السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة موسيقية تُدخِل طلبة إماراتيين إلى فضاء الفن من أبواب ثلاثة عازفين عالميين

ورشة موسيقية تُدخِل طلبة إماراتيين إلى فضاء الفن من أبواب ثلاثة عازفين عالميين
3 مارس 2011 20:57
بعد أن افترشوا الأرض وكأنهم في محراب للفن، استهل أطفال مدرسة الربيع في أبوظبي صباح أمس، أولى خطواتهم مع عالم الموسيقى من خلال ورشة عمل من نوع خاص، شاركهم فيها عازف التشيلو الأول في العالم يويو ما، بمصاحبة كل من عازف الإيقاع المكسيكي فازيلا وعازف العود الأردني المقيم في الإمارات كمال مسلم، وذلك ضمن فعاليات البرنامج التعليمي لمهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية الحادي عشر. (أبوظبي) - بدأت الورشة الموسيقية، التي ينظمها البرنامج التعليمي لمهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية الحادي عشر، بجلوس الأطفال في بساطة وتلقائية على أرضية إحدى قاعات مدرستهم، والتي تحولت إلى ما يشبه منبراً للموسيقى تتردد في أرجائه أرقى الألحان الموسيقى القادمة من الشرق والغرب في حوار فريد من نوعه بين الأطفال والعازفين كانت لغته الوحيدة الجمال والإحساس بروعة فنون الموسيقى. أداء متقن خلال أعمال الورشة، تحدث عازف التشيلو الأول في العالم يويو ما إلى الأطفال وكذلك أعضاء الفريق الموسيقي المصاحب له عن كيفية عمل الآلات التي يعزفون عليها، وكيف يكون الأداء بهذا الشكل المتقن، وسط إصغاء وتركيز شديدين من الزهور الصغيرة الذين تضج أيديهم بالتصفيق عقب عزف كل مقطوعة أو معزوفة منفردة، إعجابا واندهاشاً بما يسمعونه ويعرفونه للمرة الأولى عن عالم الألحان والمعزوفات. أخذ يويو بتقديم تقسيمات على آلة التشيلو مستوحاة من مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، مبتدئا بموسيقي تركية تشابه تلك التي انتشرت في مصر أواسط القرن الماضي، ولا زالت تجتذب إعجاب الكثيرين على الرغم من التطور الذي لحق بالأنماط الموسيقية نتيجة الطفرة التكنولوجية وتأثيراتها على الموسيقى. أعقب ذلك مقطوعات وتقاسيم موسيقية مختلفة من الشرق قدمها كلا من عازف العود كمال مسلم، والإيقاع المكسيكي فازيلا، ومع ازدياد تفاعل الأطفال مع الأخير دخلوا في تناغم مدهش باستخدام الأيدي توافقاً مع عزفه على آلته، وهو ما جعل القاعة تهتز نغماً وطرباً لهذا التناغم بين براءة الأطفال في خطواتهم الأولى نحو العوالم الموسيقية وبين خبرات العازفين العالميين، الذين شعروا بمقدار ما يقدمونه من جمال موسيقي مع ردة الفعل الممتعة من الأطفال. تالياً، انخرط جميع العازفين يتقدمهم يويو مع الأطفال في لحن موسيقي ارتجالي بالغ الروعة صعد بالحضور إلى آفاق موسيقية رحبة محلقين في فضاء من الألق الفني. وفي مرحلة أخرى، من ورشة العمل الموسيقية تلك أخذ عازف الإيقاع فازيلا في تعليم الأطفال بدائيات العزف عليها باستخدام طريقة العد على الأرقام من 1 إلي 10 وهي إحدى الوسائل المبتكرة لتعليم العزف الإيقاعي، حيث قام بعدها يويو مع الأطفال بتطبيق هذه الطريقة بشكل عملي ما جعل الأطفال يندمجون معه ومع فازيلا ، فتشربوا لوناً جديداً من ألوان الفنون يعتمد على التعلم بالإحساس الداخلي والرؤية “السمع بصرية” في آن. لغة عالمية بعد انتهاء الورشة، قال يويو ما لـ”الاتحاد” إن جذور الموسيقى في العالم واحدة وهو ما يجعل من الموسيقى لغة عالمية تتجاوز حاجز التعبير اللساني، والدليل على ذلك أن كثيرا من الآلات الموسيقية في مختلف مناطق العالم تؤدي نفس المهام وأصوات الموسيقية وإن اختلفت أشكالها ومسمياتها، ومن ثم جاء اشتراكه في ورشة العمل تلك من أجل نشر لغة عالمية بامتياز وغرسها في نفوس النشء وهو ما تحرص عليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، من خلال مثل تلك الفعاليات والتي تظهر مدى اهتمامها بتدعيم الذائقة الموسيقية للأجيال القادمة. وأشاد يويو بحالة الحراك الفني والثقافي التي تشهدها أبوظبي ودولة الإمارات بصفة عامة على مدار العام، وهو ما يجعل من نهضتها الثقافية مواكبة تماما لنهضة عمرانية وحضارية، أبهرته لدي زيارته الأولى لها للمشاركة في فعاليات مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية هذا العام. وعن أنواع الموسيقى العربية التي يفضلها ومدى متابعته لها، أوضح أنه عاشق لصوت أم كلثوم وتشارك في أعمال فنية عديدة مستوحاة من التراث العربي منها أوبريت مجنون ليلى، الذي أنجزه بالاشتراك مع الموسيقي علي كاظمو وهو من كبار الموسيقيين في جمهورية أذربيجان. وبالحديث عن أهمية ورش العمل الموسيقية للأطفال، قال إنها تفتح لهم آفاقاً واسعة للولوج إلى فضاءات الموسيقى الرحبة، مؤكدا أن تواجده مع الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من أعمارهم وهم يطلون على عالم الموسيقى واكتشافهم لها هو إعادة اكتشاف لروحه الموسيقية وارتباطه بعالم الألحان، وأضاف أن “الموسيقى هي لغة القلب وتربطنا ببعضنا جميعاً كبشر، فلدينا جميعاً قلوب وأحاسيس ومشاعر ومن خلالها يكون التواصل الإنساني في أسمى معانيه”. ماهية الموسيقى من ناحيته، صرح مدير المدرسة هيو كاري، بأن جميعهم ورشة العمل الموسيقية تضم 140 طالباً وطالبة أعمارهم تتراوح بين 9 و11 عاماً، جميعه إماراتيون، وتم التعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من أجل غرس أهمية الموسيقى لديهم عبر هذه الفعالية المميزة. وأشار كاري إلى أن وقع اختيار المدرسة يرجع لعدم وجود برنامج موسيقي بها، وتم تنظيم ورشة العمل من أجل تقديم رؤية واسعة للأطفال عن ماهية الموسيقى من منظور واسع، وذلك بغرض تأهيلهم لدخول عالم الموسيقى. وأوضح أنه سبق للمدرسة أن استقدمت أوركسترا الهرمونيكا العام الماضي، وأقاموا معهم ورشة عمل ضمن مهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، غير أن مشاركة المدرسة في مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية ذات نكهة مختلفة كونها تمت من خلال مشاركة فنانين عالميين بحجم عازف التشيلو الأول في العالم يويو ما، ومعه عازفان يمثلان مناطق تضج بالحيوية الموسيقية وهو عازف العود كمال سليم من منطقة الشرق الأوسط وتحديداً من الأردن. وعازف الإيقاع المكسيكي فازيلا من أميركا الجنوبية التي تشتهر بالإيقاعات الموسيقية السريعة ذات الرواج العالمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©