إحباط مخطط لمتمردي دارفور للاستيلاء على الخرطوم

أكد السودان أنه تمكن من صد الهجوم الذي شنته ''حركة العدل والمساواة'' إحدى فصائل التمرد في دارفور على الخرطوم، فيما أعلن الرئيس عمر البشير قطع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد قائلا ان القوات المهاجمة ''تشادية بالأساس مدعومة ومجهزة من هذه البلاد''· وكانت السلطات السودانية فرضت حظرا للتجوال إلى أجل غير مسمى في مدن العاصمة الثلاث مشيرة إلى اختفاء عدد كبير من المسلحين بينهم زعيم الحركة خليل إبراهيم الذي تمت مناشدة المواطنين للمساعدة في اعتقاله· وكان متمردو ''العدالة والمساواة'' في دارفور، أكدوا أمس الأول انهم استولوا على أم درمان المدينة الثالثة في العاصمة السودانية، ويتجهون نحو الخرطوم في اعقاب معارك عنيفة مع القوات الحكومية غرب العاصمة· وأعلن وزير الداخلية السوداني إبراهيم حامد الليلة قبل البارحة إحباط مخطط لمتمردي الحركة للاستيلاء على مواقع في الخرطوم بعدما استطاعت عناصرها التسلل إلى أم درمان· وقال ''السلطات السودانية دمرت 56 سيارة للمتمردين واستولت على 25 أخرى إلى جانب أسلحة وذخائر، وقتلت قائد العملية محمد صالح جربو وآخرين لم يحدد عددهم''· وأضاف أن معظم المتمردين الذين تسللوا إلى الخرطوم ''تشاديون''، ووصفهم بأنهم ''مرتزقة''· وقال كمال عبيد من حزب الحاكم ''العملية فشلت· حاولت الحركة زعزعة استقرار السودان لكن القوات السودانية اعترضتها''· واتهم عبيد تشاد بدعم هجوم المتمردين· وقال شهود إن بعض أصداء القتال ظلت تتردد غرب أم درمان صباح أمس· وأعلن وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق ان آخر بقايا المتمردين تقهقروا بعيدا عن العاصمة وان الجيش يلاحقهم فيما أكد شهود انهم فروا إلى مسافة تقرب من 70 كيلومترا من أم درمان· وعرض التلفزيون الحكومي جثثا ودماء وسيارات محترقة في الشوارع· كما عرض من وصفهم بأنهم أسرى من المتمردين بينهم اثنان اعترفا أمام الكاميرا· وبدا ان احدهما تعرض لضرب مبرح· ونفى المتمردون رواية الحكومة للأحداث وقالوا إن المعارك لاتزال مستمرة في محاولتهم للإطاحة بالرئيس البشير· وقال الطاهر الفقي مسؤول حركة التمرد ببريطانيا إن الحركة في أم درمان وشمال الخرطوم وإن هذا ليس امرا سينقضي خلال بضع ساعات· وأفاد إن هناك خللا في توزيع السلطة والثروة وينبغي تصحيحه· ووصف اليكس دي وول خبير الشؤون السودانية في الولايات المتحدة، هذه الخطوة بأنها ''خطيرة جدا فعلا''· وقال ''هناك عدد كبير من قوات حركة العدل والمساواة تقول ان تعزيزات أخرى تصل· المسألة لم تنته بعد''· وكان البشير عاد ليل السبت - الأحد من السعودية حيث كان يؤدي مناسك عمرة· وقال ''اننا نحمل تشاد المسؤولية الكاملة عن الهجوم ونحتفظ بحقنا في الرد على العدوان''· وقالت وزارة الخارجية السودانية ''لدينا أدلة على ان اتصالات جرت بين المتمردين والحكومة التشادية وكذلك بينهم وبين السفارة التشادية في الخرطوم لذلك قررنا قطع العلاقات الدبلوماسية''· وأعلن مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني ان ''معظم الذين القينا القبض عليهم تشاديون''· وبعد ان أعلن متحدث باسم الجيش السوداني صباح أمس انه تم تمديد حظر التجول في العاصمة السودانية التي تشمل الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، إلى أجل غير مسمى، أكدت الشرطة بعد الظهر رفع الحظر في الخرطوم مع بقائه في أم درمان حتى اشعار آخر بسبب اختباء متمردين ببعض المناطق السكنية في المدينة يعتقد ان بينهم زعيم الحركة وقائد العملية خليل إبراهيم حيث يجري بحث واسع لاعتقاله· إلى ذلك، قدم السودان أمس مذكرة احتجاج رسمية لدى الاتحاد الأفريقى عن الهجوم وطلب توجيه ادانة شديدة لدولة تشاد لدورها المباشر في القيام بهذا العمل البربري والمتمثل في تقديم الدعم العسكرى والبشري لهذه الحركات بحسب الاحتجاج·