الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحالف من أجل السلام

24 يونيو 2009 02:07
ناقشنا في «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين» ولسنوات عديدة أن أنصار «حل الدولتين» للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يحتاجون لتشكيل تحالف وطني حقيقي عامل في الولايات المتحدة لدعم هذا الهدف. لقد وضع أوباما الكثير من مصداقيته ورأسماله السياسيين عرضة للمخاطرة سعياً للوصول إلى حل متفاوض عليه، وقام بشكل حاسم ومثابِر بصياغة ما يتوجب على جميع الأطراف أن تفعله لبناء قوة تعمل باتجاه هذا الهدف. ولكن حتى يتسنى إعطاء هذه الفرصة التاريخية حقها، تحتاج هاتان الجاليتان لأن تفعلا كل ما في استطاعتهما للعمل باتجاه هذا الهدف المشترك. تاريخياً، رأى معظم الأميركيين اليهود والعرب بعضهم بعضاً، وبشكل واسع من خلال عدسة مشوهة ذات منظور (خاسر ورابح) فقط. وإذا كان ذلك صحيحاً في يوم من الأيام، فهو بالتأكيد ليس كذلك الآن. قد يبدو الأمر غير بديهي، ولكن لدى الإسرائيليين والفلسطينيين الحاجة نفسها: اتفاقية سلام قابلة للتطبيق ترتكز على دولتين. لقد صرح أوباما بوضوح أنه يتوجب على الفلسطينيين تحسين إجراءاتهم الأمنية ومحاربة التحريض، وأن على إسرائيل إنهاء الاستيطان، وأن الدول العربية تحتاج لأن تشارك بصورة أعمق في العملية السلمية. هناك حاجة لالتزام حقيقي بهذه المبادئ على كافة النواحي. قد يكرر أنصار إسرائيل ما هو مطلوب من الفلسطينيين والدول العربية، ولكنهم لا يستطيعون البقاء صامتين حيال التزامات إسرائيل. قد يصر أنصار فلسطين على أن تحقق إسرائيل التزاماتها ضمن «خريطة الطريق»، ولكنهم لا يستطيعون تجاهل المسؤوليات الفلسطينية المماثلة. لا يستطيع الأميركيون اليهود والعرب أن يسمحوا لخلافاتهم الماضية وتنافسهم التاريخي أن يعيق ما أصبح بوضوح ضرورة مشتركة، يجب التخلص من الإجحافات القديمة والمنظور الخاطئ إذا أردنا لعب الدور المطلوب منا. لقد ترك تاريخ العداء والتغريب بين الأميركيين العرب واليهود ندوباً عميقة ولكن يجب تركها للماضي والانتقال إلى ما بعدها. يستطيع الصادقون في كل من الجاليتين أن يثبتوا نواياهم البنّاءة من خلال مواجهة من يعارضون السلام ويستمرون في الدفاع عن الاحتلال. يبقى العديد من اليهود الأميركيين شكاكين من أن مساندة العرب والأميركيين العرب من أجل اتفاقية سلام ترتكز على «حل الدولتين» هو مجرد الخطوة الأولى في «خطة من مراحل»، تهدف في نهاية المطاف إلى تدمير إسرائيل. وبالمثل، هناك العديد من العرب الأميركيين الذين لم يتم بعد إقناعهم أن الإسرائيليين الذين يقولون إنهم يفضلون المفاوضات السلمية لا يحاولون فقط شراء الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وترسيخ الاحتلال حتى لا يمكن في المستقبل إنشاء دولة فلسطينية. يقنّع عدم الثقة المتبادل حقيقة أن معظم أفراد الجاليتين يقومون بصياغة الهدف نفسه. وهم متأكدون من صدقهم، ولكنهم شكّاكون إلى أبعد الحدود من حيث نوايا هؤلاء على الطرف الآخر من الصدع. من الضروري بالطبع قياس مدى صدق كل طرف من قبل الطرف الآخر. ولكن ذلك لا يتم إلا من خلال مشاركة نشطة وجهود حثيثة لتشكيل تحالف جاد يعتمد على المصالح المشتركة. يجب الفهم منذ البداية أنه تماماً كما يتطلب الإسرائيليون والفلسطينيون نفس اتفاقية السلام، كل لأهدافه الخاصة، سوف يكون لأصدقائهم ومسانديهم في الولايات المتحدة حوافز مختلفة جداً للانضمام إلى تحالف وطني دعماً لاتفاقية الدولتين. ومن أعظم فضائل «حل الدولتين»، هو أنه لا يتطلب في الواقع من الإسرائيليين والفلسطينيين تسوية طروحاتهم. يستطيع كل مجتمع أن يعيش في دولته مع أقليات داخلية، وتشكيل مجتمعه حسب فهمه واحتياجاته وضروراته. وبما أن أوباما نادى بالمزيد من الإجراءات الراسخة لتحقيق السلام، يتوجب على المنظمات والأفراد المسؤولين أن يعملوا على تطوير مشاريع مشتركة وتصريحات وجهود سعياً وراء السلام ولدعم مبادرات الرئيس. لقد حان الوقت لأن يفكر الأميركيون العرب واليهود في التيار الرئيس وذوي الأهمية السياسية الأكبر بمبادئ تستطيع تشكيل تحالف قوي وفاعل لاتفاقية دولتين في الشرق الأوسط. يتوجب اشتمال المنظمات الدينية وغيرها الموجهة نحو السلام والمؤسسات التي لها مصالح في السلام في الشرق الأوسط في هذه الجهود منذ بروز الفرص المبكرة. حسين إيبش زميل رئيسي في «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©