ترك الرئيسان الأميركي والصيني الباب “موارباً” بشأن سعر صرف اليوان، فيما يعتقد المحللون أن واشنطن خففت الضغط على بكين بشأن القضايا الاقتصادية بحثاً عن دعمها لسياسة تشديد العقوبات على إيران.
وأكد الرئيس الصيني هو جين تاو نظيره الأميركي باراك أوباما أن الصين سترسم المسار الذي ستتخذه لإصلاح اليوان، في تأكيد لوجهة النظر القائلة بأن بكين لن تتخذ خطوات كبيرة لرفع سعر عملته، فيما جدد أوباما الطلب من نظيره الصيني أن يكون سعر صرف العملة الصينية (اليوان) “اكثر ملاءمة للسوق”، بحسب ما أعلن البيت الابيض بعد لقاء عقده الرئيسان.
واختار الرئيسان، خلال اجتماعهما أمس الأول للمرة الأولى منذ هددت التوترات الصينية الأميركية بشأن اليوان بنشوب نزاع تجاري خطير بين الدولتين، كلماتهما بعناية وتركا الباب مفتوحاً من وجهة نظر المستثمرين كي تستأنف بكين رفع سعر عملتها خلال الأسابيع المقبلة.
وصرح جيف بادر مستشار الرئاسة الاميركية للشؤون الصينية للصحافيين بأن أوباما “كرر القول إنه من المهم أن تتجه الصين نحو سعر للصرف اكثر ملاءمة للسوق (لتامين) نهوض (اقتصادي) دولي مدعوم ومتوازن”. وتعتبر واشنطن ان تراجع سعر صرف اليوان مقابل الدولار يصب في مصلحة الصادرات الصينية في شكل غير عادل. في المقابل، لم يتطرق المتحدث باسم الوفد الرئاسي الصيني ما زاتشو أمام الصحافيين إلى موضوع سعر صرف العملة الصينية، مكتفياً بالقول إن على الجانبين “ان يعالجا الخلافات الاقتصادية والتجارية عبر التشاور على قدم المساواة”. وقال بادر إن اوباما دعا نظيره الصيني أيضاً إلى إزالة “الحواجز” التي تعوق دخول المصدرين الأميركيين للسوق الصينية. وقال هو جين تاو إن الصين لن تتأثر بالضغوط الخارجية وستعتمد بدلاً من ذلك في أي قرار بشأن اليوان على احتياجاتها الاقتصادية. لكنه أوضح أيضاً أن بكين ملتزمة بالتغيير. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن الرئيس الصيني قوله لأوباما خلال اجتماعهما على هامش قمة للأمن النووي في واشنطن “ستلتزم الصين التزاماً صارماً بمسار لاصلاح آلية تحديد سعر صرف اليوان”. وأضاف “أثناء القيام بالإصلاحات سنراعي بكل دقة التطورات والتغيرات الاقتصادية العالمية إلى جانب أوضاع الصين الاقتصادية”.
وتراجع اليوان قليلاً في أسواق المعاملات الآجلة الأجنبية بسبب تصريحات هو جين تاو، كما تراجعت العملات الآسيوية التي ارتفعت في الاسابيع الماضية بفضل توقعات برفع قيمة العملة الصينية. لكن المستثمرين مازالوا يستعدون لاستئناف تدريجي لعملية رفع قيمة اليوان. وثبتت بكين سعر صرف اليوان مقابل الدولار منذ منتصف 2008 للمساعدة في حماية اقتصادها من الأزمة العالمية، لكن قوة انتعاش الاقتصاد الصيني جلبت انتقادات على تلك السياسة وغذت توقعات السوق بأن الصين على وشك استئناف رفع سعر اليوان. ومن الملاحظ أن تصريحات الرئيس الصيني التي نقلتها وكالة الأنباء لم تتضمن تعليقاً كثيراً ما كرره الزعماء الصينيون، وهو أن استقرار اليوان مفيد للاقتصاد العالمي.
عدد اليوم
