الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قمة واشنطن تحدد ضوابط لمنع التهريب النووي

قمة واشنطن تحدد ضوابط لمنع التهريب النووي
14 ابريل 2010 01:01
تعهدت الدول المشاركة في قمة الأمن النووي بواشنطن التي اختتمت في وقت متأخر أمس، بمنع “الأطراف غير الرسمية” من الحصول على مواد نووية لأغراض خبيثة وذلك في إطار مجموعة إجراءات لمنع “الإرهاب النووي”. وترأس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفد الدولة إلى قمة الأمن النووي التي شارك فيها قادة وممثلو 47 دولة في العالم. وأكد مسؤول فرنسي أن الرئيس نيكولا ساركوزي اقترح أن يحاكم زعماء الدول التي تنقل عامدة مواد نووية لجماعات إرهابية أمام محكمة دولية تابعة للأمم المتحدة. ودعا البيان الختامي إلى وضع ضوابط جديدة على اليورانيوم عالي التخصيب والبلوتونيوم المنقى وهما عنصران مهمان لصنع الأسلحة النووية مع الإقرار بأن الخطوات الأمنية ينبغي ألا تتدخل بحق الدول في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية. وكانت هولندا اقترحت مساء أمس الأول تأسيس محكمة خاصة في لاهاي لمكافحة الإرهاب النووي. وقال رئيس وزرائها يان بيتر بالكيننده، إنه يمكن عن طريق إنشاء محكمة نووية دولية مقاضاة الدول التي يتمكن الإرهابيون فيها من الوصول إلى المواد النووية أو تلك التي تنتهك بطريقة أخرى اتفاقيات منع الانتشار النووي. في حين نبهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن المجتمع الدولي ينقصه نظام قانوني مشترك من أجل تحقيق أمن فعال للمواد النووية لحمايتها من الإرهابيين. وقالت ميركل الليلة قبل الماضية “من اللافت للانتباه أنه لا توجد آلية قانونية يمكن من خلالها مقاضاة الدول التي تعطي مواد نووية لمنظمات إرهابية. إننا بحاجة إلى أمن قانوني عالمي”. وأبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما وفود من 47 دولة في القمة، إن الوقت حان لتحرك عالمي منسق من أجل تشديد الضوابط على المواد النووية. وأضاف أنه إذا حصلت “القاعدة” على سلاح نووي فستكون تلك “كارثة على العالم”. فيما حث الأمين العام للأمم المتحدة القادة المشاركين في القمة على النظر في تطبيق خطة خماسية لكبح الإرهاب النووي الذي يشكل التحدي الأخطر للعالم. تضمنت خطة بان كي مون بحسب نص معد، منع الإرهاب النووي، تأمين المواد النووية الانشطارية، تعزيز دور وأدوات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انخراط مجلس الأمن في قضايا الإرهاب النووي، وتحقيق تقدم موازٍ في عمليتي نزع السلاح ومنع الانتشار النووي. وجاء هذا التعهد في القمة غير المسبوقة تلبية لدعوة الرئيس أوباما الذي قال إن العالم مليء بالمواد الانشطارية غير المحمية بشكل جيد والتي يمكن أن تستخدمها جماعات مسلحة لإنتاج سلاح نووي مرعب. وحدد بيان القمة التي تعد الأكبر من نوعها في هذا الخصوص، عدداً من الالتزامات العامة تعهدت الدول من خلالها بتشديد حماية المواد النووية الخاضعة لسيطرتها. وأضاف أن من ضمن الأهداف الرئيسية “منع الأطراف غير الرسمية من الحصول على المعلومات أو التكنولوجيا اللازمة لاستخدام مثل هذه المواد لأغراض خبيثة”. ولكن في إشارة إلى بعض الدول النامية الساعية لبدء برامج نووية لأغراض سلمية، أيدت القمة أيضا “إجراءات الأمن النووي القوية التي لا تتدخل في حق الدول في تطوير الطاقة النووية والاستفادة منها في أغراض سلمية”. وحثت القمة الدول على تحويل المفاعلات النووية من استخدام وقود اليورانيوم عالي التخصيب إلى الوقود منخفض التخصيب ذي الخطورة الأقل. وأكد البيان على الدور المهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعهد بضمان أن تكون لدى الوكالة الموارد والخبرات الضرورية لتنفيذ مهمتها. ودعت القمة إلى تعاون دولي أكبر من أجل المنع الفعال لحوادث التهريب غير القانوني للمواد النووية والتعاون من أجل الكشف عن المواد النووية على مستوى الطب الشرعي وجهات إنفاذ القانون لجعل ذلك يتحقق. كما أقرت الدول بالدور المستمر للصناعة النووية بما في ذلك القطاع الخاص في العمل الأمني وتعهدت بالتعاون مع تلك الصناعة لتحسين “ثقافة الأمن النووي” ككل. وقال القادة في البيان “نرحب وننضم إلى دعوة الرئيس أوباما لضمان أمن كافة المواد النووية غير المحمية بشكل جيد، خلال 4 سنوات في إطار عملنا معا لتعزيز الأمن النووي”. وحدد القادة إجراءات لمكافحة الاتجار النووي ومن بينها تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بعمليات الرصد والطب الشرعي وتطبيق القانون. وقال القادة “نقر بضرورة التعاون بين الدول من أجل المنع الفعال لأي اتجار نووي غير شرعي”. وأكد القادة أن الهيكل الرئيسي لمكافحة الانتشار النووي يظل الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي قالوا إن لها “دوراً مهماً” في هذا الشأن. كما تعهد المشاركون في القمة بالعمل من أجل “ضمان أن تواصل هذه الوكالة امتلاك الهيكل والموارد والخبرات الملائمة” للقيام بعملها. وحث أوباما قادة العالم على التحرك وعدم الاكتفاء بالكلام. ونبه إلى أن الإرهابيين قد يقتلون آلاف الأشخاص بمواد مشعة “لا يزيد حجمها عن حجم تفاحة” مؤكداً أن الكلام غير كاف. وقال انه “توجد في العشرات من الدول مواد نووية يمكن بيعها أو سرقتها وتحويلها إلى سلاح نووي”. وأوضح “لقد حاولت شبكات إرهابية مثل “القاعدة” الحصول على مواد لإنتاج سلاح نووي، وإذا نجحوا في ذلك فمن المؤكد انهم سيستخدمونه”. وتابع “وإذا فعلوا ذلك، فستكون هذه كارثة على العالم تتسبب في خسارة جسيمة في الأرواح وتوجه ضربة كبيرة للسلام والاستقرار العالمي”. وأكد الرئيس الصيني هو جينتاو في خطابه للقمة، بقوله “نحن نعارض بشدة انتشار الأسلحة النووية وندعم بقوة الجهود لتعزيز الأمن النووي الدولي”. وأضاف جينتاو ان الصين تدعم “حق كل الدول بالتساوي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ذكر البيت الأبيض أمس، ان الرئيس أوباما يسعى لإعادة تنشيط معاهدة حظر الانتشار النووي كوسيلة لمحاسبة دول مثل إيران. وقال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض “بسبب معاهدة حظر الانتشار النووي منع الانتشار إلى حد بعيد على مدى سنوات كثيرة. وفي أول رد فعل له، اعتبر الرئيس الإيراني محمود نجاد مساء أمس، أن إيران هي “الفرصة الوحيدة للنجاح” أمام الرئيس أوباما بعد الأزمات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة ولا سيما في العراق وأفغانستان داعياً واشنطن إلى “القبول بإيران” كما هي. وقال نجاد في حديث تلفزيوني “ليس أمام أوباما سوى فرصة واحدة، هي إيران” مضيفاً “ليس لديه سوى مكان واحد حيث يمكنه ان يقول: كنت السبب في حدوث تغيير وفي تحول المعادلة الدولية، وهذا المكان هو إيران”. واعتبر الرئيس الإيراني أن “أفضل شيء يفعله هو القبول بإيران واحترامها والدخول في تعاون” مع طهران مضيفاً “عندها ستفتح أمامه العديد من الفرص الجديدة”. ساركوزي: لن نتخلى عن سلاحنا النووي واشنطن (أ ف ب) - أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء أمس الأول، أنه لن يتخلى عن السلاح النووي “الذي يضمن أمن فرنسا”، وذلك على هامش مشاركته في قمة الأمن النووي بواشنطن. وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع شبكة “سي بي اس” التلفزيونية “لن أتخلى عن هذا السلاح النووي الذي يضمن أمن بلادي، في شكل أحادي الجانب في عالم ينطوي على هذا القدر من الخطورة، كما هو اليوم”. وأضاف “لا أستطيع أن أتخلى يوماً عن هذا السلاح إلا إذا تأكدت أن العالم بات مستقراً وآمناً”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة كما فرنسا هما ديمقراطيتان، ولن نستخدم أبداً هذا السلاح لمهاجمة أي كان”. وذكر ساركوزي بأن فرنسا “تخلت عن التجارب النووية وصادقت على معاهدة حظر التجارب النووية” و”قلصت إلى الثلث عدد” أسلحتها النووية حتى “300”. وقال “إذا قمت بخطوات إضافية، فقد أعرض أمن بلادي للخطر”. وتابع الرئيس الفرنسي “نواكب كل التدابير لمكافحة الإرهاب النووي، ندعم كل الإجراءات لتقليص الأسلحة النووية ونحتفظ لأنفسنا بالحد الأدنى المطلوب لضمان أمن بلادنا”. وفي شأن آخر، أعلن ساركوزي أنه سيقرر الترشح لولاية رئاسية ثانية أو عدمه “نهاية الصيف” أو “بداية خريف 2011”.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©