إبراهيم سليم (أبوظبي)
انطلقت في أبوظبي، أمس، وبمشاركة 90 طالباً وطالبة، من مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية بالدولة، فعاليات اليوم الأول من مسابقة «المغامرة الإلكترونية» التي تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، التي تنظمها الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني سنوياً؛ بهدف التعرف إلى المواهب المتميزة في مجال أمن المعلومات، وذلك سعياً لصقل مهارات الطلبة، وتعزيز الوعي لديهم بأهمية الأمن الإلكتروني.
وحقق المركز الأول على مستوى مسابقة طلبة المدارس فريق «اف تي بي» «FTP والذي يضم الطلاب» حميد إبراهيم الزعابي ومحمد خليفة المرزوقي وتحسين بن تاج الإسلام» وحقق 5400 نقطة، وحل في المركز الثاني «سيف أحمد سعيد سيف الكعبي ومقتدر محمد مير وأحمد حسام الدين عطا الله من فريق «بيتكوين»Bitcoin، بـ 4500 نقطة، وفي المركز الثالث «سعيد علي النقبي وعلي ناصر الطنيجي وعبدالحميد سامي بدران» من فريق «اي بي ام اي» IPMI بمجموع نقاط 4100 نقطة.
وكرم معالي الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الفرق الفائزة، وقال «المسابقة منصة للطلاب في مختلف المراحل، وتخلق نوعاً من الإثارة والتحدي لدى الطلبة، ونشكر الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني على تنظيمها لهذه الفعالية التعليمية التي تحمل أفكاراً ترتبط بالتكنولوجيا، مشيراً إلى وجود أشياء أخرى صاحبت الفعالية، تضمنت محاولات أبنائنا الطلبة إنتاج وتقديم أفكار مبتكرة.
وأضاف في تصريحات صحفية: الإمارات تتجه نحو المستقبل بقوه اعتماداً على سواعد أبنائها، وأصبحت قادرة على صنعه وهي الآن تصنع الأمن الإلكتروني والذي بات يتعدى الأفراد إلى المؤسسات والمجتمعات، وهو ما يتطلب خلق كوادر مواطنة رائدة في مجال الأمن الإلكتروني، وتقديمها للطلاب، وتقديم خبراتها لخدمة من يحتاجونها، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تحفظ للطلاب خطا مهنيا واضحا، معرباً عن اعتقاده بأهمية التعاطي عن مثل هذه الفعاليات والمسابقات، موضحاً أن أهم ما يلفت النظر هو حضور أولياء الأمور مع أبنائهم.
من جانبه، أكد الدكتور محمد الكويتي، المدير التنفيذي في الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، أن برنامج المغامرة الإلكترونية في نسختها الرابعة، بدأت منذ بداية العام الدراسي الحالي، واستفاد منها 11 ألف طالب وطالبة، يمثلون 110 مدارس على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن الطلبة الحاليين هم من وصلوا للمرحلة النهائية في البرنامج وأظهروا مهارات متميزة في مجال الأمن الإلكتروني.
وأوضح أنه يتم تصميم «مسابقة المغامرة الإلكترونية» بعد دراسة دقيقة لأحدث المستجدات التي يشهدها العالم حالياً في مجال الاختراقات الإلكترونية، مما يساهم في توسيع مدارك الطلبة وتحفيز شغفهم تجاه علوم الحاسوب، وتوعيتهم إلى ضرورة حماية البنية التحتية الرقمية في الحاضر والمستقبل.
وأشار إلى أن تنظيم «مسابقة المغامرة الإلكترونية» يأتي دعماً لرؤية الإمارات 2021 المتوجهة إلى الحكومة الذكية والرامية إلى تنشئة جيل من القادة الإماراتيين القادرين على قيادة أهداف الدولة نحو الاقتصاد المبني على المعرفة.»
وقال الكويتي «المغامرة الإلكترونية، برنامج تعليمي تفاعلي يمتد من بداية شهر سبتمبر وحتى منتصف أبريل من كل عام، وشهدت النسخة الرابعة منه ارتفاعا في عدد المشاركين وفقا لتوجيهات القيادة الرشيدة، مشيراً إلى أن البرنامج يتكون من عدة مراحل، تشمل المرحلة التعريفية التي تمتد لشهرين تعريف المدارس بالمغامرة الإلكترونية، ومرحلة التقييم والاختيار للفئات الرئيسة التي ستشارك في مرحلة التدريب التي تقام في إجازة منتصف السنة».
وأضاف: «يتم أخذ الطلاب الذين اجتازوا الاختبارات التمهيدية ولديهم ميول ومهارات في مجال الأمن الإلكتروني لتدريبهم بشكل مكثف خلال أسبوع على أساسيات الأمن الإلكتروني مثل البرمجة والتشفير والاختراقات وأخذنا هذا العام 510 طلاب وطالبات، بعدها تأتي المرحلة ما قبل النهائية التي يتم فيها اختيار النخبة حيث اخترنا هذا العام 90 طالباً وطالبة لإشراكهم في المرحلة النهائية.
وأكد أن الهدف الرئيس للبرنامج، هو نشر الوعي الإلكتروني بين شريحة الطلبة والمدرسين وذوي الطلبة، وصقل المهارات في مجال الأمن الإلكتروني وتوجيهها بالشكل الصحيح بما يفيد المجتمع، إضافة إلى اختيار مواهب ونخب من المواطنين، يمكن أن تنضم للهيئة بعد أن يتم إيفادهم للخارج للدراسة واكتساب الخبرة.
وأشار الكويتي إلى أن الطلبة الوافدين الذين يظهرون مهارات متقدمة في مجال الآمن الإلكتروني، يتم إعطاؤهم تسهيلات في جامعات الدولة لدراسة التخصصات الإلكترونية، كما يتم منحهم عضوية في «السايبر كويست» التي يستطيعون من خلالها المشاركة في ورش عمل و دورات عن الأمن الإلكتروني.
ولفت إلى أن آليات المسابقة تركز من خلال ورش العمل المصاحبة على أبرز المخاطر الإلكترونية التي تهدد مجتمع الإمارات، والتي تتمثل في الاختراق الشخصي خاصة لفئة الشباب من قبل جهات خارجية بهدف تضليلهم وحرفهم عن القيم الوطنية و المجتمعية الأصيلة، واختراق الطيارات من دون طيار التي يشاع استخدامها و التي أثرت أحيانا على حركة بعض المطارات، حيث يتم شرح كيفية اختراق هذه الطائرات وتحريكها بمكان غير الذي تستهدفه بالأساس، و اختراق السيارات خاصة أن معظم السيارات الحديثة اليوم فيها أنظمة متطورة مرتبطة بالإنترنت، وبالتالي من السهل اختراقها و التحكم بها من ناحية التشغيل و الإطفاء من قبل المخترقين، حيث تركز عليه بعض ورش العمل المصاحبة للبرنامج على شرح آلية حدوث هذه الاختراقات ومخاطرها.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول جلسات حوارية، تم خلالها تناول العديد من المواضيع ذات الصلة بالأمن الإلكتروني وأهميته في ظل تنامي الهجمات الرقمية في عالمنا المعاصر، كما تطرقت ورش العمل التفاعلية إلى علم الرياضيات والتشفير ذي الأهمية البالغة عندما يتعلق الأمر بالاستخدام الآمن للإنترنت، والبرمجة، التي تكون الهدف الأول للهجمات التخريبية كونها تقوم بجميع الإجراءات التي نحتاج إليها.
وأكد طلاب مشاركون في المسابقة، أهمية الأمن الإلكتروني، وأنهم يسعون إلى الإجادة فيه، ومواجهة الأخطار التي يقوم بها الأفراد لاختراق الحسابات الشخصية، مشيرين إلى أن المسابقة أتاحت لهم المجال للتعرف إلى كافة التحديات.
وأعرب عدد من الطلاب الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن فخرهم وسعادتهم بالفوز في المغامرة، وتبوء المراكز الأولى، وقال الطالب محمد إبراهيم الزعابي من معاهد التكنولوجيا التطبيقية (ضمن الفريق الفائز بالمركز الأول): ساعدتنا المسابقة في صقل مهارتنا في مجال الحماية الإلكترونية للتصدي إلى خطر الاحتيال الرقمي الذي بات يهدد العالم بأسره.
وقال الطالب علي ناصر الطنيجي من مدرسة الرمس الثانوية بإمارة رأس الخيمة (ضمن المجموعة الفائزة بالمركز الثالث): المسابقة ساعدتنا في التعرف إلى مستوياتنا لنتمكن من تقوية نقاط ضعفنا، وهو ما يساعدنا في تطوير مهارتنا الذهنية، كما يساعدنا في تحديد مجال دراستنا مستقبلاً ومجال عملنا.
وقال الطالب أحمد حسام عطا الله، من مدرسة الفلاح في منطقة الظفرة بدع زايد، بدأنا التحدي منذ 3 أشهر تقريباً، ووصلنا إلى النهائي، وقام الفريق بالتدريب خلال الثلاث أيام السابقة، وحققنا نجاحاً متميزاً، وهي فرصة لتأييد المعلومات وحماية الحواسب والحسابات الشخصية، مؤكداً أن المسابقة مهمة، حيث وضعتنا تحت ضغط وكل تحدي نواجه أصعب منه، وخاصة أن هذه الأيام نلاحظ تزايد الهاكرز الذين يقومون باختراق الأجهزة من كمبيوتر أو هواتف أو حسابات بنكية وغيرها.
المغامرة الإلكترونية
المغامرة الإلكترونية مسابقة تعليمية مليئة بالمتعة والمرح، تقدمها الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني بهدف بناء جيل من خبراء الأمن الإلكتروني وصقل مهاراتهم في هذا المجال.
يهدف برنامج المغامرة الإلكترونية إلى توعية طلاب المراحل الإعدادية والثانوية وطلاب الجامعات حول الأمن الإلكتروني، ويعمل على تشجيع مواصلة التعلم والعمل في هذا المجال الديناميكي، ويبدأ في فترة الإجازة الشتوية حيث يتم فيه تعريف الطلاب بجوانب الأمن الإلكتروني المختلفة لتعزيز مهاراتهم وصقلها، تمهيداً للمشاركة في المسابقة النهائية، وتتبع المسابقة النهائية نظام المسابقات العالمية «الاستحواذ على العلم» والتي تشمل مهارات متنوعة في مجال الأمن الإلكتروني.
عدد اليوم
