الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العويس: الإغراق في المحلية سبيل المبدع للوصول إلى العالمية

العويس: الإغراق في المحلية سبيل المبدع للوصول إلى العالمية
24 يونيو 2009 02:20
طالب معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، المؤلفين الشباب بالانخراط في الحركة الثقافية بالدولة لصقل تجاربهم، كما طالب بفتح المزيد من المساحات الأدبية لهم في مختلف وسائل الإعلام المحلية. وأعلن العويس أمس في جلسة نقاشية بمقر الوزارة بدبي مع المبدعين الشباب الذين نشرت الوزارة أعمالهم في سلسلة إبداعات شابة، وبحضور قيادات من الوزارة ووسائل الإعلام، عن تبني الوزارة لفكرة لقاء دوري يجمع المبدعين الشباب بالنقاد والإعلام بحضور الخبرات الأدبية الإماراتية والعربية، لتصبح بمثابة صالون ثقافي ينعقد باستمرار ضمن نشاط الوزارة لوصل شباب المبدعين بالكتاب والأدباء المحترفين. وشدد العويس على أن الإغراق في المحلية هو أفضل الطرق التي يمكن أن توصل المبدعين الشباب إلى العالمية، مستشهدا بأدب نجيب محفوظ الذي اوصله لنيل جائزة نوبل. كما طالب العويس، المبدعين الشباب الذين نشرت الوزارة أعمالهم في سلسلة إبداعات شابة، بمزيد من الإنتاج الفني والأدبي المتميز، معتبرا أن اجتماعه بهم إيذانا بمرحلة جديدة يكون المبدع فيها أكثر جرأة وتميزا وتجويدا لمنتجه الثقافي. وكان وزير الثقافة عقد حلقة نقاشية مع 25 من المبدعين المواطنين الشباب، ليتعرف على طموحاتهم وأفكارهم ورؤيتهم للمستقبل، وكذلك التعرف على التحديات التي يواجهونها بغية تذليلها. وتحدث المؤلفون الشباب عن أعمالهم بحرية كاملة أمام معالي الوزير، الذي وعد بدوره بمتابعة كافة أعمالهم ودعمها، ليس فقط من خلال النشر وإنما من خلال الترويج لها داخل الدولة وخارجها. وأكد الوزير أن البدايات هي الأصعب دائما، وقد تم تجاوزها، ويجب أن يعرف المبدعون الجدد الآن وبوضوح ماذا يريدون وإلى أين يسيرون في طريق الإبداع، بعد ما تخلصوا من رهبة البدايات. ووجه العويس، المسؤولين عن التأليف والنشر بالوزارة بمتابعة إنتاج الشباب حتى تتمكن الوزارة من ضخ دماء جديدة في جسد الإبداع الإماراتي حرصا منها على تواصل الأجيال، وتطوير المشهد الثقافي بالدولة. وذكر العويس، أن إصدار وزارة الثقافة لسلسلة إبداعات شابة، جاء تنفيذا لإستراتيجية ثابتة مفادها دعم الطاقات الشابة وتطوير قدراتها، ووضعهم على أول الطريق الصحيح للتميز، لتقديم جيل جديد من المبدعين قادر على حمل راية الثقافة الإماراتية في المستقبل. وقال «على رغم من صعوبة البداية إلا أن ثقة الشباب في مصداقية الإصدار جعلت الكثير من المبدعين يتوافدون بأعمالهم إلى هذه السلسلة وهو ما يعد بداية جيدة». وأكد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الحركة الأدبية في الإمارات تمتلك الكثير من المميزات والاستعداد لتبني المواهب المواطنة للارتقاء بها إلى مصاف العالمية. وأوضح العويس أن مشروع الوزارة «إبداعات شابة» يقبل كافة أعمال الشباب في مجالات متعددة منها الشعر والقصة القصيرة والنقد الأدبي والرواية والمسرح والدراسات، إضافة إلى أدب الأطفال والتصوير والرسم والكاريكاتير. وبدأت هذه السلسلة العام الماضي فقط ونشرت حتى الآن واحدا وعشرين كتابا في كافة المجالات الأدبية والفنية وما زال هناك عدد آخر تحت الطبع. واشار العويس إلى أن كافة الإصدارات مجانية حتى الآن ومتاحة عبر منافذ الوزارة المختلفة أمام الجميع لاقتنائها، بما يقدم دعما كبيرا لانتشار هؤلاء المؤلفين الجدد. وأشار العويس إلى انه يتابع بشكل مستمر مع إدارة التأليف والنشر والترجمة كافة تفاصيل «إبداعات شابة» حرصاً منه على خروجها بأفضل صورة ممكنة، مؤكدا أن معظم الإصدارات يصل عدد النسخ المطبوعة منها إلى ألفي نسخة ما عدا أدب الأطفال الذي يطبع منه خمسة آلاف نسخة. وأشار الوزير إلى الدور الحيوي والمهم للإعلام في الأخذ بيد الشباب خاصة في مرحلة البداية مطالبا بأهمية التواصل المستمر والفاعل مع أعمال الشباب والنصوص المحلية لأنها سر الانطلاق إلى العالمية. وقال القاص الشاب أحمد السعدي صاحب كتاب «مملكة الذئاب» إن مشروع إبداعات شابه فتح أمامه الطريق لكي يرى أول إصدارته النور ويصل إلى القارئ في كل مكان، مما شجعه على مواصلة الكتابة والاستمرار في الأعمال الإبداعية. وأشار السعدي إلى أن أهم التحديات التي تواجه المبدعين الشباب هو الظهور الإعلامي وهيمنة الاقتصاد والسياسة على الإعلام وعدم تسويق المبدع المحلي بشكل جيد وطالبه الوزير بمزيد من الإنتاج وعدم التوقف عند الوقوع في الخطأ لان المبدع الحقيقي هو الذي يقهر كل الظروف ويواصل الاستمرار في رحلة الإبداع. وردا على ذلك، أشار العويس إلى الجهود التي تبذلها المؤسسات الإعلامية من خلال الملاحق المتخصصة مؤكداً أن المبدع الشاب مازال يخشى مواجهة الإعلام مما يعوق مهمة الصحفي في الوصول إلى المبدعين الشباب. وأوضح أن الإمارات تعيش حالياً جوا أكثر من رائع ثقافياً حيث توجد العديد من المشاريع الإبداعية على مستوى الدولة بجانب مشروع المبدعين الشباب مثل مشروع قلم ومشروع كلمة والمشاريع التي تقوم بها مؤسسة محمد بن راشد وغيرها. وقالت المبدعة الشابة مريم المري التي صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «الحلم التاسع» إن السمعة الطيبة التي يتمتع بها مشروع إبداعات شابة هي التي شجعتها على الاشتراك في المشروع وتقديم أعمالها القصصية إلى الوزارة، مشيرة إلى أن المشروع يقوم على أسس أدبية صحيحة وليس المزاجية والأهواء الشخصية كما يحدث في بعض الأماكن الأخرى. وعلق الوزير على حديثها مؤكداً أن أعمال المبدعين الشباب تصل الآن إلى القارئ في كل أنحاء المعمورة من خلال المعارض التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حول العالم في إطار حرصها على تقديم المبدع الإماراتي والوصول به إلى العالمية. وقالت ناعمة الكعبي إن المشروع خطوة مهمة لوضع المبدع على الطريق الصحيح مطالبة بتخفيف الشروط الخاصة بالالتحاق به. إلا أن باسمة يونس رئيس قسم التأليف والنشر في الوزارة قالت إن الباب مفتوح أمام جميع المواطنين والمواطنات المبدعين دون أي قيـود أو شروط. واستعرضت مريم الكيبالي مشروعها الإبداعي «التراثي» والذي يتحدث عن إمارة رأس الخيمة ثقافيا وتراثيا ويسلط الضوء على المتاحف الخاصة فيها وتاريخ الأحياء الشعبية والقلاع والحصون التي تتمتع بها الإمارة، حيث اثني الوزير على الفكرة التي ستساهم في نقل وتسويق تراث الإمارات إلى العالم. كما قدمت الفنانة التشكيلية موزة السبوسي عرضا لبعض أعمالها الإبداعية في مجال التصوير بالألوان الزيتية التي تعكس قدرتها الفنية واهتماما بالبيئة المحلية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©