الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراجة المعدلة·· أغلى من العروس!

الدراجة المعدلة·· أغلى من العروس!
13 يناير 2008 01:15
مليون ومئتان وخمسون ألف درهم ''كاش''، يمكن أن تكون قيمة شقة العمر بالنسبة للبعض أو مقدماً لبيت الأحلام للبعض الآخر، أو حتى رأس مال معقول لبدء مشروع تجاري، لكن صدق أو لا تصدق، شباب الإمارات يدفعون هذا المبلغ لشراء دراجة نارية ورقم مميز! فالدراجة النارية لم تعد اليوم مجرد وسيلة تنقل بسيطة كما هو الحال في معظم الدول الآسيوية، بل عربة ملكية وعنوان عريض للتميز والرفاهية، باختصار هي حكاية ولع لها أول وليس لها آخر، تريدون أسرار هذا العالم العجيب من الألف إلى الياء، لا تذهبوا بعيداً، تابعوا السطور التالية: عجيب أمر الدراجة في الإمارات، ولو عرف ''جوتليب داملر''- مبتكر الدراجة النارية في أواخر القرن التاسع عشر- ما يفعله الشباب بدراجاتهم اليوم لأخرسته الدهشة، فسعرها يبدأ من بضعة آلاف ويصل لمئات آلاف الدراهم، إذا تم تعديلها في ورش الشباب الإماراتي المبدع الذي يبتكر تصاميم خاصة حسب الطلب يصل سعرها لربع مليون درهم، ناهيك عن إمكانية إضافة الاكسسورارات التي يزيد ثمنها عن جهاز عروس في طريقها لبيت العدل، حيث قام أحد الشباب بتركيب محرك نفاث على دراجته المحبوبة فأصبحت أسطورة إماراتية وجدت طريقها لأميركا· فراشة الصحراء عبدالحميد علي لنجاوي بدأ هوايته مع الدراجات الصحراوية ذات العجلات الأربع منذ سن الثامنة يقول: ''بدأت مبكراً باقتناء دراجة نارية مع مجموعة من الشباب، وفي سن الرابعة عشرة اقتنيت دراجة نمساوية بسعر 12000 درهم، ومنذ 5 أشهر اقتنيت دراجة بسبعين ألف درهم· في البداية رفض أهلي لكنني أقنعتهم بالأمر خاصة أن دراجتي غير مخصصة للسباقات، بل سياحية أستخدمها في رحلات استكشافية لمناطق في العين وخورفكان والفجيرة، حيث أخرج مع مجموعة تتألف من 30 إلى 40 شخصاً، مع الالتزام بمعدات الوقاية كالخوذة والحذاء الرياضي والمعطف الجلدي والقفازات والنظارات، وأخذ الاحتياطيات الصحية كتوفر سيارة إسعاف إذا كانت الرحلة من تنظيم إحدى وكالات بيع الدراجات· ويضيف عبدالحميد: ''أتمنى أن أقوم بتصميم دراجة بمواصفات خاصة قد يصل سعرها على 140 ألف درهم، وهو سعر معقول، فهناك خيارات موجودة في أميركا قد يصل سعرها إلى 400 ألف درهم''· أما خالد ميرزا الطاهر شاب في العقد الثالث فيقول: ''بدأت الهواية معي منذ 6 أشهر فقط، ورغم حبي لقيادة الدراجات إلا أنني أجلتها دائماً بسبب الخوف وعدم الخبرة حتى قررت فجأة أنا وثلاثة أصدقاء اقتناء دراجة، فاخترت واحدة بسعر يفوق 60000 ألف درهم· ومنذ شهر اقتنيت دراجة أخرى بسعر 26 ألف درهم، وقد اقتنيت هاتين الدراجتين لأن سعرهما يعادل سعر دراجة غالية، ولم يعترض أهلي لأني اقتنيتها في سن ناضجة رغم أنهم يوصونني بالحرص دائماً''· ويضيف خالد: ''المشكلة الوحيدة التي تواجهنا في الإمارات هي عدم اعتراف العامة بالدراجة النارية كمركبة بل وسيلة نقل من الدرجة الثانية، فلا يفسحون لها الطريق أو يقومون بمضايقة سائقها عبر الإسراع خلفه أو الاقتراب الشديد منه لاستفزازه وحثه على الانطلاق بسرعة، غير مبالين بسلامته، ولذلك أرى أن قيادة دراجات السباق خطرة بالنسبة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة''· ويورد محمد قاسم، لديه دراجة كلفته 35 ألف درهم، مشكلات أخرى، يقول: ''لا توجد في الإمارات ثقافة دراجات بخلاف أوروبا حيث يدرك سائق السيارة هناك أن الدراجة تحتاج لحيز مثلها مثل السيارة، أما هنا فإن قائد الدراجة الإماراتي يلقى مضايقات كثيرة من سائقي السيارات وخاصة الآسيويين رغم أنهم الأكثر استخداماً لها في بلدانهم، بخلاف المواطنين الإماراتيين والأوروبيين الذين يفسحون لنا الطريق ويتعاملون معنا باحترام· المشكلة الأخرى تكمن في شركات التأمين العربية التي لا تؤمن على الدراجات النارية تأميناً شاملاً، وهو الأمر الذي يثير استياء سائقي الدراجات النارية المستعدين لدفع التأمين الشامل لحماية أنفسهم، كما أن تأمين الدراجات ضد الغير مرتفع جداً، قياساً بكلفة تأمين السيارات في الفئة ذاتها''· ورغم أن الدراجة الغالية مطلوبة، إلا أن الرخيصة تجد من يقتنيها أيضاً، فها هو محمود حسين لنجاوي يقول: ''بدأت هوايتي مع الدراجات منذ عامين رغم أنني لا أقود دراجتي إلا نادراً وبمعدل نصف ساعة شهرياً مع صديق· وقد اتجهت لهذه الهواية من أجل التغيير فاخترت دراجة مستعملة رخيصة وتتميز بصوت عادم قوي يجعل سائقي السيارات ينتبهون لوجود الدراجة، وبالتالي يشكل لنا ذلك عنصر أمان، بخلاف الاعتقاد الشائع لدى أغلب الناس بأننا شباب مستهترون نحب الإزعاج بطبيعتنا''· ويضيف محمود: ''كان أبي يمتلك دراجة في الستينات وقد ورثت الهواية عنه، إضافة إلى أنني ميكانيكي هاو أقوم بإصلاح دراجتي بنفسي''· ويبدو أن الهوس بالدراجات لا يقف عند حد شرائها بل وصل بزياد قباني إلى العشق أو الهوس إلى درجة أنه يمتلك ورشة دراجات منزلية للتصليح والتركيب منذ سنوات، يقول عن تجربته: ''بدأ شغفي بالدراجات منذ سن العاشرة، وقد قمت بتعديل دراجتي الأولى بنفسي حيث فككتها وأعدت تركيبها مرات عدة مستعيناً بأصدقاء في أميركا عبر الانترنت· وقد اكتسبت خبرة ذاتية عالية لدرجة أن الوكيل أخذ يستعين بي ويستشيرني في إصلاحها، خاصة أنني أمتلك معدات إصلاح وأجهزة الكترونية دقيقة استوردتها من الخارج· وقمت حتى الآن بتعديل وتركيب ست دراجات نارية، وهو عدد لا بأس لأنني أعمل بمفردي في هذا المجال الذي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين''· ولها مآرب أخرى وإذا كان السابقون كلهم يقتنون الدراجات على سبيل الهواية، فإن لعمر السامرائي مآرب أخرى تختلف عن أقرانه، يقول: ''لم أقتنِ دراجة طلباً للترفيه وإنما لأسباب مختلفة تماماً، فأنا أكره زحام السيارات والاختناقات المرورية في الشوارع، إضافة إلى شح المواقف العامة، ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود، كل تلك الأسباب دفعتني للتفكير جدياً بامتلاك دراجة نارية لأتنقل براحة ويسر من منزلي إلى مقر عملي أو لأي مكان آخر على الرغم من عدم تقبل مجتمعنا لهذه الفكرة واستغراب الكثيرين لطريقتي في الحياة بدون امتلاك سيارة، وقد كلفتني دراجتي ما يزيد عن ثلاثين ألف درهم''· ويبقى للدراجات ألوان وأنواع ولكل شاب في الدراجة التي يقتنيها مذهب، يقول نصير قباني الذي يشترك مع شقيقه في عشق هذه الهواية: ''تنقسم الدراجات النارية لعدة أنواع منها الرملية ذات العجلتين والثلاث والأربع وهي مخصصة للرحلات البرية من دون ترخيص، أما دراجات الشوارع فتحتاج لترخيص ولوحة تسجيل مروري ورخصة قيادة، وتنقسم لنوعين، الأول: دراجات رياضية تمتاز بالسرعة وخفة الوزن، وهي غير مريحة للمسافات الطويلة، لكنها تجتذب الشباب دون العشرين المهووس بالسرعة عادة، أما النوع الثاني فهو الدراجات السياحية التي تمتاز بضخامة الحجم وثقل الوزن ولكنها مريحة ومهيأة للمسافات الطويلة ويقبل عليها الشباب ممن هم في سن الثلاثين فما فوق، لقيادتها في النزهات والرحلات الطويلة بسرعات معقولة لا تتجاوز 120 كيلومتراً في الساعة''· من الشباب إلى الورش الخاصة بالشباب الإماراتي في دبي، قال لنا ميكانيكي شاب: إن أسعار الدراجات المعدلة يعتمد على نوعية طلبات الزبون، حيث تصل كلفة الإضافات إلى 200 ألف درهم، وهناك دراجات معدلة تتراوح ما بين 110 آلاف إلى 180 ألف درهم· ويستغرق العمل في تعديل الدراجة الواحدة من 3 إلى 4 أسابيع إذا كانت جميع القطع متوفرة، أما إذا كانت هناك قطع بحاجة للتصميم والتصنيع أو الصباغة فقد تستغرق وقتاً طويلاً يصل لأشهر· أما الصباغة المحترفة والرسومات المعقدة لبعض الدراجات فتتم في ألمانيا بكلفة تصل إلى 50 ألف درهم، في حين يبلغ سعر جلد الأفاعي والتماسيح الطبيعي المستخدم لتنجيد المقعد حوالي 12 ألف درهم، فيما تبلغ كلفة شغل اليد في الورش المحلية 140 درهم في الساعة، أما كلفة تركيب القطع المعدلة فتتراوح من 12 إلى 15 ألف درهم· أسعار ولا في الخيال سحر أرقام لوحات الدراجات النارية المميزة لا يختلف عن واقع أرقام السيارات، حيث يبلغ سعر ثلاثة أرقام متشابهة 50 ألف درهم، أما سعر الرقمين المتشابهين فيصل إلى 70 ألف درهم، أما الرقم الواحد فيكلف مليون درهم فقط لا غير! وسواء كان رقم لوحة الدراجة مميزاً أو عادياً فإنها لا تستثنى من دفع رسوم خدمة سالك في دبي حالها حال السيارات· للبيع والإيجار الدراجات السياحية ثقيلة الوزن، ورغم محركاتها القوية إلا أن سائقيها لا يتجاوزن سرعة 120 كليومتراً في الساعة غالباً، رغم أن السرعة القصوى لبعض الدراجات تصل إلى 220 كليومتراً، أما دراجات السباق فتصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة· ويحكم أسعار الدراجات نوعية الماركة والمواصفات والإضافات، ولكنها ليست رخيصة الثمن بكل الأحوال، وهو الأمر الذي يدفع غير المقتدرين على اقتناء الدراجات السياحية لاستئجارها على نحو ضيق بكلفة تتراوح ما بين 200 و1000 درهم في اليوم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©