الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال وزير الأقليات في الحكومة الباكستانية

اغتيال وزير الأقليات في الحكومة الباكستانية
3 مارس 2011 00:51
إسلام آباد (ا ف ب) - اغتال مسلحون وزير الأقليات الدينية في باكستان المسيحي شهباز بهاتي بالرصاص في وضح النهار أمس ليكون ثاني مسؤول يقتل على خلفية المطالبة بتعديل قانون ينزل عقوبة الإعدام بحق من يدان بالإساءة للإسلام. وأعلنت الشرطة أن المعتدين أطلقوا 25 رصاصة على الأقل على سيارة الوزير بهاتي إثر خروجه من منزل والدته في منطقة سكنية في إسلام آباد. وكان بهاتي أقر بعد اغتيال حاكم إقليم البنجاب قبل شهرين أنه أصبح “الهدف الأبرز الآن” لكنه تعهد بمواصلة العمل قائلا إنه يسلم أمره لله. وقال قائد شرطة المدينة وجيد دوراني للصحفيين إن “ثلاثة أو أربعة مسلحين يستقلون سيارة سوزوكي بيضاء اعترضوا سيارته الرسمية” مضيفا أن “المهاجمين أطلقوا رشقات من الرصاص عليه وتوفي”. وكان بهاتي (42 عاما) ميتا عند وصوله إلى مستشفى الشفاء في إسلام آباد كما أكد الطبيب عظمة الله قريشي مشيرا إلى أنه أصيب بثماني رصاصات على الأقل. وشدد دوراني على أن الوزير كان محاطا بإجراءات أمنية جيدة لكنه لم يكن برفقة حراسه الشخصيين حين حصل الهجوم صباحا. وتابع قائد الشرطة إن الوزير كان “يقوم غالبا بزيارة منزل والدته بدون مرافقة” مضيفا أنه أوعز للشرطي المرافق له بالتوجه إلى المكتب. وقام رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بزيارة المستشفى وقدم تعازيه لعائلة بهاتي. وقال إن “مثل هذه الأعمال لن تردع تصميم الحكومة على محاربة الإرهاب والتطرف” متعهدا بمعاقبة القتلة. وكان بهاتي الذي ينتمي إلى الأقلية المسيحية في البلاد، من أشد معارضي القانون المثير للجدل الذي يجرم الإساءة للإسلام, مع حاكم إقليم البنجاب سلمان تيسير الذي قتل في يناير. وكان تيسير العضو البارز في حزب الشعب الباكستاني الحاكم اغتيل في 4 يناير برصاص شرطي من حراسه الشخصيين أمام مقهى في إسلام آباد. وأثار اغتياله، الذي اعتبر أبرز اغتيال سياسي في باكستان منذ مقتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في ديسمبر 2007 ، إدانات من الولايات المتحدة وأوروبا. وأصبح الشرطي الذي اغتاله لأنه كان يدافع عن مسيحية حكم عليها بالإعدام بعدما اتهمها قرويون بإهانة الرسول الكريم ولأنه كان يؤيد تعديل القانون، “بطلا” في نظر قسم كبير من شعب باكستان. وبعد اغتيال تيسير قال بهاتي “أنا لا أتحدث عن اجراءات أمنية خاصة، يجب أن نقف في مواجهة قوى الإرهاب هذه لأنها تثير الرعب في البلاد” مضيفا “لا يمكنني أن اثق بالإجراءات الأمنية ، أنا أؤمن أن الحماية تأتي من الله، وبالتالي فإن الحراس الشخصيين لا يمكنهم الإنقاذ”. وندد الفاتيكان باغتيال بهاتي معتبرا أنه “عمل عنف لا يوصف”. وقال الأب فيديريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان “هذا الاغتيال هو عمل عنف جديد ينطوي على فداحة رهيبة” و”يظهر كم هي مبررة كلمات البابا الملحة بخصوص العنف ضد المسيحيين والحرية الدينية بشكل عام”. وفي روما، نددت الحكومة الايطالية أمس بـ”شدة” باغتيال الوزير الباكستاني معتبرة انه “اعتداء همجي” كما جاء في بيان صادر عن وزير الخارجية فرانكو فراتيني. من جهته حث روان وليامز رئيس أساقفة كانتربري (الكنيسة الانجليكانية) الحكومة الباكستانية على بذل المزيد من الجهود لحماية أقلياتها معبرا عن “صدمته وحزنه” لهذا الإغتيال. ويأتي اغتيال الوزير المسيحي في خضم السجال الذي يشهده هذا البلد المسلم حول مشروع لتعديل قانون ينزل عقوبة الإعدام بالمدانين بالإساءة للإسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©