الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كريستينا مويلير: التصوير مهنة تناسب النساء أكثر من الرجال

كريستينا مويلير: التصوير مهنة تناسب النساء أكثر من الرجال
3 مارس 2011 20:58
«إنها حكاية كوكبنا، إنه تحالف مواردنا الطبيعية إزاء التطور الصناعي لحياة الإنسان العصرية» تقول المصورة العالمية كريستينا ميولير التي قدمت في زيارة خاطفة إلى أبوظبي لتتحدث عن الصورة وحكايتها التي تنقلها وتتمكن من إحداث تغيير في السياسات العالمية، التغيير من أجل المحافظة على طبيعتنا من دون تلوث وعلى ثقافاتنا المتنوعة والغنية، وتشارك كريستينا التي جالت العديد من بلدان العالم بحثاً عن الثقافات الإنسانية المعرّضة للانقراض في لجنة تحكيم مسابقة ناشونال جيوجرافيك «صور تروى» وتتأمّل أن الخطوات الأولى بدأت وسوف تظهر المواهب العربية في التصوير وفي التعبير عمّا يختزنه هذا العالم للبشرية. أمية درغام (أبوظبي) - من دبي إلى جزيرة ياس في أبوظبي، ومن ثم جولة في مدينة أبوظبي التي سمعت عنها الكثير ونقلت دهشة العالم الغربي بها وبما يجري على أرضها من تطور عمراني وثقافي، فالصحراء التي تعرفها وتتآلف معها كونها مكسيكية الأصل. وفي جزيرة ياس كان اللقاء، وتقول بحماسة امرأة هادئة رسمت طريقها وحدّدت أهدافها في الحياة «إنها المرة الأولى لي في الإمارات، وأتمنى ألا تكون الأخيرة، فما سمعته عن هذه الدولة يدعو فعلًا إلى الدهشة، ومع أنني أعلم أن الكثير من المصورين أتوا والتقطوا صوراً لهذه المدينة، ولكنني أريد أن أسوح وألتقط صوراً لها». وتشير إلى أنها بدأت العمل كمصوّرة حرّة مع ناشيونال جيوجرافيك منذ العام 2005 وكانت قد بدأت التصوير منذ العام 1995، وقد لفتت أعمالها المجلة كونها تركّزت حول المحافظة على الطبيعة وعلى المجموعات البشرية التي تحاول منظمات عالمية الاهتمام بها كي لا تندثر ثقافاتها ولغاتها بفعل هجوم المدينة إلى الغابات. مصورو الناشيونال جيوجرافيك وتشرح أن معظم المصورين مع ناشيونال جيوجرافيك هم مصورون غير متعاقدين وثمة 100 مصوّر لديها بينهم 30 فقط من المتعاقدين، وتقول إن ذلك بطبيعة الحال صعباً من مختلف النواحي، وأن التصوير لم يكن يوماً مهنة سهلة وكمصوّرة عليها أن تدفع ثمن معدّاتها بنفسها وكذلك تكاليف سفرها عند ملاحقة المواضيع. وتقول «حين يقتنعون بفكرة تصوير معيّنة فإنهم يتولون كل شيء، ولذا على المصور أن يكون خبيراً وأن يبقي على مواكبة كل التطورات في هذا العالم من خلال متابعة ورش العمل لتعلّم ما يمكن أن يتعلّمه وليدرس أعمال المصوّرين لمعرفة الفرص المتاحة وأن يكون لديه بوتفوليو يعرضه للآخرين. وتضيف «لا تكمن المسألة حول مدى معرفته بالكاميرا بقدر ماهية موهبته المنطلقة من القلب ومن كيفية نظرته إلى العالم». وترى أن على كل من يشعر بأن لديه الموهبة أن يحاول أن يصل بالتصوير إلى درجة أعلى، مع العلم أن التصوير وإن كان هواية وحسب، فهو شيء مهمّ ويشعرنا بالإنجاز وخصوصاً بالنسبة للنساء لأنه لهنّ وسيلة لحفظ الذكريات والرحلات ووجوه الأشخاص الذين قابلوهن والأشخاص الذين يحبونهنّ. وتشدّد كريستينا على العنصر النسائي معتبرة أن للنساء حساسية خاصة لا يمتلكها الرجال. وأن التصوير وسيلة للتعبير عن الذات بطريقة جميلة. وتقول «إن النساء هنّ المحافظات على تاريخ عوائلهم، وتقليدياً بالنسبة للكثير من المجتمعات، هنّ من يضعن الصور في الألبومات وينسقن هذه الصور العائلية. وتعتبر كريستينا أن التصوير ليس إلا شرائح من الحياة ولحظات صغيرة نلتقطها حين نتمكن من قصّ الحكايات بأسلوب أفضل وحين نتعلّم النظر بشكل أفضل إلى هذه اللحظات. الدورة التدريبية وعن الدورة التدريبية التي قدمت أيضاً لإعطائها للمصورين الصحفيين في الإمارات، تقول «حين أدرس التصوير، أقول دائماً للحاضرين أن تعلّم التقاط صور كتعلّم التحدّث بلغة ثانية، تبدأ بالأحرف أي اللقطات ومن ثم الكلمات أي المجموعات لنؤلف جملة مفيدة فيما بعد ونكتب في يوم من الأيام قصيدة. وهكذا هو التصوير، كلّما تدرّبت ودخلت التجارب في التصوير، كلّما أصبحت قاصاً أكثر جمالاً». وتقول عن التقنيات الحديثة، إنها تسمح بمزيد من التجربة ولكن التصوير لا يقوم على الكاميرا وحسب إنما على المصوّر نفسه، وكيف ينظر إلى العالم. وترى أن أفضل المصوّرين في العالم هم الذين يعرفون كيف يتوقفون ويتأملون بالأشياء. التصوير ليس عدواً سريعاً إنما ماراثون ويحتاج إلى الكثير من الصبر والتصميم. ماهية التصوير هي أن تأخذي نفسك من خارج الصورة وتصبحين جزءاً من الخلفية وأن تدعي ببساطة الأمور أن تحدث أمامك وأن تكوني حاضرة لالتقاط اللحظة. خلف الكاميرا وتفضّل كريستينا أن تكون خلف الكاميرا وليس موضوعاً في الصور، وترى أن هذا يسمح لها بالاختفاء وراء الكاميرا. وحين تحدث أموراً صعبة، فإن الكاميرا تشكل حاجزاً عاطفيا بين الحدث الذي تصوّره وذاتها، لكأنها تنظر إلى شاشة التلفزيون. وتضيف «كلّما وضعت الكاميرا على عينك اقتربت لتكوني جزءاً من الطريقة التي تنظرين فيها إلى الأمور وتشرعين بالفعل بالنظر إلى العالم بهذا الأسلوب». وتقول «إن المصوّرين يقومون بذلك منذ زمن طويل وفي كل مشهد ترينه تفكرين كيف ستلتقطين صورته؟ والأمر لا يتعلّق بكمية صور كبيرة نلتقطها إنما في التفكير في صناعة الصور. إن أفضل المصورين هم هؤلاء الذين ينتظرون الأمور كي تتلاءم وتتوافق ولا يقولون للناس أن ينظروا أو يقوموا بحركة معيّنة، إنهم فقط يراقبون وينتظرون كي تكتمل الأشياء والعناصر ليلتقطوا الصورة التقاطاً». رحلة مصورة وعن عمل كريستينا والدول التي زارتها في سبيله، تقول «لقد بدأت مهنتي ولمفارقة في بلد ليس بلدي، فقد عملت معظم الوقت في البرازيل وغالباً في الأمازون البرازيلي، ولكنني سافرت إلى مختلف أنحاء العالم حيث أمضيت بعض الوقت في الهند وفي الصين وغينيا وأخيراً أنا في كندا، وأينما أجد تداخلاً بين الثقافات والطبيعة أتجه أنا وكاميرتي. وأنا منجذبة حالياً بالناس الذين يخسرون حقوقهم بأسلوبهم الخاص في الحياة بسبب المجتمع الصناعي الحديث، وأنا منجذبة لهؤلاء وحسب، ولست أقوم بتلاوة تصريح إنما لأكون شاهدة. وهذه هي قصة كوكبنا. إنه تحالف مواردنا الطبيعية إزاء التطور الصناعي لحياة الإنسان العصرية، ولكنني كمصورة صحفية ليس من مهامي القول إن ما يجري صحيح أو مخطئ، إنما أتيح للمشاهد بأن يتخذ حكمه الخاص عبر نقل القصة إليه من خلال الصور. وهذا مهمّ جداً لأننا نقيم في مجتمعات حديثة ومدن حضرية ومبتعدين تماماً عمّا يجري في الواقع. لذا كوني مصوّرة فإن مهمتي تتمحور حول استقدام هذه الحكايات معي والقول «تمهّلوا لدقيقة واحدة، وثمة تداعيات لكل ما تقومون به». قوة الصورة تعتقد كريستينا أنه باستطاعتها إحداث تغيير من دون أدنى شك، وتقول «إن للصورة قوة تتمكّن من هزّ الرياح حول القرارات السياسية، ولهذا السبب لدينا مصوّرو حروب فلولا أننا لم نصوّر ما يجري لما جذبنا اهتمام العالم، ففي تونس ومصر مثال وفي الحرب في العراق مثال آخر، فالمصورون يجعلون المشاهد يرى ما يجري واقعياً وبشكل شخصي جداً». وتعبّر عن عدم بحثها عن الوجوه لتصوير بورتريهات، لأنها تجد في الحكايات ما فطر عليه الإنسان وهو الجلوس حول النار وتلاوة الحكايات، والبورتريه هي النظر إلى عيون الآخرين ولنوافذ الأرواح فتنقل السعادة أو اليأس أو الحزن أو الخوف، وهي كلّها لحظات عاطفية حميمة لدى كل انسان وما يهمّها هي الصور التي تدفع المشاهد للتوقف وللانفعال والتفكير، ولهذا السبب إن الناشيونال جيوجرافيك مهمة جدا لأنها تجعلنا نفكّر في الصور وتنزرع في ذاكرتنا. وترى أن خطوة ترجمة مجلة الناشيونال جيوغرافيك إلى العربية أمر مؤثر لأن النظر إلى الثقافات من تلك الأميركية اللاتينية إلى الصينية، يجعلنا ندرك أن العربية تختزن أيضاً الكثير من التقاليد وثمة حكايا كثيرة حول النار تروى في الثقافات العربية حيث انطلق الحرف واللغة المكتوبة إلى العالم. وتقول «أتوقع بأننا سنرى جيلاً من المصوّرين يأتون من العالم العربي لأنّهم متحدّرون من هذه الثقافة التي روت لنا القصص».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©