«ياما أرق النسيم».. غنتهــا ليلى مــراد فـي «يحيـا الحـب»

سعيد ياسين (القاهرة) «ياما أرق النسيم، لما يداعب خيالي، خلاني وحدي أغيب، واسبح في وادي الأماني، الجو رايق وصافي، والبحر موجه يوافي، طلب به الحنين للبر، والبر عنه بعيد، فضل يزين في البحر، والشوق في قلبه يزيد».. مقدمة واحدة من الأغنيات الطربية الجميلة التي غنتها ليلى مراد من مقام البياتي، وشدت بها في أول أفلامها «يحيا الحب» أمام محمد عبد الوهاب، وبشارة واكيم، وزوزو ماضي، وعبد الوارث عسر، وإخراج محمد كريم عام 1938. وكتب كلمات الأغنية الشاعر أحمد رامي ولحنها محمد عبد الوهاب الذي لحن لها أيضاً في «يحيا الحب» أغنية «يا قلبي مالك»، إلى جانب أغنيات كثيرة عبر مشوارها الفني ومنذ اكتشفها وهي طفلة صغيرة، ومنها «حيران في دنيا الخيال»، إضافة إلى أغاني فيلمي «عنبر»، و«غزل البنات». وكانت ليلى مراد قد تحدثت عن الأغنية مع المؤرخ وجيه ندى، وقالت: إنها في فيلم «يحيا الحب» 1938، كان هناك لحن صعب ستؤديه في أحداث الفيلم هو «ياما أرق النسيم»، وأنها كانت صغيرة وقتها ولا تفهم الألحان، فحفظت اللحن وذهبت لتصويره، وكان الموسيقار عبد الوهاب في أوروبا وقت تصوير الأغنية، وأثناء تصويرها اللحن أوقف المخرج محمد كريم التصوير. استكمال الفيلم وقال إنه لن يستطيع استكمال الفيلم إلا بعد عودة عبد الوهاب، فغضبت من هذا الموقف، وعادت إلى البيت حزينة، وأضافت: عبد الوهاب فور عودته اتصل بوالدي المطرب زكي مراد، وقال له إنني أخطأت لأنني أؤدي اللحن بصوت فيه حزن، ودعاه لاصطحابي إليه لسماع اللحن مرة أخرى، وكان عندي الشجاعة أن أقول للموسيقار إن اللحن نفسه حزين، وطبعاً تعجب أبي من أن ابنته الصغيرة تعاند الأستاذ الكبير، فغنيت اللحن وقلت له أشعر بأنني أقول هذه الجمل بحزن لأن اللحن نفسه حزين، وكان الأستاذ عبد الوهاب يمسك بالعود فتركه وسلم علينا وذهب لأحد لقاءاته وعدنا لمنزلنا، وفي اليوم التالي عاد الأستاذ باللحن نفسه على نغمة أخرى، ولهذا فإنه غير حبي وحب عائلتي له، فأنا أحمل له هذه الواقعة، وهذا ما جعله باستمرار خير معين ألجأ إليه باستمرار في كل أموري، لأنني أستريح له أخلاقياً وفنياً كأب روحي لي. وجذبت «ياما أرق النسيم» طوال العقود الماضية العديد من المطربين المصريين والعرب، حيث شدا بها سواء في حفلات خاصة أو عامة أو مهرجانات موسيقية عربية، كل من كريمة الصقلي ومروى فجاري وأيوب عمامو وسمية بعلبكي.