دراما الخليج 2016..علاقات أسرية وتراث وإرهاب

تامر عبد الحميد (أبوظبي) قبل احتدام المنافسة الأشهر في عالم الدراما وهي «الماراثون الرمضاني» المقبل، بدأ أغلب المنتجين والمخرجين والممثلين الكشف عن تفاصيل مضمون ومحتوى أعمالهم الفنية التي من المقرر أن تعرض في شهر رمضان المقبل، الأمر الذي يتخذه العديد منهم من أجل الترويج لأعمالهم وأدوارهم وكسب قاعدة جماهيرية حتى قبل عرضها لتحقيق نسب مشاهدة عالية في رمضان. وفي الفترة الأخيرة، ومع إعلان بعض القنوات لأعمالها الدرامية لهذا العام، تبين أن المسلسلات الخليجية ستكون منافسة وبقوة للأعمال العربية الأخرى، نظراً لتنوعها في القصص والحكايات، واشتراك أبرز نجوم الشاشة الفضية في بطولتها، إلى جانب الإنتاج الضخم والمميز الذي سيجعل منها علامة فارقة في السباق الرمضاني. ومن أبرز ما يميز الدراما الخليجية في هذا العام، أنها تعرض مجموعة من القضايا الاجتماعية وتناولها للعلاقات الأسرية وترويجها للموروث الشعبي وكشفها لبعض جوانب التنظيمات الإرهابية وأهدافها الخبيثة للنيل من الوطن، حيث قال الممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي إن الأعمال الدرامية الخليجية والإماراتية ستكون لها الحصة الأكبر من الاهتمام والمتابعة نظراً لما تحتويه من قصص مختلفة وما تعرضه من قضايا تهم المجتمع وتلامس هموم الناس. وأشار إلى أن مسلسله الجديد «غمز البارود» الذي تشاركه في بطولته الفنانة سميرة أحمد، يسلط الضوء حول شخصيات تفتقر للحب، ولديها الكراهية للآخر، ورغبة في الانتقام، ما يظهر كصراع يحتدم فيه النفوس ويمضي الزمن ويلامس هذا الصراع حياة الأبناء الذين يكتشفون العديد من الأسرار حول الآباء، وهو قصة خليفة بو شهاب وإخراج مصطفى رشيد. دار الزين ووسط صحراء رأس الخيمة حيث القرى التراثية والمدارس والمتاحف القديمة يقدم المسلسل الجديد «دار الزين» التراث الإماراتي بشكل كوميدي اجتماعي في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث لفت المؤلف جمال سالم إلى أن «دار الزين» ليس عملاً للكوميديا فقط، إنما يعرض العديد من المشكلات المجتمعية القديمة بطريقة كوميدية، وذلك من خلال شخصية «نشبة» التي يلعب دورها الفنان عبد الله زيد الذي يعيش في مدينة الفجيرة ويعاني مشكلة العزوبية بعد وفاة كل امرأة يتزوجها، ما يدفعه ليعزم على الزواج بأربع نساء ليثبت أنه شخص طبيعي وليس منحوساً كما يعتقد أهل ديرته، ولكنه لم يتمكن من أن يجد امرأة تقبل به في ظل هذه الظروف، وهو من إخراج عارف الطويل. ساعة الصفر اقتباساً من رواية «أسرار بنت أبوها».. ترى الإماراتية نهلة الفهد التي تولت إخراج المسلسل الجديد «ساعة الصفر»، الذي تلعب بطولته بثينة الرئيسي وآلاء شاكر وإبراهيم الحربي، أنه يعالج في إطار اجتماعي، قضية أسرية، تؤكد الحاجة إلى تفهم الآباء للأبناء، ومشاركتهم أحلامهم وأفكارهم، بدلاً من أن يضطر لبعض الأبناء من هجرة عائلتهم، والوصول إلى درجة التحدي والصراع فيما بينهم. وأوضح محمد القفاص مخرج «ساق البامبو» الذي تلعب بطولته الفنانة سعاد عبد الله، أن المسلسل من أبرز الأعمال الدرامية لهذا العام، خصوصاً أنه رواية عربية مشهورة فائزة بجائزة البوكر لعام 2013، للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، لافتاً إلى أنه أحداثه تدور حول قضية قريبة من الواقع، عن شاب والدته فلبينية، ولد لدى عائلة كويتية لديها ابن وحيد تزوج سراً من الخادمة لديهم، ومع انكشاف أمرهم أصرت العائلة على تفريق الثنائي، لينتقل الطفل «عيسى» مع والدته للعيش في الفلبين في أوضاع مزرية وينتظر العودة إلى أحضان والده الكويتي الذي توفي خلال حرب الخليج بين الكويت والعراق، ومع السنوات عاد «عيسى» إلى الكويت التي عاش فيها كالخادم في منزل جدته، لينكشف أمره في المجتمع فيتعرّض للطرد من البلاد التي لم يشعر يوماً أنه ينتمي إليها. اليوم الأسود وأكدت شجون الهاجري أنها ستعود في رمضان هذا العام بمسلسل «اليوم الأسود»، الذي يعرض العديد من القضايا المجتمعية الواقعية الحالية، وتربط أحداثه بعلاقة الإنسان بواقعه اليومي، مشيرة إلى أن العمل يسلط الضوء أيضاً على ما وفرته مواقع التواصل الاجتماعي من تغيرات من ناحية الصداقات العشوائية التي تقام على مثل هذه المواقع وتداعياتها والتوعية من سلبياتها، وهو من تأليف فهد العليوة وإخراج محمد دحام. «مكان في القلب» بعد غياب عن الشاشة ودراما رمضان، يعود الفنان الإماراتي جابر نغموش من خلال مسلسل «مكان في القلب»، الذي يتناول حقبتي الثمانينيات والتسعينيات بكل ما تحملانه من تغيرات فكرية وثقافية، طارحاً هموم الواقع والمجتمع المحلي بلمسة رومانسية كوميدية، تبعث الأمل في النفوس، وترسم البسمة على شفاه المشاهدين، فالعمل يجمع الجانبين الرومانسي والكوميدي، ويطرح مجموعة قضايا، راصداً مرحلة مهمة من تاريخ الدولة، تظهر من خلالها بساطة الإنسان الإماراتي الذي يحب بلده ويتمسك بها بروحه. عودة التراث «بائعة النخي» الذي تلعب بطولته الفنانة القديرة حياة الفهد، فهو عودة للتراث الكويتي الذي يقدم حقائق تاريخية إنسانية كان يعيشها المجتمع الكويتي، حول سيدة تنتمي إلى عائلة ثرية، لكن تنقلب حياتها رأساً على عقب بشكلٍ مفاجئ، وتبدأ بمواجهة مشاكل الإفلاس، وتتدهور بها الحال، حتى تتحول إلى بائعة للنخي لتأمين لقمة لعيشها. «خيانة وطن» من عوالم رواية «ريتاج» التي أبدعها الكاتب حمد الحمادي، وتم اقتباس الخط الرئيس منها ليكون اسم العمل «خيانة وطن»، الذي تولى تأليفه إسماعيل عبد الله، كشف بعض أبطال المسلسل الإماراتي عن أحداث العمل الذي يسلط الضوء على قضايا مجتمعية عدة، منها الإرهاب، حيث نشرت بطلته هيفاء حسين عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أن «خيانة وطن» المسلسل الوطني الأول في تاريخ الدراما الخليجية والإماراتية تحديداً، حيث يعرض قصصاً عن الحب والأمن والتنظيم.