منى الحمودي (أبوظبي)
أنقذ مركز المشرف التخصصي للأطفال، أحد منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، حياة طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات بعد التشخيص الدقيق لحالتها، حيث أُحيلت للمركز للتحقق من سبب ارتفاع ضغط الدم لديها مع وجود سمنة مُلاحظة. وتبين بالفحص الدقيق وجود لغط انقباضي واضح يؤكد تشوهاً خلقياً في القلب، كما أثبت فحص الموجات الصوتية للقلب وجود ضيق شديد في الشريان الأورطي الصدري، ووجود صمام أورطي ذي شرفتين بدلاً من ثلاث، وتضخم في عضلة البطين الأيسر للقلب.
ويبلغ معدل الإصابة بهذه الأعراض من 5 إلى 7 حالات لكل 10 آلاف طفل حديث الولادة، بحسب الدكتور عبد المطلوب بن موسى استشاري قلب الأطفال في مركز المشرف التخصصي للأطفال.
وأوضح ابن موسى، أنه لوحظ ارتفاع ضغط الدم عند الطفلة عند مراجعتها العديد من المراكز الصحية الخاصة والعامة، وكان اكتشاف ارتفاع ضغط الدم عرضاً عند فحصها بسبب أعراض مختلفة كالزكام والسعال والفحص الدوري قبل التطعيمات، كما أنها كانت لا تشكو أعراضاً كالصداع أو مشاكل في المسالك البولية أو الشرب والعطش المفرط، ولكن الأهل تنبهوا إلى ازدياد وزنها مع ازدياد شهيتها للطعام والمشروبات.
ولفت إلى أنه عند مراجعة الطفلة المركز والكشف السريري المبدئي عليها، تبين أنها تعاني السمنة المفرطة لطفلة في مثل عمرها، حيث إن وزنها يبلغ 33 كجم، في حين أن متوسط وزن الطفل في عمرها يكون 18 كجم، أي أن وزنها هو متوسط طفلة عمرها 10 سنوات.
وقال: من بداية الكشف السريري، تم تشخيص سبب ارتفاع ضغط الدم، بجس النبض في الرسغين والرجلين، وحتى قبل التنصت إلى القلب، حيث كان النبض في الرجلين ضعيفاً جداً، بالمقارنة مع النبض في اليدين، ما بين وجود ضعف في الشريان الأورطي الصدري «أو نادراً البطني» الموصل للدم المؤكسد إلى الجزء السفلي من الجسم ومن ضمنها الرجلان، الأمر الذي يفسر آلام رجلي الطفلة عند المشي حتى مسافات قصيرة. وأضاف «تم تحويل الطفلة إلى جراحة قلب الأطفال في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية، وتم إجراء الجراحة بنجاح، حيث تم قص الجزء الضيق، ثم توصيل الطرفين من الشريان الأورطي الصدري ليتم سريان الدم من دون أي إعاقة ومضاعفات».
ولفت إلى أنه، عند فحص الطفلة بعد الجراحة، تبين أن ضغط الدم طبيعي، وكانت المريضة أكثر نشاطاً وحيوية ولا تشكو أي آلام في الرجلين، كما أنها أصبحت تمشي مسافات طويلة من دون تعب.
عدد اليوم
