الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الوزاري العربي يقرر إرسال لجنة إلى بيروت فوراً

الوزاري العربي يقرر إرسال لجنة إلى بيروت فوراً
12 مايو 2008 02:14
وافق وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ في القاهرة امس على ارسال لجنة وزارية يرأسها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على الفور الى بيروت للتوسط بين الفرقاء اللبنانيين ووضع حد للأزمة السياسية· ودعا وزراء الخارجية العرب الجيش اللبناني الى تسهيل دخول اللجنة الى بيروت وتحركها خلال الزيارة· ودعا الوزراء زعماء المعارضة التي يقودها ''حزب الله'' ومن بينهم الامين العام للحزب حسن نصر الله وكذلك زعماء التحالف المؤيد للحكومة الى اجراء محادثات مع اللجنة ''لمناقشة الوضع الخطير''· وشارك في الاجتماع الطارئ 18 وزير خارجية وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الامارات· وقال مصدر عربي مسؤول طلب عدم ذكر اسمه إن موسى والشيخ حمد سيعقدان محادثات مع ممثلين للفرقاء اللبنانيين خلال زيارتهما لبيروت في محاولة لتهدئة الاوضاع في لبنان على أن يتم عقد جولة ثانية من المحادثات بين الفرقاء اللبنانيين في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة عربية قطرية في وقت لاحق· وتوقع المصدر أن يصل الأمين العام للجامعة عمرو موسى يرافقه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري في غضون ساعات الى بيروت فى محاولة عربية جديدة لاحتواء الأزمة في لبنان بعد اشتداد وتيرة العنف وتبادل اطلاق النار بين الفرقاء اللبنانيين·إلا أن المصدر كشف عن اعتراض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على قيام وفد وزاري عربي بزيارة بيروت برفقة موسى مفضلا أن يقوم موسى منفردا بالزيارة لاستطلاع رأي الفرقاء اللبنانيين وتهدئة الأوضاع بينهم· وذكر المصدر أنه من المنتظر أن يزور موسى سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة فى محاولة لإنجاح جهود التهدئة· وذكر أن الاجتماع المغلق شهد مشادات كلامية حادة بين وزير الخارجية السعودي وطارق متري وزير الخارجية اللبنانى بالوكالة من جانب وبين رئيس وفد سوريا في الاجتماع السفير يوسف أحمد خاصة فيما يتعلق بمحاولات توجيه أي إدانة لحزب الله على خلفية الأحداث الأخيرة فى بيروت، الا ان مصادر مطلعة ذكرت ان بعض الدول العربية ومن بينها مصر تتحفظ على ان ترأس قطر الوفد الوزاري العربي وعلى استضافة الدوحة للحوار اللبناني· واكدت مصادر مشاركة في الاجتماع المغلق ان سوريا اعترضت خصوصا على ما ورد في المشروع من ''ادانة لاستهداف المؤسسات الاعلامية اللبنانية بالتخريب والاحراق المتعمد''، وكذلك على ''رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية''· وقالت المصادر ان سوريا ممثلة بمندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد اعترضت على مشروع القرار يؤيدها عدد آخر من الدول العربية بينها قطر والجزائر واليمن· وتم تقديم المشروع باسم سبع دول هي مصر والامارات والاردن والكويت والبحرين السعودية ولبنان· ويرحب مشروع القرار ''بتفويض الحكومة اللبنانية للجيش بالتعامل مع القرارين الخاصين بجهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات السلكية ووضعهما في عهدة الجيش وكذلك الترحيب بتفويض الحكومة للجيش بتولي الامن وتهدئة الاوضاع''· وكان مجلس جامعة الدول العربية قد أصدر خلال دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة نداء عاجلا بالوقف الفوري ''لأعمال القصف وإطلاق النار وكل أشكال ومظاهر العنف فى منطقة جبل لبنان ومناطق أخرى فى البلاد''· ودعا المجلس فى بيان تلاه الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية أحمد بن حلي إلى ''انسحاب المسلحين من مناطق التوتر وتسهيل مهمة الجيش اللبنانى فى حفظ الأمن حقنا للدماء''· ووجه مجلس الجامعة العربية هذا النداء بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى بالوكالة طارق مترى رئيس وفد لبنان فى الاجتماع والذى أطلع المجلس على تصاعد الاشتباكات فى جبل لبنان ومناطق أخرى من لبنان· وذكرت مصادر دبلوماسية عربية ،شاركت في الاجتماع الوزارى أن المناقشات تناولت في جلسة مغلقة اقتصرت على رؤساء الوفود وعضوين فقط من كل وفد ، عدة مقترحات من مصر والسعودية واليمن ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والأمين العام للجامعة عمرو موسى · وأشارت المصادر الى أن اقتراح بري الخاص بتشكيل لجان وزارية عربية لإجراء اتصالات مع مختلف الأطراف اللبنانية دون تحيز لطرف على حساب آخر لقي قبولا واسعا لدى المشاركين في الاجتماع ، لافتة الى أن هناك بعض الأطراف التي طلبت دراسة امكانية ضم بعض الشخصيات الدولية الى لجان الاتصالات حتى يكون هناك تعاون عربي مع الأطراف الدولية لإيجاد سبل فاعلة لحل الأزمة وبشرط أن تكون هذه الشخصيات ذات قبول لدى اللبنانيين · وقالت المصادر إن مصر والسعودية اقترحتا إدانة ما قام به ''حزب الله'' من أعمال مسلحة بالشارع اللبناني إلا أن أطرافا عربية عدة رفضت مبررة ذلك بأن مثل هذا الأمر سيؤدي الى اشتعال الموقف أكثر وليس تهدئة الأمور والوصول الى حل ، مشيرة الى مناقشة هذا الاقتراح أدت الى حدوث انقسام بين الوزراء بشأنه· وأوضحت المصادر أن مصر طرحت اقتراحا بإرسال قوات عربية واسلامية الى لبنان لحفظ الأمن والحيلولة دون اندلاع حرب أهلية إلا أن المصادراستبعدت امكانية تطبيق ذلك، مشيرة الى أنه يمكن استغلال الاقتراح إذا تكرر المشهد اللبناني مرة أخرى والاستناد الى قرار مجلس الجامعة في مارس 1976 بتشكيل قوة ردع عربية للتدخل من أجل وقف الحرب الأهلية آنذاك باعتباره بديلا عن تدويل الأزمة · وعرضت الجامعة العربية مذكرة تفسيرية حول الأوضاع الحالية فى لبنان وجهودها لمتابعة تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية فى لبنان وعدم نجاحها فى تحقيق اختراق فى جدار الأزمة وهو الأمر الذى كان له انعكاسه فيما حدث فى بيروت خلال الأيام الأخيرة · كما شهد مقر وزارة الخارجية المصرية اجتماعا تشاوريا ثلاثيا ضم وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ويوسف بن علوى وزير خارجية سلطنة عمان لبلورة الأفكار التى ستطرح أمام الاجتماع والخروج برؤية عربية موحدة لحل الأزمة الراهنة على الساحة اللبنانية ودراسة امكانية تطوير المبادرة العربية بضم بعض الأفكار الجديدة إليها اتساقا مع التطورات الأخيرة التى شهدتها الساحة اللبنانية· كما عقد وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط لقاء ثنائيا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل انطلاق أعمال الاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية العرب تم خلاله مناقشة كيفية بلورة حل عربى من أجل الخروج من الوضع الحالى وتنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية فى لبنان كما قدم أبو الغيط لموسى طرحا للأفكار المصرية للتغلب على الوضع المتأزم على الساحة اللبنانية حاليا· كما قدم وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى بالوكالة طارق مترى تقريرا شاملا لوزراء الخارجية العرب حول الوضع على الساحة اللبنانية ورؤية الحكومة لها · وأشار مصدر مسؤول الى أن الهدف من الاجتماع هو بلورة موقف عربى توافقى لعلاج الأزمة فى لبنان يستند على المقترحات والأفكار التى جرى التشاور حولها والمقدمة من مصر صاحبة الدعوة لهذا الاجتماع واليمن والجامعة العربية · وقد أكد وزير الخارجية والتعاون الدولى الجيبوتي محمود علي يوسف والذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية أن الأزمة العاصفة التى ألقت بظلالها على لبنان الشقيق والمظاهر المسلحة التى أودت بحياة العديد من أرواح المدنيين الأبرياء استدعت تحركا عربيا عاجلا نظرا لخطورة الوضع فى لبنان واستمرار الخلاف بين الأكثرية والمعارضة وما أدى إليه من إفرازات سلبية على لبنان حتم على الوزراء العرب الاجتماع لبحث سبل إبعاد شبح الحرب الأهلية والبحث لإيجاد آلية مناسبة لعلاج الموقف من خلال الحوار وعودته الى مجراه الصحيح· ودعا يوسف فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الى ضرورة حل الخلافات بين الفرقاء فى لبنان بالطرق السلمية وليس من خلال السلاح خاصة أن اللبنانيين عرفوا فى الماضى مدى التكلفة الكبيرة لاستخدام لغة السلاح · واشار الى أن العالم العربى يتابع بقلق واهتمام كبيرين تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية داعيا وزراء الخارجية العرب الى أخذ زمام المبادرة من خلال أفكار جديدة وآليات مستحدثة لعلاج الموقف فى لبنان وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الأسف والحزن الشديد خاصة أن المرحلة التى يمر بها لبنان خطيرة وتنذر بعواقب وخيمة ، مؤكدا أن الأمة العربية فى غنى عن انتكاسة جديدة · وناشد الفرقاء فى لبنان ضبط النفس والتجاوب مع المساعي العربية ، مؤكدا أن المبادرة العربية لحل الأزمة فى لبنان هى المبادرة الوحيدة المطروحة على الساحة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©