الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقييم المرأة لجمالها بحسب المعايير السائدة يتعسها

تقييم المرأة لجمالها بحسب المعايير السائدة يتعسها
3 مارس 2011 20:57
نشرت مجلة “جلامور” النسائية الأميركية مؤخراً مقالاً ورد فيه أن 97 % من النساء اللاتي استطلعت المجلة آراءهن حول تقييمهن لأجسادهن يكرهن أشكالهن ويحملن أفكاراً سلبيةً عن قوامهن. وأورد المقال أن الكثير من النساء الأميركيات اعترفن بأن الأفكار السلبية التي تراودهن بشأن أجسادهن وأشكالهن تصل ما بين 35 و 100 مرة في اليوم! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم رضا الغالبية على أشكالهن وجمالهن. أبوظبي (الاتحاد) - حددت بعض الأعراف والأنماط المجتمعية معايير جمال المرأة ورسمت له مقاييس بالسنتيمتر تُطالعنا بها وسائل الإعلان من خلال عرض أجساد منحوتة وأقداد ممشوقة تظل النساء أنفسهن مشدوهات أمامهن وتُسبب لهن حالةً من السخط على أجسادهن وأشكالهن مهما كان ما يتمتعن به من جمال. وقالت عالمة نفسانية تعليقاً على مقال مجلة "جلامور" إن غالبية الأفكار السلبية التي نُكونها حول أنفسنا لها ارتباط بعوامل أخرى مثل ظروف العمل المحبطة أو مستوى العيش الصعب أو الحظ العاثر الملازم للمرأة في علاقاتها الاجتماعية والمهنية، فهذه العوامل هي التي تجعل المرأة تنظر بسلبية إلى ذاتها وشكلها وجسدها. ونظرتها السلبية هذه تنعكس سلباً حتى على نظرتها إلى نفسها وشكلها وجسدها. علامة «قف» ويشير هذا المقال إلى أن غالبية النساء أبدين سخطهن على زيادة أوزانهن، كما أظهر استياء العازمات منهن على التخلص من هذه الزيادات من أن ذلك لا يتم بين عشية وضحاها بل يأخذ وقتاً طويلاً. لكن المقال في الوقت ذاته يؤكد على لسان المستطلعات آراؤهن أن ذلك لا يعني البتة أنهن استسلمن لحالة امتعاضهن من حال أجسادهن وأشكالهن، بل إن الكثير منهن عبرن عن رغبتهن الأكيدة في تغيير نظرتهن السلبية إلى أنفسهن وبذل كل ما يمكن بذله للنظر إلى أجسادهن بإيجابية أكثر والتوقف عن جلد ذواتهن بسبب نقصية جمالية تبقى شكلية في نهاية المطاف. وعرض هذا المقال بعض النصائح لهؤلاء النساء وأوصاهن برسم علامة "قف" كبيرة في أذهانهن كلما استشعرن إشارات من أدمغتهن بالبدء في انتقاد أشكال أجسادهن. ومن بين النصائح الأخرى التي يقدمها المقال للنساء هي تقدير أجسادهن ليس من منطلق الشكل الذي يبدو عليه ومدى تناغمه مع ما تعرضه الإعلانات ونجمات التمثيل والسينما والغناء اللائي يخضعن لـ"روتوشات" عالية الاحترافية، حتى تصبح أشكالهن أقرب للوحات الفنية منها إلى الواقع، وإنما من منطلق ما يقمن به من أدوار وما يسفهن جسدهن في إنجازه وابتكاره وأدائه. ويسترسل المقال مخاطباً المرأة بالقول "إذا رزقك الله ببنت جميلة أو طفل وسيم فأثني على نفسك باعتبار هذه البنت أو هذا الطفل هو ابنك من لحمك ودمك، من جسدك الذي تمعنين في كرهه. وعندما يتغزل بك زوجك بالقول "إنك جميلة" لا تعبري أنه يُجاملك، بل خذي غزله على محمل الجد، فالجمال في عيني المحب وليس في ما تصوره الشاشات من جمال مصطنع وذي قالب واحد موحد". عنصرية الأزياء لا يخفي الكثير من النساء الأميركيات امتعاضهن من صُناع الأزياء بسبب تجاهلهم لمقاسات زائدات الوزن، ويقلن إنهن يشعرن أن عالم الأزياء يتحيز إلى ذوات القد الممشوق ويمارس ضدهن نوعاً جديداً من العنصرية، إذ يُسخر أجمل التصاميم لذوات المقاسات الصغيرة اللاتي يعتبرن أقليةً في المجتمع، وهو ما يُعمق الشعور لديهن بأنهن غير جميلات وأن أجادهن متخلفة عن عالم الموضة. وترى نساء أخريات ممن وصفن أنفسهن بأنهن يحببن أجسادهن وراضيات كل الرضا عن جمالهن على الرغم من كون جمالهن لا يتماشى مع ما تصوره وسائل الإعلام والإعلان أن طريقة نظر المرأة إلى نفسها هو الذي يسبب تعاستها، فهي تنظر إلى جسدها بعيون الآخرين، فإذا لاحظت من الآخرين إعجاباً، فهي تفرح وتقيم جسدها إيجابياً، أما إذا لمست عدم اكتراث وقلة انتباه من زملائها في العمل أو أصدقائها وأقربائها فهي تحزن وتعتبر ذلك دليلاً على قلة حسنها. ولذلك فإنه عندما تصل المرأة إلى مرحلة تقييم جسدها من منظورها الخاص، فإنها ستحكم على جمالها بالشكل الصحيح ولن تنتقص من قدر نفسها مهما كان جمالها وبصرف النظر عن كيفية تقييم الآخرين لجمالها، فهي تحتاج -حسب رأيهن- لرأيها حول جسدها وليس لرأي الآخرين. نساء ورجال تشير الدراسة إلى أن غالبية بنات حواء يولين اهتماماً كبيراً لجمالهن وحسنهن في مختلف المجتمعات وعلى مر الأزمنة والعصور، بينما يتميز الرجال بعدم الاهتمام كثيراً إلى درجة وسامتهم، بل إنهن يهتممن أكثر بدرجة جمال النساء اللاتي يحببنهن ويرتبطن بهن أو المحيطات بهن بشكل عام. غير أن الأمر كان مختلفاً قليلاً عما هو عليه الآن، فالنساء كن أكثر مكوثاً في البيت وأقل وجوداً في الخارج بسبب انشغالهن بأعباء البيت. أما الآن، فإن الأوقات التي يقضيها النساء في العمل وخارج بيوتهن أصبحت في تزايد مستمر بسبب تغير أنماط العيش واكتساب النساء أدواراً جديدةً في مختلف مناحي الحياة. كما أن الملابس التي كانت النساء ترتدينها في السابق كانت تخفي عيوبهن الجسدية، أما ملابس اليوم، فهي تكشف كل عيب مهما صغُر أو دق بسبب ميل تصاميمها إلى الضيق وإبراز المفاتن. وتقول بعض النساء إنهن يلاحظن من خلال واقعهن المعيش أن غالبية النساء الناجحات ومتألقات في مهنهن لسن حسناوات، وأن معظم الحسناوات والجميلات لم يكن متفوقات في دراستهن في مراحل الثانوية العامة والجامعة، وأن الجمع بين الجمال والنجاح المهني لا يلتقي إلا عند أقلية قليلة جداً من النساء. أما الغالبية، فهن إما جميلات غير ذكيات أو قليلات الحسن، لكن ذكيات ونابغات، حتى إن نظرن إلى أجسادهن بسلبية وكن غير راضيات عن أشكالهن. عن "واشنطن بوست" ترجمة: هشام أحناش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©