الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطبيبة بين المهنة الراقية والنظرة الرجالية الخاطئة

الطبيبة بين المهنة الراقية والنظرة الرجالية الخاطئة
25 يونيو 2009 00:00
منذ زمنٍ ليس بعيداً، كان التعليم الجامعي للفتيات ليس قراراً سهلاً على الأهل وربما على الفتاة نفسها ، وكان السبب هو تفكير الأهل وكذلك الفتاة، بأن ارتفاع مستواها التعليمي قد يجعل الشباب لا يُحبذون الزواج منها. لكن الأمر تغير الآن فهناك آلاف الفتيات اللاتي أكملن دراستهن الجامعية وبعضهن واصلن دراستهن العليا وحصلن على الماجستير والدكتوراه. وقد اقتحمت المرأة المواطنة مؤخرا العديد من المجالات، منها الطب، ولكن هذه المهنة الراقية التي يحلم بها العديد من الناس، جاءت بنتائج عكسية على الطبيبات فيما يتعلق بالزواج. فقد أصبح الكثيرون لا يفضلون الارتباط بالطبيبة، نظراً لطبيعة عملها،التي تتطّلب، التواجد ساعات طويلة تبدأ من الصباح وتستمر حتى وقتٍ متأخر من النهار، حيث يبدأ عملها من الساعة 7.5 صباحاً، في حين تعود إلى المنزل حوالي السادسة مساءً. و إذا أضفنا إلى ذلك المناوبات التي تتطلّب من الطبيبة المبيت في المستشفى، خاصةً في بداية حياتها العملية، ثم ضغوط التعلّم التي تتطلب من الطبيبة القراءة بشكلٍ جاد والالتحاق ببرامج تدريبية في تخصص مُعين، فإن كل هذه الظروف قد لا يتقبلّها شخص عادي، يُريد زوجة تقليدية، يجدها في انتظاره عند عودته من العمل في الساعة الثالثة أو قبل ذلك. خلال عملي شاهدت الفشل السريع لزواج الطبيبة من شخص غير طبيب، فقد ظن الزوج أن عمل الطبيبة أمر سهل، وقد أبدى نوعاً من التحمل في البداية الزواج، لكن بعد ذلك يواجه الواقع ؛ أن زوجته مهمومة بعملها كطبيبة، وعليها مناوبات تقضيها في المستشفى، حيث تبيت خارج المنزل، ولديها ارتباطات علمية، حيث عليها أن تُشارك في الأنشطة الأكاديمية، وتتابع الأبحاث الطبية في المجلات المتخصصة، فضلا عن العديد من المسؤوليات الأخرى، كما أنها قد تنتقل بين المستشفيات الحكومية، الأمر الذي يزيد حياتها صعوبةً وتعقيداً. لكل هذه الأسباب تراجعت رغبة الرجال في الارتباط بالمرأة الطبيبة، خصوصا في ظل العادات والتقاليد التي لا تُحبذ الاختلاط، الذي لا يمكن تجنبه في عمل الطبيبة. هناك العديد من الزوجات المُتعلمات والمثقفات، ويعملن في وظائف ناجحة كالطب وغيره، يواجهن مشاكل عديدة بسبب طبيعة عملهن. وإن كانت هذه المشاكل يمكن حلّها، لو تفهّم الزوجان طبيعة عمل كل منها، ولو اقتنع الرجل بأن زواجه من سيدة في مركز وظيفي رفيع لا يُقلل من شأنه، حتى وإن كان هو لا يحمل مؤهلاً عالياً ولا يعمل في وظيفة رفيعة المستوى. للأسف إن هذا الوضع يشعر الرجل بالدونية ولا يتقبل عملها رغم أن ذلك يُساعد الأسرة مادياً وكذلك يُساعد في تربية الأطفال . إن المرأة المتعلمة تعليماً عالياً، وتشغل وظيفةً جيدة، هي فخر للزوج والأبناء وليست شيئا يشعر الرجل منه بالدونية . فلا تظلموهن ولا تتركوهن للوحدة، فالطبيبات يقمن بدور جليل يحتاجه المجتمع . عيسى أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©