معركة جزائرية أميركية

أشارت أحدث الدراسات التي ترصد القيمة المالية للاعبي المنتخبات المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا والتي أصدرتها مؤسسة “فوتبول فاينانس” البرتغالية المتخصصة في اقتصاديات كرة القدم إلى أن القيمة المالية الإجمالية لجميع المنتخبات المونديالية البالغ عددها 32 منتخباً تبلغ 5 مليارات يورو “بالتمام والكمال”، وهو ما يؤكد أن كرة القدم أصبحت صناعة من العيار الثقيل، ولم يعد هذا المصطلح يقال على سبيل التندر وتأكيد تمرد الساحرة على الإطار الترفيهي البسيط، ودخولها في عالم الصناعات الأكثر جلباً للأموال للأطراف المتداخلة بها كافة. فالمليارات الخمسة لا علاقة بها بالمليارات التي سوف تجنيها جنوب أفريقيا في صورة عوائد مباشرة وغير مباشرة من استضافة المونديال. ومثل هذه الأرقام تفرض علينا التساؤل التالي.. هل هناك توافق بين المستوى الفني وهذه الملايين والمليارات التي تشير الدراسات الاقتصادية إلى تداولها في ميادين الساحرة المستديرة ؟ الإجابة تؤكد وبشكل قاطع أن التوافق يكاد يكون تاماً، حيث تبلغ القيمة المالية للمنتخب الإسباني المشارك في مونديال 2010 ما يقرب من 565 مليون يورو، وهو في صدارة المنتخبات من حيث القيمة المالية، فهل نختلف أنه في صدارة المنتخبات المرشحة للظفر باللقب المونديالي؟. وهل يمكننا أن نتجادل كثيراً في تصنيفه كمصدر أصيل للمتعة الكروية الحقيقية خلال الأعوام الأخيرة ؟ كما أن قيمة المنتخب البرازيلي تصل إلى 515 مليون يورو، وهو ما يعكس القيمة الفنية لنجوم السامبا أيضاً، وأشارت الدراسة إلى أن القيمة المالية لمنتخبات فرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا والأرجنتين، وألمانيا تدور حول رقم الـ400 مليون يورو، وهي في قائمة المنتخبات المرشحة من الناحية الفنية للذهاب بعيداً في المونديال، وفي المقابل لا تتجاوز القيمة المالية لمنتخبي كوريا الشمالية ونيوزيلندا 15 مليون يورو لكل منهما، وهو ما يترجم بدقة قيمتهما الفنية. ومن الأرقام الأخرى التي تهمنا في هذه الدراسة أن القيمة المالية لممثل العرب الوحيد في المونديال وهو المنتخب الجزائري تصل إلى 55 مليون يورو، وهو رقم لا بأس به وإذا كان مقياساً للمستوى الفني فإن الجزائر سوف تواجه معركة حقيقية لتتأهل إلى الدور الثاني في المونديال لأنها تحتل المركز الثاني في مجموعتها من حيث المقابل المالي متساوية مع الولايات المتحدة (55 مليون يورو لكل منهما) فيما تتربع إنجلترا على قمة المجموعة (440 مليون يورو)، وسلوفينيا في القاع (45 مليون يورو) كلمة الحسم يظل لكرة القدم سحرها وإثارتها، وقدرتها على التمرد على أي فرضيات نظرية، فالملايين التي تكبدها الريال لم تفلح في هز شباك البارسا، ولكن ما لا يعلمه البعض أن الفريق الكتالوني يحتل المركز الثالث في قائمة الأندية الأكثر إنفاقاً للأموال للتعاقد مع اللاعبين خلال الموسم الحالي.. إنه المال ثم المال، ومن ثم فإن لقب المونديال لن يبتسم سوى للبرازيليين أو الإسبان. egyman73@gmail.com