروبين والآسيويين وذلك نتيجة لانخفاض قيمة الدرهم التى ساهمت في تنشيط الحركة التجارية والسياحية في دبي· وبحسب مجلس الذهب العالمي فقد زاد الطلب على الذهب في الإمارات خلال العام الماضي بنسبة 8% إلى 99,8 طن لكنه تراجع بـ8,1% إلى 19,3 طن خلال الربع الأخير من العام· وأشار المجلس إلى ارتفاع قيمة مبيعات الذهب في الإمارات ومنها دبي بنسبة 23,8% إلى 2,6 مليار دولار العام الماضي، ولكن قيمة المبيعات في الربع الرابع سجلت 516 مليون دولار بزيادة نسبتها 6% مقابل ما كانت عليه في الفترة نفسها من العام ·2006 وقال تمجيد عبد الله نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة داماس ان:'' أسواق الذهب في الدولة بشكل عام وسوق دبي بشكل خاص لم تعد تعتمد على مواسم محددة، فيما يخص عمليات البيع حيث باتت سوقا ممتدا على مدار العام، لهذا فإنه يتوقع ان تحافظ الأسواق على معدلات النمو في المبيعات التى سجلتها خلال الربع الاول من السنة والتي تجاوزت نسبة 23%، بالرغم من ارتفاع الأسعار العالمية إلى 1007 دولارات· وتوقع ان ترتفع المبيعات خلال الربع الثاني من العام بنسبة أعلى من التي سجلتها خلال الربع الأول وان تزيد على 30% بسبب التراجع الحاصل في الأسواق العالمية إلى ما دون 900 دولار للاونصة· وعزا عبد الله هذا التفاؤل إلى تزايد الحركة السياحية الوافدة إلى الدولة، وخاصة من السياح الأوروبيين نتيجة ضعف قيمة الدرهم وحرصهم على شراء الذهب بأسعار منخفضة عند مقارنتها بالأسعار في الأسواق الأوروبية المقومة باليورو القوي· ومن جهته، توقع فيروز ميرشانت رئيس شركة بيور جولد زيادة الطلب على الذهب والمجوهرات في السوق المحلي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة نتيجة استقرار الأسعار عند مستوى أقل من 900 دولار للأونصة، معتبرا ان المستهلكين يرون في هذا السعر فرصة افضل للشراء خاصة وأن المؤشرات تشير إلى عودة الأسعار إلى مستويات تتجاوز حاجز 1250 دولارا للاونصة بنهاية السنة· وتوقع ميرشانت ان تزيد معدلات البيع خلال الصيف بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% مقارنة مع موسم الصيف الماضي· وأوضح ميرشانت أن ارتفاع أسعار الذهب خلال الاشهر الماضية لم يوقف الطلب عليه كأداة استثمارية آمنة وسهلة التسييل عند الحاجة، مرجعا هذا الارتفاع لعدة عوامل منها الزيادة الكبيرة في السيولة المالية في العالم، وتوجه المستثمرين وصناديق الاستثمار إلى زيادة حصصهم الاستثمارية في المعدن الأصفر والمعادن الثمينة الأخرى والارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام والتضخم الحاصل· ولفت إلى ان العملاء في الإمارات اعتادوا على التعامل مع تقلبات الاسعار، وإنهم قد يتوقفون عن الشراء ليوم أو يومين بعد ارتفاع الأسعار، غير أنهم يعاودون الشراء مجدداً لثقتهم في أن الأسعار ستظل في ارتفاع وأن الذهب هو من السلع التي يمكن الاطمئنان للاستثمار فيها في كل الأوقات· وتوقع ان تستقر أسعار الذهب في الفترة المقبلة قبل أن تطرأ عليها زيادة رئيسية أخرى ليست ببعيدة وذلك في انعكاس للمزيد من التضخم الذي سيطرأ على عدد من الاقتصاديات الكبرى في العالم· وقال ميرشانت:'' ان انخفاض الأسعار يجتذب المشترين وبخاصة بعد ان تخطى الذهب الألف دولار للاونصة من قبل، ولكــن هــــذا التقلـــب عامـــل مهم ولا ســـيما حينما تنخفض الأسعار بهذا القدر في بضعة أسابيع لتهبط من 1007 دولارات في منتصـــف مـارس إلى 887 دولارا، الأمر الذي يجعل البعض يرى أنها قد تنخفض أكثر من ذلك·'' وشهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية قفزات قياسية خلال العام 2007 والربع الاول من العام ،2008 حيث حققت مكاسب ''ضخمة'' زادت عن 368 دولارا للأونصة الواحدة، بعد أن ارتفعت من 639 دولارا للأونصة في مطلع العام 2007 ، لتصل إلى 1007دولارات خلال مارس من العام ·2008